ارتفاع درجات الحرارة يرفع أسعار التوت المغربي بأوروبا
تسببت درجات الحرارة غير المسبوقة بالمغرب الصيف الماضي، في تأخير زراعة التوت والفراولة، مما ساهم في انخفاض إنتاج هاتين الفاكهتين وارتفاع أسعارهما في السوق الأوروبية هذا الموسم، حسب ما ذكرته وكالة فروت نت الشهر الجاري.
وأوضحت الوكالة أن الطقس القاسي في المغرب لم يؤثر على قطاع الخضار فقط، ولكن أيضا على قطاع التوت، نقلا عن عضو التعاونية المغربية بيست بيري نبيل بلمقدم، “مما تسبب في تراجع المحصول وارتفاع الأسعار”.
وقال نبيل بلمقدم للوكالة، “كانت هناك موجة حر كبيرة في الصيف الماضي على مستوى منطقة أكادير، الأمر الذي أدى إلى تراجع المساحة المزروعة من فاكهة التوت، ولذلك، نشهد تراجعا في الكمية المعتادة للتوت الشتوي القادم من أكادير والنواحي.
وسجلت منطقة سوس في منتصف شهر غشت الماضي، أعلى درجة حرارة على الإطلاق في البلاد بلغت 50.4 درجة مائوية، مما أدى إلى وصول درجات الحرارة المسببة للاحتباس الحراري إلى 70 درجة مئوية بشكل لا يطاق.
وتابع بلمقدم أن “زراعة كل من الفراولة والتوت تراجعت مقارنة بالموسم السابق، وذلك نتيجة الحرارة والعوامل المناخية الأخرى”.
وكشف المتحدث ذاته، أن “عاصفة كبيرة ضربت شمال المغرب، أواخر أكتوبر الماضي، مما تسبب في أضرار جسيمة لمزارع التوت”.
وأضاف عضو التعاونية المغربية بيست بيري، “ولهذا السبب نشهد الآن نقصا في كمية التوت المغربي في الأسواق الأوروبية وأسعارا مرتفعة بالمقارنة مع المعتاد. كما أن أسعار الفراولة أعلى من أسعار الموسم الماضي وذلك راجع لقلة المساحة المزروعة وتأخر الزراعة بسبب حرارة الصيف”.
وخلص بلمقدم إلى أن “كميات إضافية من التوت المغربي يتم تصديرها إلى الأسواق الآسيوية، سنة بعد أخرى”.
وكان تقرير لمنصة “إيست فروت”، المتخصصة في أخبار المنتوجات الفلاحية، قد كشف قبل أيام، أن المغرب رفع من عدد البلدان الآسيوية التي يصدر إليها منتوجاته من التوت الأزرق، حيث عرفت السنة الماضية دخول المغرب لعدد من الأسواق التجريبية كدولة “إندونيسا”.
وأكد التقرير، أن المغرب رفع صادراته من التوت الازرق إلى دول جنوب شرق آسيا برسم سنة 2023، ليحطم رقما قياسيا جديدا بلغ 1.4 ألف طن، بارتفاع نسبته 50 بالمائة مقارنة مع سنة 2022 .
وكانت الوجهات الرئيسية للتوت المغربي في المنطقة هي هونغ كونغ وسنغافورة وماليزيا، والتي شكلت مجتمعة حوالي 96٪ من إجمالي الإمدادات من المغرب في الأشهر الأحد عشر الأولى من عام 2023.
وفي الوقت نفسه، زادت الصادرات المغربية أيضًا إلى أسواق أخرى. حيث تضاعفت الشحنات إلى تايلاند ثلاث مرات تقريبًا لتصل إلى 30 طنًا، وإلى دولة ماكاو من 26 إلى 29 طنًا.
وكان العديد من المزارعين المغاربة قد تحولوا من زراعة الفراولة إلى زراعة التوت الأزرق والأسود، وهو ما رفع حجم المساحة المخصصة لزراعة هذا النوع من الفواكه بالمغرب بنسبة 30٪ تقريبا هذا العام وفق مقال لموقع “فريش بلازا”.
وأفاد ذات المصدر أن المغرب يستفيد حاليا من فترة انخفاض المنافسة في السوق الدولية، حيث قاربت فترة تصدير دولة البيرو لهذه الفاكهة على الانتهاء، ولن تدخل إسبانيا السوق حتى شهر مارس. وهو ما يفتح نافذة من المنافسة الهادئة لمدة شهر أو شهرين بأسعار مرضية للمصدرين المغاربة