story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
اقتصاد |

“أقل بكثير مما كان متوقعا”.. استياء مربي الماشية بعد صرف الدعم

ص ص

أثارت عملية صرف الدعم الحكومي لمربي الماشية في المغرب موجة من الاستياء والارتباك بين الكسابة، بعد أن فوجئ عدد كبير منهم بأن المبالغ التي توصلوا بها “أقل بكثير مما كان متوقعًا”، و”غير متوافقة” مع المعايير التي أعلنتها وزارة الفلاحة رسميًا.

ورغم أن أكثر من 73% من الدعم المخصص للمربين قد تم صرفه بالفعل، حسبما تم الإعلان عنه، إلا أن “غياب الوثائق الرسمية” ووضوح طريقة الحساب جعل العديد من الكسابين يشعرون بعد توصلهم بمستحقاتهم الكاملة، ويطالبون بتوضيح رسمي لكيفية تحديد المبالغ الممنوحة لكل رأس ماشية، خاصة فيما يتعلق بدعم الأعلاف والمنحة الخاصة بالحفاظ على الإناث.

وفي السياق، أكّد محمد ياسر عسيلي، مربي الماشية المتخصص في سلالة “الصردي” بمنطقة كيسر بإقليم سطات، أن “فئة واسعة من الكسابين تعيش حالة من الإحباط والارتباك بعد توصلهم بالدعم الحكومي المخصّص لمربي الماشية”، مشيرًا إلى أن “المبالغ التي حصل عليها الكثير منهم جاءت أقل بكثير مما كان متوقعًا، وغير مطابقة للمعايير التي أعلنتها وزارة الفلاحة بشكل رسمي”.

وقال عسيلي في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” إن الصدمة كانت كبيرة بعد أن اكتشف مربو الماشية أن الدعم المصروف “لا يعكس نهائيًا” الأرقام التي صرّح بها الوزير، ولا يعتمد على السلم التدريجي الذي قدّمته الوزارة، والذي ينص على:

  • 150 درهمًا للرؤوس العشرة الأولى.
  • 125 درهمًا للأربعين التي تليها.
  • 100 درهم للخمسين اللاحقة.
  • 75 درهمًا لما فوق مئة رأس.

وأوضح أن هذه المعايير تخص دعم الأعلاف، إضافة إلى دعم آخر كان مبرمجًا للصرف في أبريل 2026 والمتعلق بالحفاظ على الإناث، والذي يقدّر بـ 400 درهم للرأس الواحدة، وذلك بعد التحقق من الاحتفاظ بالإناث.

في المقابل، يضيف المتحدث، “عندما توصل عدد من الكسابين بالدعم، فوجئوا بأن الحساب لم يعتمد نهائيًا على هذه القاعدة، وأن المبالغ التي حصلوا عليها جاءت ناقصة بشكل كبير، دون أي تفسير رسمي”، مشيرا إلى أن “عدداً كبيراً من المربين بدأوا فعلاً في تقديم شكاياتهم، متوقعًا ارتفاع وتيرة الشكايات خلال الأيام المقبلة”.

ودعا عسيلي وزارة الفلاحة إلى “خروج إعلامي واضح وشفاف لشرح فيه تفاصيل الخلل، وتوضيح ما إذا كان الكسابون قد أخطأوا في فهم المعايير، أم أن هناك طريقة أخرى غير معلنة تم اعتمادها في عملية صرف الدعم”.

وأبرز المتحدث أن من بين الإشكالات المطروحة بقوة “غياب أي وثيقة مرفقة بالدعم توضح للكسابين كيفية احتساب المبالغ التي حصلوا عليها، والعدد الذي اعتمدته المصالح الإدارية، سواء تعلق الأمر بالقياد أو المقدمين أو اللجان المحلية”. وأضاف: “لا نعرف هل سيتم إرسال هذه الوثائق لاحقًا عبر الإدارات أو البريد أم لا، وهذا يزيد من حالة الغموض”.

وختم عسيلي تصريحه بالتأكيد على أن غموض المعايير وغياب الشفافية في صرف الدعم يهددان استقرار قطاع تربية الماشية، ويستدعيان تدخلاً عاجلاً لتوضيح الأمور وضمان عدالة توزيع الدعم على كل المستحقين.

من جانبه، أعلن وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، أن الوزارة صرفت ثلاثة ملايير درهم لفائدة 714 ألف مربي في إطار الدعم الموجه للفلاحين الكسابة، أي ما يمثل 73% من مجموع الكسابة الذين شملتهم عملية الإحصاء”.

وأوضح الوزير، خلال الجلسة الأسبوعية للاسئلة الشفهية بمجلس النواب يوم الإثنين 17 نونبر 2025، أن الوزارة شرعت في صرف الدفعة الأولى من الدعم المخصص لاقتناء الأعلاف، إضافة إلى تسبيقات مرتبطة بمنحة الحفاظ على إناث الأغنام والماعز بمبلغ 100 درهم للرأس، لافتا إلى أنه “منذ 5 نونبر 2025، تم صرف ثلاثة مليارات درهم لفائدة 714 ألف مربي، أي ما يمثل 73% من مجموع الكسابة الذين شملتهم عملية الإحصاء”.

ولضمان الشفافية والإنصاف، أكد المسؤول الحكومي أن مصالح الوزارة تعبّأت لاستقبال شكايات الكسابين وإحالتها على اللجان المحلية برئاسة الولاة والعمال، مع تخصيص مركز اتصال خاص بالإرشاد والتوجيه، بما يعزز ثقة المهنيين في مسار الدعم ونجاعة البرامج الفلاحية الموجهة لمواجهة التحديات الراهنة.

ومن جانب آخر، أشار المسؤول الحكومي إلى “إطلاق برنامج ضخم لإعادة هيكلة قطاع الماشية بتعليمات ملكية، بغلاف مالي يناهز 12.8 مليار درهم على مدى ثلاث سنوات”، مبرزا أن “هذا الورش الاستراتيجي يتضمن إحصاء القطيع الوطني وتكوين قاعدة بيانات دقيقة تشمل 32.8 مليون رأس من الماشية و1.2 مليون كساب، من أجل اعتمادها في توجيه الدعم المباشر”.