story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

جبرون: آيت إيدر واحد من أيقونات الحركة الوطنية وآخر رجالاتها الصادقين

ص ص

قال امحمد جبرون، المؤرخ المغربي “إن المقاوم بنسعيد آيت إيدر، الذي لبى نداء ربه أمس الثلاثاء واحد من أيقونات الحركة الوطنية المغربية وحركة التحرير المغربية، الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل تحرير المغرب ومن أجل كرامة الشعب المغربي”.

واعتبر جبرون في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” أن بنسعيد آيت إيدر يعتبر “من الجيل الأول الذي تربى ونشأ وترعرع في صفوف الحركة الوطنية والتحق مبكرا بشبيبتها المقاومة وكان من الكوادر الأساسية في جيش التحرير، وخاصة عندما التحق بالجنوب أو ما يعرف بجيش تحرير الصحراء، حيث كان واحدا من قيادات هذا الجيش في الجنوب وساهم في معاركه ضد المحتل الاسباني والفرنسي، وخاصة في منطقة آيت بعمران”.

وأشار المؤرخ المغربي أنه ” بعد حل جيش التحرير ونهايته المأساوية، خاصة في الصحراء استمر بنسعيد في النضال داخل الحركة الوطنية، وخاصة في صفوف الحركة التقدمية المغربية، وتحديدا من موقع الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، حيث كان مناضلا ثوريا”.

وأضاف ” كان واضحا في خطه السياسي، ومن الذين يناضلون ويطالبون بالديمقراطية وبالسيادة الشعبية، وهذا الذي جعله ينحاز منذ البداية إلى الخيار الثوري داخل الاتحاد الوطني للقوات الشعبية والذي استمر عليه حتى بعد ظهور وتأسيس الاتحاد الاشتراكي، بحيث لم يذهب مع الخط الإصلاحي، واستمر على راديكاليته وأصبح نبي اليسار الجديد من منفاه في فرنسا، وقبل ذلك في الجزائر”، مشيرا إلى تحلق مجموعة من الشباب اليساري الحالم حوله، حيث أصبح قائدهم، وظل في منفى لم يكن اختياريا إلى أن حصل نوع من الانفراج السياسي في المغرب في الثمانيات، ليعود إلى المغرب ويؤسس منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، اذ استمر في نضاله إلى فترة التناوب التوافقي، حيث انهار مشروع منظمة العمل الديمقراطي الشعبي”، لكنه واصل العمل من داخل الحزب الاشتراكي الموحد.

وتابع جبرون واصفا آيت إيدر”هو يساري ومتطرف في انحيازه للأصوات الضعيفة والمستضعفين وكان منحازا لحقوق وكرامة المواطن وللقيم الأساسية، التي ربما وجدها في اليسار ولم يجدها في تيار آخر”، مبرزا أن الراحل مدرسة وطنية كبيرة جدا، وبافتقاده يكون المغرب قد فقد آخر رجالات الحركة الوطنية الصادقين الذين لم ينالوا حظهم كاملا ولم يأخذ أية مكاسب بعد الاستقلال.