story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

مبابي أكثر من لاعب !

ص ص

الهالة الإعلامية التي صاحبت تقديم كيليان مبابي لاعبا جديدا في ريال مدريد كانت شيئا غير مسبوق في تاريخ كل التعاقدات التي أبرمتها أندية كرة القدم العالمية.

النجم الفرنسي الذي ترك رئيسه السابق في باري سان جيرمان الثعلب القطري ناصر لخليفي يعض أنامله من الغيظ، وانضم إلى نادي حلمه الطفولي بموجب عقد يمتد لخمس مواسم، حضر حفل تقديمه في ملعب سانتياغو بيرنابيو قرابة 90 ألف متفرج بعدما نفذت تذاكر الدخول بالكامل ساعات بعد طرحها للبيع على الإنترنيت، وأيضا بحضور عشرات وسائل الإعلام الإسبانية والفرنسية ومن باقي بلدان العالم.

سيتساءل جمهور كرة القدم عن القيمة التقنية لكيليان مبابي وما الذي سيقدمه للنادي الملكي حتى يحظى بكل هذه البهرجة وهذا الإحتفاء عند تقديمه الرسمي؟

الأمر أبعد من كرة القدم ومن الأهداف التي ينتظر الجميع أن يسجلها في مرمى خصوم ريال مدريد الموسم القادم، وأقصد هنا “الهمزة” المالية التي سيستفيذ منها نادي الداهية فلورينتينو بيريز بعد استقدام النجم الفرنسي ليجلب معه مداخيل فلكية بدأت في التهاطل على خزينة الميرينغي بمجرد الإعلان عن الصفقة.

لنشرح الأمر بالأرقام.. كيليان مبابي سيتقاضى أجرا سنويا صافيا يبلغ 15 مليون أورو، بالإضافة إلى بعض المنح (الراتب أقل بكثير من الذي كان يتلقاه في باري سان جيرمان).. ريال مدريد بمجرد الإعلان عن انضمام مبابي لخمس سنوات مقبلة، ارتفعت قيمة عقود المستشهرين الرسميين للنادي (adidas-fly emirates-hp) إلى حوالي 350 مليون اورو الموسم المقبل، بزيادة 100 مليون أورو عن الموسم الماضي.

ريال مدريد أعلن أيضا عن انطلاق عملية بيع القمصان الجديدة لكيليان مبابي التي تحمل رقم 9، بالمتاجر الرسمية للنادي وعلى الإنترنيت، فكان أن نفذت الكمية الأولى خلال ساعات تاركة في خزينة النادي حوالي مليون أورو صافية بعد خصم نسب الوسطاء.

وأخيرا حفل تقديم النجم الجديد بملعب سانتياغو بيرنابيو نفذت تذاكر الدخول لحضوره خلال ساعات أيضا وبيعت كثير منها في السوق السوداء، والنتيجة أن الحفل ترك في خزينة النادي مليونين و400 ألف أورو صافية، إضافة إلى مداخيل العقود الخاصة للإشهار خلال الحفل والتي وصلت إلى 300 ألف يورو.

كل هذا وكيليان مبابي لم يبدأ حتى تداريبه بعد مع ريال مدريد، الشيء الذي يؤكد أن الجانب الرياضي وما يجري فوق المستطيل الأخضر من فرجة وفنيات ومن إمتاع للجمهور في المدرجات وعلى الشاشات، هو آخر ما أصبح يتم التركيز عليه في مثل هذه الإنتقالات التي تصرف من أجلها عشرات الملايين من الأوروات بهدف ربح أضعافها من صورة النجم المتعاقَد معه.

هو سباق مجنون تخوضه الحيتان المالية الكبيرة نحو استغلال شعبية كرة القدم وجذب المتابعة الجماهيرية التي تحظى بها، من أجل ملئ خزائنها بالمزيد من الأرباح والغنائم المضمونة من المباريات، ولا أحد أصبح بإمكانه اليوم أن يتوقع إلى أين وكيف سينتهي هذا السباق.