story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

“أطمح لتشريف أطفال وطني”.. رغم الصعاب طفل مغربي يستعد لبلوغ أعلى قمة في أوروبا 

ص ص

“المستحيل ليس مغربياً”. بهذا الشعار يطمح يوسف إلى أن يكون أول طفل مغربي وعربي وإفريقي يبلغ قمة أوروبا، في رحلة رفقة والده إلى روسيا بعد أسبوع، وبالتحديد سلسلة القوقاز حيث جبل إلبروس الذي يبلغ ارتفاعه 5642 متر.

فتى الأطلس الذي حقق قبل هذه الرحلة إنجازات عديدة، نجح قبل 6 أشهر في بلوغ أعلى قمة في إفريقيا بتسلقه جبل كليمنجارو (5895 متر) خلال رحلة إلى تنزانيا في يناير الماضي، كما تسلق أكثر من 40 قمة جبلية بالمغرب، قبل أن يتمكن في غشت 2023 من صعود جبل أرارات (5165 متر) أعلى قمة في تركيا، ليكون أصغر متسلق مغربي وعربي يفوق حاجز الخمسة آلاف متر.

كيف يستعد للمغامرة؟

ويقول يوسف التازي (13 عاماً)، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إنه استعد جيداً لهذه المغامرة من خلال تسلق الجبال في المغرب، وممارسة رياضة الجري باستمرار، ومزاولة النادي من أجل تقوية عضلاته، فضلاً عن الالتزام بمتابعة طبية متواصلة تتضمن مراقبة حالته الصحية ونظامه الغذائي من قبل أخصائية تغذية، كما لا بد يضيف يوسف “من الحرص على استشارة متسلقين محترفين قبل خوض التجربة”.

ومن بين الاستعدادات أيضاً، حسب المتسلق المغربي الناشئ، توفير الملابس التقنية والمعدات اللازمة لتسلق الجبل، ومواجهة الأحوال الجوية القاسية “في رحلة صعود تستغرق ما بين سبعة إلى تسعة أيام”، وسط ما يعرفه جبل إلبروس من انخفاض شديد بدرجة الحرارة التي قد تصل في قمته إلى ما بين 15 إلى 25 تحت الصفر، كما يقل فيها الأوكسجين بنسبة 50%.

غياب الدعم يؤثر سلباً

في هذا الصدد، يلفت عمر والد المتسلق الصغير ورفيق دربه، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إلى أن مبادرات طفله تتطلب دعماً مالياً مهماً “لأن الرحلات الجبلية خارج المغرب تكون مكلفة كثيراً خصوصاً عندما تكون الظروف الجوية قاسية”، ما يجعل المعدات والملابس التقنية جد مكلفة، فضلاً عن مصاريف التنقل والتأمين وتنظيم الرحلة، معبراً عن أسفه لعدم تلقي أي رد إيجابي بهذا الشأن “سواء من وزارتي الرياضة والشباب أو من اللجنة الأولمبية والجامعة الملكية للتزحلق ورياضات الجبال، أو حتى من 50 مؤسسة عمومية وخاصة تم التوجه لها بملف من أجل الدعم”.

ويؤكد عمر التازي أن ابنه يوسف “سيخوض مغامرة القوقاز بتمويل ذاتي، ما قد يؤثر سلباً على مساره في المستقبل”، بحكم أن كلفة هذا النوع من الرياضات جد مرتفعة، إلى جانب ما يتطلبه من تكوينات في مراكز تقنية خارج المغرب حتى يتمكن من الاستمرار في تحقيق طموحاته.

ويعتز يوسف، الذي تعلق برياضة تسلق الجبال منذ السن الرابعة، بأن مغامرته القادمة في جبل إلبروس، تعد ثاني خطوة في مشروعه لتسلق القمم السبع الأعلى في العالم “Seven Summits Challenge”، على أمل الوصول إلى أعلى قمة من بينها في غضون الثلاث أو أربع سنوات المقبلة.

قيم نبيلة

ويدعو يوسف في رسالة تجمع بين الرياضة والقيم الإنسانية النبيلة، أقرانه من الأطفال والشباب المغربي إلى الاهتمام بهذا النوع من الرياضات، كونها “تمنح فرصة لتعلم الصبر والسعي بخطى ثابتة نحو تحقيق الأهداف، والتأمل في مخلوقات الله وعظمته”، إضافة إلى كونها “تحمل منافع كثيرة لمن يمارسها بينها اكتشاف أماكن جديدة حول العالم”.

ويقول يوسف عن مواصلة مشواره: “أشعر بالحرية والسعادة عندما أمارس رياضتي المفضلة. وأطمح أن أرفع راية بلدي عالياً فوق قمم العالم وأشرف أطفاله. كما أشكر أسرتي الصغيرة على تشجيعي وخاصة والدي كداعم قوي ومرافق لي في جميع استعداداتي ورحلاتي الجبلية”.

أما الوالد فيضيف مفتخراً بفلذة كبده إن “إصرار يوسف على معانقة أعالي القمم وتحديه لكل الصعوبات وموهبته المتميزة رغم صغر سنه، هو ما يدفعني إلى التضحية والاستمرار في دعمه حتى يشرف وطنه ويرفع راية بلاده عالياً فوق قمم العالم”.