story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
أمن وعدالة |

تفاصيل إجهاض عمليات تهريب للكوكايين في المغرب

ص ص

تزايدت عمليات إحباط إدخال و نقل مخدر الكوكايين عبر المغرب، خلال الأشهر الأخيرة، حيث حيث تم ضبط العديد من شحنات الكوكايين في عدة مدن بالمغرب، خاصة الدار البيضاء والكركرات وطنجة.

وفي هذا الصدد قال عبد الرحيم حبيب رئيس المصلحة المركزية لمكافحة المخدرات بمديرية الشرطة القضائية في حوار خاص مع صحيفة “Médias24“، إن عمليات الضبط التي تمت مؤخرا لم تكن وليدة الصدفة، بل تدخل في إطار “استراتيجية عالمية” وضعتها المديرية العامة للأمن الوطني لمكافحة هذه الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية بشكل عام.

ثقة دولية

وحول إجهاض عملية تهريب 207 كيلوغرام من الكوكايين قامت بها مصالح الأمن الوطنية بتنسيق مع الوكالة الفيدرالية الأمريكية لمكافحة المخدرات “DEA” الشهر الماضي، أوضح المسؤول أن “إبلاغ هذه المعلومات إلى السلطات المغربية يدل على أن شركاءنا الأجانب لديهم ثقة كاملة في أجهزتنا الأمنية”، مشيرا إلى أنه كان من الممكن أن يتم إبلاغ المصدر أو الوجهة النهائية للشحنة.

وتابع أن المغرب يعد شريكا متميزا للأجهزة الاستخباراتية الأجنبية، مؤكدا أن هذه الثقة “تنبع من السرعة والكفاءة والاستجابة، التي تسمح للمديرية بالتدخل حتى لو كانت الشحنة المعنية ليست موجهة إلى المغرب”.

في المقابل أوضح حبيب أن المغرب يعمل بقاعدة “المعاملة بالمثل”، والتي تعد قاعدة أساسية للتعاون الدولي، وذلك من خلال إرسال المعلومات التي تم جمعها إلى العديد من الأجهزة الخارجية، والتي تقوم بدورها بإبلاغ المديرية بجميع العناصر الموجودة تحت تصرفها للمساعدة في التحقيق وتعقب الجهات الراعية.

وأضاف أن المديرية تقوم بمشاركة “الشعارات” التي تكون في عبوات الكوكايين المضبوطة، للتحديد ما إذا كان قد تم مصادرات شحنات مماثلة في دول أخرى، وبالتالي المساعدة في تحديد هويات المتهمين ومنظماتهم الإجرامية وإجراء عملية التحقيق.

ضبط بدون اعتقال

في أكتوبر من العام الماضي فتحت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالدار البيضاء بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد مصدر ومسالك تهريب شحنة من مخدر الكوكايين بلغ وزنها الإجمالي طن واحد و370 كيلوغرام، وجدت داخل شحنة من الأسماك المجمدة المستوردة.

المسؤول أوضح أن مالكي وحدات لتوزيع الأسماك المستوردة بمدينة الدار البيضاء، اكتشفوا عبوات كوكايين تحمل شعارًا معينًا وأبلغوا على إثر ذلك مصالح الأمن. مشيرا إلى أنه من المحتمل أن يكون هذا خطأ في التقدير من جانب الشبكة الإجرامية التي تقف وراء هذه العملية.

وبسبب صعوبة تتبع مسار الشحنة، أكد أن المصالح لم تتمكن من اعتقال أي شخص سوى ضبط الكوكايين. مشيرا إلى أنه تم اتخاذ خطوات دولية لمحاولة تعقب الشبكة الإجرامية التي كانت وراء هذه العملية، بالإضافة إلى تزويد المصالح الإسبانية بمعلومات عن الشركة التي صدرت هذه الشحنة، مؤكدا في الآن ذاته أنه إلى حدود اللحظة لم تحدث أي اعتقالات في إسبانيا.

تنسيق مغربي-إسباني

عملية مشابهة قامت بها المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة في الثاني من الشهر الجاري، حيث تمكنت من إجهاض عملية للتهريب الدولي للمخدرات عبر ميناء طنجة المتوسط، وحجز ما مجموعه طن واحد و488 كيلوغراما من مخدر الكوكايين.

وحول هذه العملية أكد حبيب أنها كانت بمعلومة تم الحصول عليها من المصالح الأمنية الإسبانية، مشيرا إلى صعوبة عملية تفتيش الحاويات حيث يتطلب الأمر موارد بشرية ومادية مهمة للوصول إلى بعض الحاويات المغمورة بين المئات.

وأضاف أن عملية التفتيش التي كانت قد أنجزتها مصالح الأمن لضبط شحنة من مادة الكوكاكيين سنة 2021 بناء على معلومات لإدارة مكافحة المخدرات الأمريكية استغرقت 8 ساعات بكلفة تناهز 350 ألف دولار.

تبادل المعتقلين

أما بخصوص التنسيق الدولي في اعتقال المتهمين، أكد المسؤول أن المغرب قام باعتقال وتسليم العديد من الأشخاص من جنسيات أجنبية الذين كانوا موضع مذكرات اعتقال دولية من قبل الدول الشريكة، بسبب أعمال تهريب المخدرات وغسل الأموال أو تصفية الحسابات القاتلة.

وأوضح أنه يتم تحديد موقع هؤلاء الأجانب، الذين يخضعون لإشعار أحمر من الإنتربول، بواسطة مصالح الأمن قبل تسليمهم إلى البلدان التي قدمت طلبا بخصوصهم، مؤكدا أن المغاربة أو مزدوجي الجنسية الذين يتمكنون من الوصول إلى المغرب بعد ارتكاب جرائم في أوروبا لا يمكن أن يخضعوا للتسليم، لأن “بلادنا لا تقوم بتسليم مواطنيها إلى دول أجنبية”.

وفي ذات السياق أبرز حبيب أنه “لا أحد يستطيع الهروب منا”، حيث أشار إلى أن “مصالح الأمن المغربية ألقت القبض على العديد من أعضاء المنظمات الإجرامية، بما في ذلك بعض أعضاء المافيا الإيطالية الذين اعتقدوا أن بلادنا هي أرض المنفى وتم تسليمهم لاحقا”.