story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

فيضانات الجنوب الشرقي.. حقوقي: غياب العدالة المجالية وحزم السلطات فاقم مأساة طاطا

ص ص

خلفت الفيضانات الأخرى في أقاليم الجنوب الشرقي أضراراً جسيمة خاصة بإقليم طاطا الذي سجل خسائر بشرية جراء إجراء حافلة ركاب مع السيول، وأخرى مادية همت ممتلكات السكان وماشيتهم فضلاً عن تضرر مصالح حيوية كالماء والطرق والبنية التحتية للإقليم، التي عاد نقاش هشاشتها إلى الواجهة بعد سيول الجمعة 20 شتنبر 2024.

ووثقت صور على مواقع التواصل الاجتماعي تضرر قناطر وطرق مهدمة كلياً أو جزئياً بإقليم طاطا، ونفوق الماشية في العديد من المناطق، إضافة إلى جرف الوديان لحقول خاصة بالفلاحة المعيشية، في حين ذكر مواطنون أنهم يعانون من اقطاع الماء الصالح للشرب، ما اضطرهم إلى إحضار الماء من البرك والسواقي القديمة.

وفي حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، قال أعدي احماد رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في كلميم إن المواطنين في المنطقة لم يعتمدوا مثل هذه الأمطار منذ ما يزيد عن 100 سنة، مشيراً إلى أن علو ماء الوديان وصل إلى 4 متر مع صبيب مياه يقدر بألفين و300 متر مكعب في الثانية.

وذكر احماد أن الخسائر المادية شملت الواحات والنخل وبيوت السكان، بالإضافة إلى المسالك الطرقية على مستوى جميع القرى المحيطة بمدينة طاطا، كما وصلت السيول هذه الأخيرة أيضاً وسقطت قنطرتها الرئيسية، مشيراً إلى أن المتضررين مازالوا يحصون خسائرهم لليوم الثاني على التوالي الأحد 22 شتنبر 2024.

ولفت الحقوقي إلى أن السبب في هذا الوضع هو تشييد عدد من المباني والجمعيات على ضفاف الوديان، “حتى داخل المدينة في الوسط الحضري يوجد حي يقع فوق أحد فروع الواد، لولا تدخل السلطات مع بداية السيول لإخلائه كانت ستحدث كارثة إنسانية”، مشيراً إلى أنه كانت هناك تنبيهات للمواطنين قبل التساقطات “لكنهم لم يعهدوا مثل هذه التدفقات المائية من قبل”.

وأفاد أن مدينة طاطا وحدها يمر من داخلها واديان، واد من جهة تاكموست شمالاً والواد الثاني على طريق فم زكيض شرقاً، موضحاً أن هذا الأخير هو الذي تسبب في هدم قنطرة طاطا التي تربط عدداً من المواطنين بالمنطقة التي يتواجد بها المستشفى الإقليمي في الجهة المقابلة.

ونبه أعدي احماد إلى أن البنية التحتية هي الأكثر تضرراً ف إقليم طاطا، لافتاً إلى وجود اختلالات تعكس ما سمّاه “تمييزاً هندسياً” تعيشه المناطق التي وصفها ب”المغرب المنسي”، حيث أن الطريقة التي شهدت بها طرقات إقليم كلميم، يضيف المتحدث “لا تشبه تلك التي في مدن كبرى مثل أكادير والدار البيضاء والرباط”.

وأضاف: “طاطا لا تستفيد من نفس البنية التحتية الجيدة، وهذا يؤكد غياب العدالة المجالية”، مشدداً على أن الإصلاحات بكل طرقات كلميم ما هي إلا “مكياج”.

واستنكر في الوقت نفسه عدم تشييد القنطرة التي جرحها الواد في مدينة طاطا، بالطريقة الصحيحة التي تقيها وصول الماء.

وأما بشأن الحافلة التي جربتها السيول مخلفة مقتل 4 مواطنين وفقدان أثر 12 آخرين، فيحمل الناشط في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان المسؤولية للسلطات المحلية، مشيراً إلى أن “لم تتعامل بحزم مع الفاجعة كما لم تتحرك بالفاعلية ذاتها التي تدخلت بها لمنع محاولات الهروب الجماعي شمال البلاد”.

وأوضح احماد أن “تلك سبب المأساة الإنسانية هو تهور السائق الذي يتحمل المسؤولية كذلك، كونه لم يتصل لأمر الدرك الملكي”، الذي كان قد قاده إلى مقر خيرية في قرية قريبة بعد اعتراض طريقه بنقطة تفتيش، “وطلب منهم المبيت حتى الصباح قبل أن يغتنم السائق فرصة رحيل التركي الذي رافقهم ليقود الحافلة من جديد إلى المكان الذي وقعت فيه الكارثة”.

وأضاف أنه كان يتوجب على السلطات المحلية التعامل بحزم أكبر مع هذه الواقعة.

يذكر أن حصيلة ضحايا الفيضانات الطوفانية التي عرفتها مدينة طاطا وعدد من مدن وأقاليم الجنوب الشرقي للمملكة ليلة الجمعة ارتفعت لتصل إلى 4 وفيات و12 شخصاً لازالو في عداد المفقودين، حسب معطيات غير رسمية.

وأكدت مصادر محلية من عين المكان في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، أن حصيلة الوفيات الناجمة عن انقلاب حافلة للركاب على مستوى مدخل مدينة طاطا ليلة أمس، بعدما جرفتها السيول القوية، ارتفعت إلى 4 وفيات و12 شخصا لازالو في عداد المفقودين، فيما تم إنقاذ 13 آخرين، 5 منهم لازالول يتلقون الاسعافات الضرورية بأحد مستشفيات المدينة”.

وكانت السلطات المحلية بإقليم طاطا، قد أفادت، في وقت سابق من يومه السبت 21 شتنبر الجاري، أنه وعلى إثر التساقطات الرعدية جد القوية التي شهدها الإقليم والتي أدت إلى إحداث تدفقات فيضانية استثنائية، تم أمس الجمعة، تسجيل حادثة انجراف حافلة للركاب بفعل السيول على مستوى واد طاطا، خلفت، في حصيلة مؤقتة، مصرع شخصين، فيما تم إنقاذ 13 آخرين وتسجيل 14 من الركاب في عداد المفقودين لحد الساعة.

ومن بين الوفيات، تم تسجيل حالة واحدة لسيدة في عداد المفقودين بدوار ايغورتن جماعة تكزميرت قيادة اديس، المسماة قيد حياتها نعيمة الحيان، كانت تشتغل ممرضة في الصحة الجماعاتية وصحة الأسرة بالمركز الصحي الحضري المستوى الثاني أقا بمندوبية وزارة الصحة و الحماية الاجتماعية بإقليم طاطا “.