story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
تكنولوجيا |

القصة الكاملة للمغربي أمعاش الذي قاده عشقه ل”رياضة الملوك” إلى القبر

ص ص

فقدت ساحة الكيك بوكسينغ بالمغرب، أحد شبابها الأبطال بعد وفاة مؤلمة للملاكم الشاب سفيان أمعاش، متأثرا بلكمة قوية تلقاها من خصمه، يوم السبت 3 فبراير عن عمر يناهز 20 سنة.

دخل الملاكم الشاب المنحدر من مدينة الفنيدق، الحلبة بحلم اللعب والفوز، لكن خرج منها جثة هامدة، بعد أن تلقى لكمة “قاضية” أسقطته صريعا. انطلق النزال بين ملاكمين، ضمن منافسات البطولة الجهوية لرياضة اللاوكيك، التي احتضنتها القاعة المغطاة لمدينة الفنيدق السبت الماضي، بشكل عادي، كانت عين كل واحد منها على الفوز، قبل أن تنتهي بمأساة بعد الإعلان عن وفاة اللاعب الشاب، وانتشار صوره على منصات وسائل  التواصل الإجتماعي، ممدا وسط الحلبة.

وحسب مصادر إعلامية وكذا شهادات الحاضرين لهذه المنافسة، فإن سفيان سقط مغشيا عليه خلال نزاله مع خصمه، بعد تلقيه الضربة القاضية التي أصابت الرأس مباشرة، حسب ما  تناقلته هذه المصادر، وتم نقل الملاكم الشاب على  وجه الإستعجال إلى المستشفى بمدينة الفنيدق، ليتم إعلان وفاته بعد ذلك.

الحادث الأليم خلف صدمة في المدينة، بحيث شهدت جنازة الملاكم الشاب التي لم يتخط 20 ربيعا، حضور حشد كبير من المواطنين، شيعوه في مشهد مهيب، صباح يوم الأحد 4فبراير 2024، إلى مثواه الأخير، بمدينة الفنيدق شمال المملكة.

لخصم يطالب باستقالة رئيس العصبة

وفاة سفيان أمعاش المأساوية أثارت الكثير من الجدل على منصات التواصل الإجتماعي، خصوصا بعد أن تفاعل الملاكم المغربي السابق مصطفى لخصم مع الحادثة، وخرج في شريط فيديو يوجه أصابع الإتهام إلى رئيس عصبة جهة طنجة تطوان الحسيمة لرياضة الكيك بوكسينغ مصطفى غنام شخصيا، مطالبا إياه بتقديم استقالته فورا، كما حمل المسؤولية الأولى للجامعة “الساهرة” على هذه الرياضة.

واعتبر لخصم أن سفيان توفي “جراء غياب التدخل الطبي اللازم في هذه الحالات”، كاشفا من جانبه، وبحسب خبرته؛ أن “الوضع الذي تعيشه هذه الرياضة يعرض الملاكمين الشباب للخطر، وأنه عادة ما يتم التعامل مع ضربات خطيرة بنوع من الإرتجال وانعدام الاحترافية، في غياب حضور الطاقم الطبي أو الاسعاف، بل يكتفي المسؤولون عن هذه البطولات بالتوصل بمستلزمات التسجيل المادية من الشباب المشارك دون تحمل مسؤولية حماية هؤلاء الملاكمين ساعة الإصابة”، على حد قول المتحدث.

رئيس العصبة يوضح

من جانبه، فند رئيس عصبة جهة طنجة تطوان الحسيمة لرياضة الكيك بوكسينغ مصطفى غنام، في تصريحه لصحيفة “صوت المغرب”، ما يروج حول ملابسات وفاة الملاكم الشاب، حيث أوضح أن “سفيان لم يتعرض لضربة على مستوى الرأس كما يروج، وأنه حسب التقرير الطبي لسبب الوفاة، فالشاب توفي بسبب ضربة قوية على مستوى البطن؛ مؤكدا أنها “ضربة قانونية في مكان قانوني وكانت على مستوى الجانب الأيسر من بطنه، من ساق خصمه”.

