story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

قصة طفل مغربي اخترقه الرصاص في مخيم الهول بالشمال السوري

ص ص

لا تنتهي مآسي المغربيات المحتجزات بمخيم الهول الذي يعرف أعمال قتل وعنف وفوضى قرب الحدود بين سوريا والعراق، حيث تعرض في الأيام القليلة الماضية طفل من أم مغربية لإطلاق نار اخترق جسده الصغير، أثناء دورية تفتيش للمخيم نفذتها قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.

رصاص وطفل لا ذنب له

بينما كان الطفل المغربي الذي فتح عينه على الحياة في ظروف قاسية بمخيمات الهول، يلهو كما يفعل كل أطفال العالم، اقتحمت دورية قوات سوريا الديمقراطية المخيم من أجل التفتيش، ضمن الحملات التي تنفذها “قسد” من وقت لآخر حسبما روى في حديث لـ”صوت المغرب” مصدر من تنسيقية العائلات المغربية المحتجزة بالعراق وسوريا.

نشبت فجأة مشادات كلامية بين نساء تركستانيات والعساكر، سرعان ما انقلبت من مجرد مشادات كلامية حادة إلى مواجهة عنيفة أدت بالعساكر الأكراد إلى استعمال السلاح، وحسب ما حكت لنا ذات المصادر فإن إطلاق النار حينها قد تم بشكل عشوائي، ونتيجة لذلك اخترقت إحدى الرصاصات الغادرة جسد الطفل المغربي الذي لم يتجاوز عمره 13 سنة بعد.

واستطاع الرصاص الذي كان يطلق كيفما اتفق أن يخترق الخيام المهترئة واستقرت في جسد الطفل المغربي، بينما لم تعرف عنه الأم المغربية شيئا حيث كانت بعيدة عنه ولم تتمكن من أن تعرف أي شيء عن أحواله إلا بعد مضي أيام.

أم مكلومة

حينما هدأت أصوات الرصاص وتبينت معالم ما جرى، افتقدت الأم طفلها، فراحت تبحث عنه في أرجاء المخيم، وظنت في البداية أنهم جروه إلى المعتقلات كما جرت العادة هناك.

وقالت نفس المصادر إن أمر الاعتقالات التي تتم دون سبب وجيه أو تهم واضحة أمر قد اعتادته نساء المخيم، حيث يقوم العساكر من حين لآخر بحملات تمشيط للمخيم تنتهي في غالب الأحيان باعتقال النساء أو الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم ال 13 سنة.

ولهذا وضعت الأم احتمال الاعتقال في ذهنها حينما غاب الإبن، إلا أنها لم تضع في الحسبان احتمالا أسوء هو الذي حدث فعلا، وهو الأمر الذي اكتشفته “في مشهد صادم” أول أمس حينما جلبوا لها الطفل مصابا بجروح غائرة وشلل مؤقت ووضع صحي مزمن.

محنة الجسد الصغير

وتوصلت “صوت المغرب” بنسخة من التقرير الطبي للطفل المغربي المصاب، ويبين أن الطفل قد تعرض لجروح بليغة جراء الرصاصة التي اخترقت أسفل بطنه أدت إلى استئصال كليته اليسرى.

ويظهر التقرير أن الطفل تعرض أيضا لكسور على مستوى العمود الفقري، إضافة إلى جروح صعبة في الظهر وحدوث تلف في الأعصاب.

وتتفاقم بهذه الحادثة التي تصفها عائلات المغاربة المحتجزين بسوريا والعراق “بالمأساوية والخطرة” أوضاع هؤلاء المغربيات، اللواتي يقبعن في مخيم الهول على الحدود السورية العراقية في “ظروف إنسانية صعبة تفتقر لأبسط شروط الكرامة الإنسانية والعيش الكريم”.

وذلك “في مواجهة البرد والجوع والعطش” الذي يلاحقهم “بعد أن تم قطع إمدادهم بالمؤونة اليسيرة التي كانت تسد رمقهم من طرف الأكراد”.

