story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

تصنيف لا معنى له!

ص ص

أصدر الإتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” أمس الخميس كالعادة ترتيبه الشهري الخاص بالمنتخبات، وكان ذلك بالطبع مناسبة لجميع المهتمين والمتابعين عبر العالم للقيام بقراءة في مراتبه وصعود أسماء بلدان ونزول أخرى تبعا لآخر نتائج منتخباتها وعدد النقاط المحصل عليها.

المنتخب الوطني المغربي سجل تراجعا بمرتبة واحدة حيث انتقل من الصف الحادي عشر إلى الرتبة الثانية عشر برصيد من النقاط يصل إلى 1661 نقطة، وسبب التراجع هو تعادله الأخير في المباراة الودية أمام موريتانيا بصفر لمثله، بالإضافة إلى مشاركته السيئة في كأس إفريقيا للأمم بالكوت ديفوار، لكن رغم هذا التراجع يظل المغرب في صدارة المنتخبات الإفريقية والعربية وبفارق كبير.

على مستوى الترتيب العام يحتفظ المنتخب الأرجنتيني الفائز بمونديال قطر 2022 بريادة التصنيف الشهري، متبوعا بوصيفه منتخب فرنسا في الصف الثاني، ثم بلجيكا في المرتبة الثالثة، وتاتي إنجلترا في المرتبة الرابعة، يليها منتخب البرازيل العريق في الصف الخامس، فيما لاتزال مدارس كروية عريقة تختفي في مراكز بعيدة عن المقدمة مثل إيطاليا في المرتبة التاسعة، وألمانيا بجلال قدرها التاريخي تقبع في المرتبة السادسة عشرة!

ترتيب الفيفا الخاص بالمنتخبات كانت قد أطلقته في دجنبر عام 1992، لتوفير أساس لمقارنة نقاط القوة النسبية لهذه المنتخبات، وقد شرعت في تحديثه كل شهر منذ ذلك التاريخ، بالإضافة إلى تنفيذ تغييرات مهمة في نظام احتساب النقاط والأهداف، وذلك في يناير 1999 ومرة أخرى في يونيو 2006، كرد فعل على الانتقادات الموجهة للطريقة التي انطلق بها.

لكن رغم هذه التعديلات في نظام احتساب النقاط والأهداف، يبقى السؤال المطروح على الفيفا طيلة كل هذه السنوات.. ما الجدوى من هذا التصنيف أصلا؟ وما الغاية منه طالما أنه يبقى “بريستيج” حبيس نشرة شهرية للإتحاد الدولي لكرة القدم لا غير؟

أي مصداقية لترتيبٍ يجمع منتخبات العالم في قائمة واحدة عن طريق احتساب النقاط المحصلة من المباريات دون الأخذ بالمعيار المهم لنوعية المباريات التي يخوضونها جميعا، أو مستوى المنتخبات المتنافسة، أو التنظيم القاري والجهوي الذي تقام فيه هذه المباريات؟! مثلا خلال إقصائيات كأس العالم بالمنطقة الإفريقية من الممكن أن منتخب تنزانيا يفوز في أربع مباريات على ليسوتو، والموزمبيق، والغابون، وساوتومي ويحتل مرتبة في التصنيف الشهري أفضل من ألمانيا التي لعبت نفس الإقصائيات في المنطقة الأوربية وفازت على ليتوانيا فيما انهزمت أمام إيطاليا وكرواتيا وتعادلت مع سويسرا!

السبب الخفي الذي جعل الفيفا تحدث هذا التصنيف الفاقد لأي مصداقية (مثل جميع جوائزها السنوية) هو إيجاد معيار وهمي لتوجيه قرعة المسابقات القارية والعالمية وتوزيع المنتخبات القوية التي تنعش عائدات الإشهار والنقل التلفزي على رؤوس المجموعات لتفادي وقوعها في مجموعة واحدة أو في الأدوار الأولى وخروج أغلبها من المسابقات، و “تسرب” المنتخبات المغمورة التي لا يأتي من ورائها سوى الشيح والريح.

هكذا تم التطبيع مع تصنيفات رمزية وسوريالية لا معنى لها، ولا تهم في الحقيقة سوى من يصدرها، ومن يجعل المرتبة التي يحتلها منتخب ما فيه حجة لتطور مستواه أو تراجعه!

التصنيف الشهري للمنتخبات هو لعبة من ألاعيب الفيفا الكثيرة.. بدون المزيد من اللعب بالكلمات.