story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
صحة |

أزيد من 15 وفاة بإقليم تنغير.. “بوحمرون” يواصل حصد الأرواح بقرى المغرب العميق

ص ص

بات مرض الحصبة، أو ما يسمى “بوحمرون” يغزو أكثر من جهة بالمملكة مخلفاً العديد من الوفيات والإصابات، فبينما دخل إقليم شيشاوة الإثنين الماضي “حالة الطوارئ الصحية” بعد تسجيل 8 وفيات، ارتفع هذا العدد ليصل إلى 15 حالة وفاة في إقليم تنغير بجهة درعة تافيلالت.

وأفاد مصدر من داخل المديرية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية بتنغير، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، أن الإقليم عرف 634 إصابة وأزيد من 15 حالة وفاة بداء الحصبة، بينها 11 وفاة فقط تم تسجيلها رسمياً، لافتاً إلى أن أكثر المناطق المتضررة من هذا المرض هي “أيت هاني” في دائرة أسول والذي شهد تسجيل أول وفاة، و”امسمرير” و”إغيل ن أمكون” بدائرة بومالن دادس.

وأشارت مصادر محلية من منطقة “إغيل ن أمكون” الجبلية إلى أن هذه الأخيرة وحدها سجلت 11 وفاة بسبب داء الحصبة، بينها 5 في دوار “أوزيغمت”، و3 في “أمسكار ن وقا”، ووفاتين في “ترݣا تزݣغت”، ثم وفاة واحدة في “أيت موسى وداوت”، مبينة أن 419 مواطناً استفاد من اللقاح بتاريخ 24 يوليوز المنصرم بهذه المنطقة، التي عرفت انتشاراً واسعاً لداء الحصبة بين الأطفال خصوصاً، في نواحي قلعة مكونة.

هذا وسجل كل من دوار “أمان نقيدر” قرب مدينة تنغير 3 وفيات لسيدة وطفلتيها، إضافة إلى وفاتين على الأقل في دائرة أنليف، و4 وفيات في دوار “تيلمي” بمنطقة امسمرير.

وأفاد مصدر ثان من مديرية الصحة والحماية الاجتماعية بإقليم تنغير، لصحيفة “صوت المغرب”، أنه تم تنظيم 159 وحدة متنقلة ضمن حملة واسعة للمديرية في مواجهة داء الحصبة بمشاركة 18 فريق صحي، استفاد خلالها 10 آلاف و783 مواطناً من التلقيح بنسبة فاقت 98 بالمائة منذ مارس 2024.

وقال المصدر ذاته إنه “لا يوجد خصاص على مستوى الأدوية اللازمة بالإقليم”، مشيراً إلى أن معظم الإصابات تتم معاينتها بمستشفى القرب بقلعة مكونة.

وأوضح أنه تمت السيطرة على الوضع في “أيت هاني”، بينما عاد دوار “امسمرير” ليسجل حالات إصابة جديدة في الآونة الأخيرة بالتزامن مع استمرار تشخيص الإصابات وتقديم اللقاح للمواطنين.

وبينما أكدت مصادر “صوت المغرب” أن داء الحصبة لا يشكل خطورة في الوسط الحضري بإقليم تنغير، يتضح أن الرحل هم الفريسة الأولى لـ”بوحمرون” حيث يُعدّون الأكثر عرضة للإصابة بالإقليم التابع لجهة درعة تافيلالت جنوبي شرق المملكة.

ويجد البدو الرحل وكذلك المقيمون في الأوساط القروية والجبلية صعوبة الولوج إلى المؤسسات الصحية، فضلاً عن عدم استفادة معظمهم من اللقاحات ضد المرض خاصة بين البدو، حسب المصادر ذاتها.

وعلى صعيد آخر، كان مندوب وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بإقليم شيشاوة قد كشف لصحيفة “صوت المغرب”، أن الإقليم دخل، الإثنين 5 غشت 2024،”حالة الطوارئ الصحية مشيراً إلى أن جميع المراكز الصحية التابعة لمديرية وزارة الصحة تأهبت لرصد الإصابات والتكفل بالحالات المريضة.

وقال إن المندوبية باشرت حملة تشخيص بمختلف مناطق الإقليم التابع لجهة مراكش آسفي بدءاً من دائرة إمنتانوت “التي أرسلت إليها 6 أو 7 فرق صحية لمتابعة الوضع في الميدان”، مروراً بدائرة مجاط ثم امتوكة وانتهاء بدائرة شيشاوة.

وقال محمد الموس إن الرفع من وتيرة المتابعة الصحية لمرض الحصبة خلال هذه الفترة، يأتي بعد رصد السلطات المختصة تفشي هذا المرض بشكل كبير بالمنطقة، ما تطلب تنظيم حملة تشخيص واسعة لمتابَعة الحالات المشتبه في إصابتها، بموازاة حملة تلقيح تستهدف الأطفال، والبالغين الذين لم يستفيدوا من اللقاح ضد “بوحمرون”، مشدداً على أنه سيجري في الأيام المقبلة زيادة عدد الأطقم الصحية لتغطي جميع الدواوير التابعة للإقليم.

وحثّ المسؤول الوزاري المواطنين على ضرورة إحضار أي شخص ظهرت عليه أعراض مرض الحصبة بمحيطهم إلى أقرب مؤسسة صحية من أجل تقديم العناية الطبية اللازمة، وأوضح أن الأساليب التقليدية تزيد الوضع خطورة، مناشداً الآباء بالحرص على أن يستفيد أطفالهم من عمليات التلقيح ضد هذا الداء، لافتاً إلى أن هذه الأخيرة “كانت ولاتزال متواصلة دائماً، إذ أنها لم تتوقف حتى بموازاة إضرابات شغيلة قطاع الصحة”.

وشدد المصدر ذاته على أن مندوبية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بإقليم شيشاوة تجاوزت مرحلة دعوة المواطنين إلى مركز الإقليم لأخذ اللقاح، “وبدأت اليوم تأخذ اللقاح إليهم في الدوائر التي يقيمون بها، وذلك من خلال إرسال الفرق الطبية التي تعمل في الوقت ذاته على الكشف عن الحالات، وتوزيع الأدوية”.