أسطول الصمود يبحر من تونس نحو غزة أملا في كسر الحصار عن القطاع المدمر

شرعت سفن أسطول الصمود العالمي المتوجه نحو قطاع غزة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من 18 سنة، (شرعت) في الإبحار تباعاً من ثلاثة موانئ تونسية رئيسية هي بنزرت، سيدي بوسعيد، وقمرت. غير أن بعض السفن واجهت أعطاباً تقنية أجبرتها على العودة إلى مرافئها، من بينها سفينة “قيصر” التي عادت أدراجها إلى ميناء سيدي بوسعيد، فيما واصلت أخرى، مثل “يمن”، مسارها نحو قطاع غزة المدمر.
وفي هذا السياق، أفاد أيوب حبرواي، عضو الهيئة التسييرية لأسطول الصمود العالمي، في حديث لصحيفة “صوت المغرب”، أن السفن المشاركة في الرحلة نحو غزة تنطلق تباعاً من ميناء بنزرت، فيما شهد يوم أمس الجمعة 12 شتنبر 2025، انطلاق بعض السفن من ميناء سيدي بوسعيد وقمرت، باعتبارها الموانئ الثلاثة الرئيسية لعملية الإبحار.
وأوضح حبرواي أن عدداً من السفن واجه أعطاباً تقنية أثناء الرحلة، ما حال دون قدرتها على مواصلة الإبحار نحو غزة، واضطرت إلى العودة، مشيرا إلى أنه من بين هذه السفن، سفينة “قيصر” التي عادت أدراجها إلى ميناء سيدي بوسعيد، في حين تمكنت سفن أخرى مثل “يمن” من الاستمرار في التوجه نحو وجهتها.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن الركاب الذين كانوا على متن “قيصر” سيتم توزيعهم على سفن أخرى، مضيفاً أن مشاكل تقنية مشابهة ظهرت في ثلاثة أو أربعة يخوت إضافية، وهو ما جعل ركابها غير قادرين على استكمال الرحلة.
وأكد عضو الهيئة التسييرية لأسطول الصمود العالمي، أن الجهود متواصلة لتنظيم الركاب وإعادة توزيعهم بين السفن المتبقية، مع الحرص على إشراك مشاركين من مختلف الدول والجنسيات والقارات، حتى لا يشعر أي طرف بالإقصاء أو التمييز.
وكانت سفن أسطول الصمود العالمي قد وصلت يوم الجمعة 12 شتنبر 2025، إلى ميناء بنزرت قادمة من ميناء سيدي بوسعيد، بعد مواجهة ظروف جوية صعبة في البحر الأبيض المتوسط خلال الأيام الماضية.
ويضم الأسطول حوالي 36 سفينة، على أن تلتحق لاحقاً قوارب إيطالية وإسبانية، بالإضافة إلى سفينة مصرية حصلت على إذن خاص من القاهرة.
ويشارك في المهمة الإنسانية ما بين 500 و700 ناشط من أكثر من 40 دولة، بينها المغرب، ويشمل المشاركين ناشطين في مجال حقوق الإنسان ومتخصصين في توثيق انتهاكات القانون الدولي.
وكانت أولى سفن الأسطول قد أبحرت نهاية غشت الماضي من ميناء برشلونة الإسباني، وتبعتها قافلة أخرى من ميناء جنوى الإيطالي مطلع شتنبر الجاري.
وتُعد هذه المرة الأولى التي يبحر فيها هذا العدد الكبير من السفن مجتمعة نحو غزة، بعد أن كان الاحتلال الإسرائيلي في السابق يعترض السفن المنفردة في المياه الدولية ويصادرها.
يُذكر أن السفينة الرئيسية في الأسطول “فاميلي” قد تعرّضت لهجوم بطائرة مسيرة على السواحل التونسية، مساء يوم الإثنين 8 شتنبر 2025، مما أدى إلى احتراق جزء منها.
ولم يتوقف الاستهداف عند هذا الحد، بل تعرّض الأسطول لهجوم جديد قبالة السواحل التونسية باستهداف أكبر سفنه هذه المرة، والتي تحمل اسم “ألما”، وذلك عشية انطلاقه من ميناء سيدي بوسعيد إلى ميناء بنزرت، وهو ما اعتبره النشطاء ـ ومن بينهم متطوعون مغاربة ـ محاولة لمنعهم من الإبحار نحو قطاع غزة وثنيهم عن مواصلة مبادرتهم الإنسانية.