قصص تتكرر

وتقول مصادر من تنسيقية العائلات المغربية المحتجزة بسوريا والعراق، إن قصة هذا الطفل ليست وحيدة ولن تكون الأخيرة بحيث تتعرض العائلات التي تعيش في ذلك المخيم ومن ضمنها النساء المغربيات لمثل هذه الحوادث بشكل دوري.

وتابعت ذات المصادر أنه قد تم خلال عملية التفتيش الأخيرة التي نفذها العساكر على مدى ثلاثة أيام متواصلة، اعتقال خمسة أشخاص مغاربة إلى جانب ست نساء مغربيات “بتهم لا أحد يعرفها ولا أحد يعرف أيضا إلى أين يقتادون هؤلاء”.

وتتم هذه العمليات حسب المصادر ذاتها، وفق لوائح تحمل في كل مرة أسماء جديدة “يقتادها العساكر الأكراد إلى سجون غير معروفة وبالنسبة للأطفال فيذهبون بهم إلى مراكز لا أحد يعرف ماذا بداخلها”.

وأشارت المصادر إلى كون أن عمليات التفتيش هذه تشمل إجراءات “مشددة تصل حد حفر الأرض بحثا عن عناصر محتملين من تنظيم داعش” وفق ذات المصادر، كما تتضمن هذه العمليات استقاء بصمات عينية لكل الموجودين بالمخيم إضافة إلى معلومات دقيقة عن كل واحد منهم.

ملف لا يراوح مكانه

وأكدت مصادر من تنسيقية العائلات المحتجزة بسوريا والعراق أن هذا الملف “لا يراوح مكانه منذ زمن بعيد” مشيرة إلى أن قوات سوريا الديمقراطية تطالب الدول المعنية باستعادة رعاياها من “أفراد التنظيم الموجودين في المخيمات، خصوصا في مخيم الهول الذي يشهد أعمال قتل وعنف وفوضى وحوادث أمنية”.

لكن وبالرغم من هذه النداءات المتكررة إلا أنه على المستوى الرسمي “لا يوجد هنالك تحرك حقيقي” مرجعة ذلك إلى كون أن “المغرب لا يعترف بهذه الإدارة الذاتية الكردية”.

وتقول ذات المصادر أنه بسبب هذا الرفض تتعرض الكثير من العائلات المغربية هناك “لضغوط خطيرة”، مشيرة إلى وجود “عدد من المغاربة المسجونين في سجون غير معروفة حتى اللحظة” لافتة إلى أن “المنظمة الوحيدة التي كان يسمح لها بزيارة هذه السجون وهي منظمة الصليب الأحمر قد منعت من ذلك منذ سنة 2021”.

أطفال مغاربة بسوريا

وتوجد 97 امرأة مغربية محتجزة في مخيمات بشمال سوريا وبرفقتهن 259 طفلا، بينما يبلغ عدد الرجال المقاتلين المعتقلين في سوريا نحو 130 شخصا، كما يوجد 25 طفلا مغربيا يتيما، بالإضافة إلى 10 معتقلين بالسجون العراقية، بينهم امرأتين، بحسب التنسيقية الوطنية لعائلات المغاربة العالقين والمعتقلين بسوريا والعراق.

وبحسب المكتب المركزي للأبحاث القضائية فإن عدد المغاربة الذين التحقوا بالساحتين السورية والعراقية، بلغ 1659 شخصاً، لقي 745 منهم حتفهم، في حين اعتقلت السلطات الأمنية 270 منهم خلال عودتهم إلى البلاد، بموجب قانون مكافحة الإرهاب المغربي لعام 2015، الذي ينص على عقوبات تصل إلى السجن 15 عاماً للذين ينضمون إلى جماعات إرهابية في الخارج.

وآخر عملية استعادة لمغاربة هذه المنطقة الساخنة من العالم، كانت شهر أكتوبر الماضي، عندما أشرفت السلطات المغربية على إعادة طفلة من أم مغربية إلى المملكة بعدما قضت 7 سنوات في أحد السجون العراقية بسبب اعتقال أمها فيه.