أساتذة التعليم الأولي يحتجون بالرباط للمطالبة بالإدماج والرفع من الأجور
شهدت العاصمة الرباط، يوم الاثنين 8 دجنبر 2025، مسيرة حاشدة لأساتذة التعليم الأولي، للمطالبة بإدماجهم في الوظيفة العمومية، والرفع من الأجور، وضمان حياة مهنية واجتماعية كريمة.
وانطلقت المسيرة من أمام مبنى وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، متجهة نحو وسط شارع محمد الخامس، حيث تجمهر مئات الأساتذة العاملين في قطاع التعليم الأولي، استنكاراً للأوضاع التي تشتغل فيها هذه الفئة، والتي وصفوها بـ”الاستغلال وغياب الاستقرار”.
وردّد المتظاهرون شعارات تُطالب برحيل وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة محمد سعد برادة، ورئيس الحكومة عزيز أخنوش، وأخرى تندّد بتهميش العاملين في هذا القطاع، من قبيل: “الوزارة تحمل اسمي، فلماذا أنا مُقصى؟”.
وفي هذا السياق، استنكر عثمان لهريمي، أستاذ التعليم الأولي ومنسق إقليمي بالجامعة الوطنية للتعليم – التوجه الديمقراطي بإقليم بني ملال، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، تفويض قطاع التعليم الأولي لجمعيات وصفها بـ”الفاسدة، والتي لا علاقة لها لا بالتربية ولا بالتعليم ولا بالتكوين”.
وأعلن المتظاهرون، خلال وقفة احتجاجية أمام البرلمان، استعدادهم للتصعيد ومواصلتهم النضال إلى حين تحقيق جميع مطالبهم.
وقال لهريمي: “ما زلنا صامدين، وما زلنا ملتزمين بالبرنامج النضالي الذي سطّره التنسيق الوطني لانتزاع حقوقنا المشروعة، وعلى رأسها الإدماج الفوري في الوظيفة العمومية”.
وكان التنسيق النقابي الوطني، المُكوَّن من الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، ونقابة التوجه الديمقراطي FNE، والاتحاد المغربي للشغل، إلى جانب التنسيقيات الإقليمية، قد دعا إلى هذه الوقفة للاحتجاج على استمرار الهشاشة التي تطال آلاف العاملين داخل المؤسسات العمومية، دون عقود قانونية، أو أجور قارة، أو حماية اجتماعية.
وأعلن التنسيق النقابي عن حزمة مطالب، في مقدمتها الإدماج الفوري واللامشروط، وإلغاء نظام التدبير المفوَّض ومحاربة الوساطة، ومراجعة شاملة لإدماج التعليم الأولي داخل النسق التربوي الوطني.
وعرفت احتجاجات اليوم مشاركة مختلف فئات أساتذة التعليم الأولي، من بينهم العاملون لدى المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، ومؤسسة زاكورة، والجمعيات المحلية، إضافة إلى العاملين لدى الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين.
كما شارك أساتذة وأستاذات من مختلف جهات المغرب، بما في ذلك الأقاليم الشرقية والشمال. ومن بين المشاركات نورة العسري، وهي مربية في التعليم الأولي بإقليم الحوز، حضرت رفقة طفلتيها للمشاركة في الاحتجاج.
وقالت في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”: “جئنا اليوم للمطالبة بحقوقنا، لأنه لا يُعقل أن نكون أساس التعليم الأولي، نحمل شواهد عليا، ونشتغل داخل وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ومع ذلك نفتقد لأبسط الحقوق، وعلى رأسها الإدماج، ونتلقى أدنى الأجور”.
وأضافت العسري أن عمل المربيات والمربين في التعليم الأولي “عمل كبير ومركّب، ويفوق في كثير من الأحيان عمل أساتذة الابتدائي والإعدادي”، مشيرة إلى أن الاشتغال مع الأطفال “يتطلب أن نكون متعددي المهام، ورغم ذلك ما تزال حقوقنا مُهدَرة”.
ودعت المتحدثة، في هذا الصدد، الوزارة الوصية إلى الاستماع لمطالبهم والاستجابة لها، مؤكدة أن على رأسها الإدماج في الوظيفة العمومية أسوة بجميع موظفي الوزارة، والرفع من الأجور.
وقالت: “لا يُعقل، ونحن في سنة 2025 وعلى مشارف 2026، أن نتقاضى 3000 درهم تشمل مصاريف التطبيب والتعليم والأكل والملبس والأبناء والنقل”. متسائلة: “كيف يمكن العيش بهذا المبلغ، خصوصاً في إقليم الحوز الذي يعاني الهشاشة والفقر، فضلاً عن آثار الزلزال؟”.