أخنوش: الشراكة المغربية- الإسبانية اكتسبت بعدا من الوضوح والاستدامة
أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، خلال افتتاح الاجتماع رفيع المستوى المغربي-الإسباني، يوم الخميس 04 دجنبر 2025 بمدريد، أن الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وإسبانيا اكتسبت بعدا من الاستدامة والوضوح،بفضل رؤية قائدي البلدين، الجلالة الملك محمد السادس والملك فيليبي السادس.
وأوضح أخنوش أن انعقاد هذا الاجتماع يشكل دليلا على أن العلاقات بين البلدين أضحت تقوم على معايير سياسية واضحة، وحوار مستقر، ورؤية مشتركة “نبنيها معا بروح عالية من المسؤولية”، مبرزا أن هذا التطور هو نتيجة لإعادة تنظيم وتوضيح التعاون الثنائي.
وتابع رئيس الحكومة قائلا إن “مشاوراتنا قد تكثفت بوتيرة غير مسبوقة، في تعبير عن إرادة مشتركة لضمان استمرارية واستدامة عملنا. كما نجحنا في خلق بيئة سياسية مستقرة وواضحة، ملائمة لاعتماد مقاربة مشتركة للتحولات الإقليمية وبلورة استراتيجيات طويلة المدى”.
وشدد على أن هذا الاجتماع الجديد يندرج بالكامل ضمن الدينامية السياسية التي يقودها قائدا البلدين، حيث مكن التزامهما الدائم وعمق الروابط التي تجمعهما من ترسيخ الشراكة المغربية- الإسبانية على المدى الطويل وبشكل واضح، مما يفتح الطريق أمام تعاون معزز ومهيكل.
وذكر أخنوش بأنه بين الاجتماع السابق والحالي “تم قطع خطوة مهمة”، حيث ترجمت الطموحات التي صيغت سنة 2022 إلى إطار عمل عملي، مدعوم بحوار سياسي منتظم وتنسيق متواصل بين الحكومتين.
ولدى تطرقه إلى التقارب الاستراتيجي بين الرباط ومدريد بشأن قضية الصحراء المغربية، أبرز أخنوش وضوح وثبات الموقف الإسباني، المنسجم مع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وأكد أن “هذا الموقف يشكل عنصرا أساسيا للثقة، وعاملا بنيويا للاستقرار الإقليمي في الفضاءات الإفريقية والمتوسطية والأطلسية”.
كما شدد على متانة الروابط الاقتصادية بين البلدين، مذكرا بأن إسبانيا تظل، للسنة العاشرة تواليا، الشريك التجاري الأول للمغرب.
وتوقف رئيس الحكومة عند تعقيدات الظرفية الدولية، التي تتسم بتوترات جيوسياسية وعدم اليقين الاقتصادي والطاقي، مشيرا إلى أن الانسجام السياسي والتنسيق المتقدم بين المغرب وإسبانيا يعززان قدرتهما على تدبير هذه التطورات السريعة والحفاظ على مصالحهما المشتركة.
وقال المتحدث إن “اجتماعنا ينعقد في لحظة مفصلية تتطلب من الدول قدرة على التمييز والمبادرة والاستباق، في مواجهة التوترات الجيوسياسية والضغوط الاقتصادية وعدم اليقين الطاقي والتحولات التكنولوجية”.
كما أبرز أخنوش “الرؤية المهيكلة” للملك محمد السادس لإفريقيا الأطلسية، القائمة على الاندماج والربط، مشيرا إلى أن إسبانيا تحظى، بشكل طبيعي، بمكانة مميزة في هذا الورش الاستراتيجي.
وتابع أن التنظيم المشترك لكأس العالم 2030 بين المغرب وإسبانيا والبرتغال يشكل رمزا بليغا للتقارب، ويعكس قدرة البلدان الثلاثة على حمل مشروع عالمي طموح يرتكز على الشباب والتنسيق والثقة المتبادلة.
وسلط رئيس الحكومة الضوء أيضا على عمق العلاقات الإنسانية بين البلدين، مبرزا وجود ما يقرب من مليون مغربي بإسبانيا وجالية إسبانية نشطة في المغرب، مما يعكس الترابط الوثيق بين المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وفي ما يتعلق بقضية الهجرة، ذكر عزيز أخنوش بالمقاربة الشمولية والمتوازنة التي يعتمدها البلدان، “والقائمة على تعاون مسؤول مع بلدان المصدر والعبور”، وعلى تنفيذ تدابير مشتركة فعالة لمكافحة الهجرة غير النظامية وشبكات الاتجار بالبشر.