story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
رياضة |

شغب الملاعب.. ما بين منع الجمهور وتشديد المنظومة الأمنية

ص ص

عادت إلى الواجهة الكروية في المغرب مظاهر الشغب والعنف، بعدما تحول محيط ملعب سانية الرمل إلى “ساحة حرب” بين الجماهير وعناصر الأمن، خلال مباراة الرجاء الرياضي والمغرب التطواني لحساب الجولة 21 من البطولة الاحترافية.

وانتشرت في الساعات القليلة الماضية مقاطع توثق رشق بعض الجماهير لسيارات الأمن الوطني، علاوة على إصابة مجموعة من عناصر القوات العمومية، على خلفية منعهم من ولوج المدرجات لعدم توفرهم على التذاكر، وبسبب بلوغ الملعب طاقته الاستعابية.

وباشرت عناصر أمن ولاية تطوان أمس توقيف المشتبه في ضلوعهم في أعمال الشغب والعنف، حيث شنت حملة اعتقالات وضبط واسعة. وكشفت مديرية الأمن أول أمس السبت عن حصيلة الاعتقالات، والتي بلغت 29 شخصا، بينهم أربعة قاصرين.

منع الجماهير من السفر

وفي هذا الصدد شدد الإطار الوطني وحارس المرمى السابق مجيد الخال، على ضرورة منع جماهير الفريق الضيف من السفر من أجل حضور المباريات لتفادي كل أعمال العنف والشغب، والإكتفاء فقط بجماهير الفريق المضيف، أي أصحاب الأرض.

وقال الخال في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” إن “بعض الجماهير لا تقبل قضية منعها من التنقل، إلا أن مثل هذه الأحداث التي تقع، تتطلب تدخلا ضروريا واتخاذ قرار يتضمن الاكتفاء فقط بحضور جماهير الفريق المضيف إلى الملعب ومتابعة المباراة من المدرجات، لكي نتجنب مثل ما وقع يوم السبت الماضي، فذلك يمس بالأمن العام للمواطنين”.

وتابع المتحدث قائلا “توجد خلية أمن مكلفة بشغب الملاعب، ولكن ما أراه مناسبا من وجهة نظري، هو منع تنقل الجماهير، لا يجب أن نرى مثل تلك الصور في المغرب، مرة أخرى”.

واختتم الإطار الوطني حديثه بالقول إنه “يجب أن يكون لجمعيات المجتمع المدني دور مهم، من خلال تنظيم أنشطة توعوية وتواصلية خاصة بالجمهور الناشئ، الذي يشكل غالبية الجماهير التي تكون سببا في مثل هذه الأحداث”.

تحديث التدابير الأمنية

من جهته، أكد محمد اكديرة، أستاذ التدبير والحكامة الرياضية، بجامعة محمد الخامس بالرباط، على ضرورة تحديث المنظومة الأمنية بما يتماشى مع هذه الظاهرة التي أصبحت متشعبة، وصارت مستفحلة في المجتمع، ولها تأثير سلبي على المغرب ككل، وليس فقط على القطاع الرياضي.

وشدد اكديرة في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” على “منع دخول القاصرين إلى الملعب، إلا بمرافقة شخص راشد من أسرته، وذلك من خلال البطاقة الوطنية باعتبار القاصرين يشكلون نسبة كبيرة من جمهور، ناهيك على ضرورة التوعية والتثقيف على القيم الرياضية وعلى الاحترام المتبادل بين الجماهير، وهذا شيء يمكن أن ينخرط فيه مختلف الفاعلين في المجتمع”.

وواصل الأستاذ الجامعي حديثه “يجب تشديد الإجراءات الأمنية في مثل هذه الحالات، خاصة في ملاعب المدن الكبرى، عبر الرفع من عدد رجال الأمن الذين يؤمنون سير المباراة، داخل وخارج الملعب، ووضع أجهزة مراقبة، داخل الملعب ومضاعفتها خارجه، لأن الشغب يكون غالبا خارج الملعب”.

وتابع المتحدث نفسه “فضلا عن ذلك، يجب منع من له سوابق عدلية من ولوج الملعب، من خلال تجهيز بطائق تظهر أن حاملها لا سوابق له، وهذا دور القضاء والأمن، كما هو الحال بالنسبة للبطاقة الوطنية”.

إضافة إلى ذلك، “من الواجب حاليا خلق خليات وطنية وإقليمية داخل الأندية وداخل المدن، من أجل التوعية والتحسيس، وذلك بشراكة مع مسيري الفرق والعمالات والبلديات وغيرها” يضيف المصدر.

وفي نفس السياق، انتقد اكديرة التدبير الرياضي والحكامة في المغرب “للأسف المسيرون في المغرب لا يتمتعون بحرفية في هذا المجال، اليوم يجب تغيير العقلية ونظام تدبير وتسيير الفرق، إضافة إلى تغيير وتجديد القوانين الرياضية بالنسبة للمنخرطين، وهذه مسألة ضرورية”.

وخلص أستاذ التدبير والحكامة إلى أن المغرب مقبل على تظاهرات عالمية وقارية مهمة، لذلك “يجب وضع حد للشغب من خلال فرض عقوبات على المتهمين”، مصنفا العقوبات إلى صنفين، عقوبات بديلة عبارة عن أعمال إنسانية واجتماعية، وعقوبات سجنية و غرامات مالية كبيرة.