واسترسل واصفا ماحدث “بعد سقوط الشاب، تدخل الحكم واستدعى الطاقم الطبي المتخصص الذي كان متواجدا داخل القاعة”. وأضاف “أكملنا البطولة بشكل عادي بحكم أن مثل هذه الحوادث تقع بشكل مستمر وعادي، حيث أننا لم نتوقع أن يكون للضربة أثر خطير على سفيان وأن تكون سبب وفاته، لكن للأسف التشريح الطبي أكد هذا”.

وأضاف “بمجرد توصلنا بخبر وفاة الفقيد في المستشفى، قررنا إيقاف هذه التظاهرة فورا، احتراما لوقع الحدث واحتراما لمشاعرنا جميعا، حيث انتقلنا مباشرة بعد ذلك نحو المستشفى لإتمام بعض الإجراءات الإدارية المطلوبة في هذه الحالات، وأخبرنا بعد ذلك أنه سيتم نقل جثة الفقيد نحو مصلحة الطب الشرعي بمدينة تطوان من أجل إجراء التشريح اللازم عليها لمعرفة أسباب وفاته”.

وحسب رواية رئيس العصبة بخصوص ما راج عن الظروف القانونية، لتنظيم هذه الفعالية الرياضية، برسم منافسات البطولة الجهوية لرياضة اللاوكيك، التي عرفت وفاة البطل الشاب؛ قال “أؤكد أننا استلمنا تصريح القاعة المغطاة التي احتضنت هذه التظاهرة، وبتواجد طاقم طبي متخصص يتكون من ثلاثة أفراد، وبحضور سيارة الإسعاف التابعة للجماعة”. وأضاف “وكان حضور مكثف لرجال الأمن وكذلك عناصر الوقاية المدنية والقواة المساعدة”.

وعند سؤاله عن اتهامات لخصم، قال غنام “هذه الجهات التي لن أسميها، تؤجج الوضع عبر نشر شائعات وأخبار زائفة، وتوجيه اتهامات خطيرة، في محاولة لإستغلال هذا الحدث من أجل تصفية “حسابات ضيقة معي شخصيا”، كما أعلن غنام نيته متابعة كل هؤلاء اللذين ينشرون الأخبار الزائفة من أجل الإصطياد في الماء العكر، وتشويه الحقيقة”، على حد قول المصرح.

“الفن النبيل” وخطر الضربة القاتلة

الكيك بوكسينغ هي رياضة تحتوي على هامش كبير من الخطر، ويقول رئيس العصبة إن “مثل هذه الحوادث واردة خلال ممارسة هذا النوع من الرياضة، هي قضاء الله وقدره”، على حد تعبيره مضيفا “في حالة بطلنا سفيان، وفقدانه مؤلم لنا كجسم رياضي وأيضا كعائلته الثانية”. وأوضح في هذا الصدد “كل المشاركين الشباب في المنافسة يتوفرون على التأمين المطلوب، إضافة إلى ضرورة حصولهم على درجة الحزام الأخضر التي تؤكد قدرتهم على خوض المنافسة، مع توفر جميع المشاركين على تراخيص الآباء المصادق عليها الخاصة بالمشاركة”.

حادث وفاة الشاب سفيان ليس هو الأول من نوعه، بل سبقته العديد من الحوادث المؤلمة، كان قبلها وفاة الملاكم المغربي المقيم في إسبانيا، صلاح الدين بن حبيبي، سنة 2021، متأثرا بلكمة قوية تلقاها على مستوى الرأس أثناء خوضه مباراة تدريبة في مدينة بليريدا الإسبانية، إضافة إلى حوادث أخرى، مثل حادثة الملاكم الأردني راشد صويصات،  الذي توفي أيضا  إثر تعرضه لإصابة قويةعلى مستوى رأسه أثناء خوضه نزالاً أمام منافسه الإستوني أنطون فينوغرادوف، خلال مشاركته في إحدى البطولات الدولية للشباب في دولة بولندا.

وتعرف رياضة الملاكمة من أكثر الرياضات عنفا، بأنواعها ومختلف أشكالها، فرغم أنها ملقبة بـ “الفن النبيل” أو “رياضة الملوك” إلا أنها تخبئ هامشا كبير من الخطر، داخل حلبة تضم منافسين يهدف كل واحد منهم إلى اقتناص فرصة الضربة القاضية أو TKO التي قد تكون الضربة القاتلة.

فيديو مباراة سابقة للبطل الراحل سفيان أمعاش