story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

جامعة كرة القدم و”الحماية” الفرنسية !

ص ص

لائحة المؤطرين الذين تعاقدت معهم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم للإشراف على مراكز التكوين التابعة للأندية في إطار اتفاقية الشراكة التي وقعتها الجامعة مع المكتب الشريف للفوسفاط حول تكوين اللاعبين، تضم أسماء وازنة من ذوي الخبرة والتجربة في إدارة الاكاديميات والفئات الصغرى، وهو مؤشر على الرغبة في إعطاء انطلاقة جيدة للمشروع، وإحاطته بأقصى ما يمكن من ضمانات النجاح.

لكن الملاحظ في اللائحة اولا، هو الغياب التام لأسماء مؤطرين مغاربة من إنتاج خالص للكرة الوطنية، وذلك يعني ما أشرنا إليه سابقا في عدة مناسبات، وهو أن المغرب يعرف فقرا مدقعا في الأطر ومدربي الفئات الصغرى المتخصصين الذين يراكمون تكوينا علميا في الجانب البيداغوجي والتربوي، في ظل وجود الأغلبية ممن لا علاقة لهم بالتكوين الإحترافي الحقيقي، والذين “واخذينها جبهة” بصفتهم فقط لاعبين سابقين، لهم الشرعية في فرض أنفسهم بالقوة على أنديتهم والإشراف على فئاتها الصغرى.

ثم هناك ملاحظة اخرى تتعلق بكون جل هؤلاء الأطر الجدد الذين تعاقدت معهم الجامعة، هم من تكوين فرنسي، ونحن نعلم أن كرة القدم المغربية منذ نشأتها بعد الإستقلال، وهي تتبع المدرسة الفرنسية التي كان مدربوها وأطرها دائما ما يشرفون على الكثير من الجوانب التقنية المتعددة في الجامعة الملكية المغربية، ليبقى السؤال العريض الذي يمكن طرحه اليوم، ألازال لفرنسا ما يمكنها أن تقدمه لنا في كرة القدم؟ ألم تنتهي الكثير من مخططات الأطر التقنية الفرنسية في المغرب إلى الفشل؟ ألم “يخيم” معظم التقنيين الفرنسيين في غابة المعمورة لسنوات ملؤوا فيها حساباتهم البنكية بالرواتب، ورحلوا دون ان يضيفوا لكرتنا شيئا؟ لماذا هذا الإصرار المتواصل على البقاء تحت وصاية “الماما” فرنسا حتى في كرة القدم؟

المتأمِّل في الخريطة الكروية العالمية على مستوى التكوين وإعداد الناشئين حاليا، لابد وأن يقف عند سيطرة المدرسة الإسبانية حاليا، ونتائج منتخباتها من الفئات السنية ذكورا وإناثا إلى منتخي الكبار والكبيرات، وتصدير إسبانيا لعدد هائل من اللاعبين الذين صنعتهم أكاديميات الناشئين في مختلف جهات البلاد إلى أنديتها المحلية وإلى بقية الدوريات الأوربية القوية، هذا بالإضافة إلى العدد الهائل من المدربين الإسبان الذين يشرفون على تدريب مختلف الأندية العالمية.. كل هذا يدفعنا إلى سؤال آخر في موضوع مشروع التكوين المغربي الجديد، وهو لماذا لم يتم التفكير في تجريب المدرسة الإسبانية القريبة في تفاصيلها من الجينات الكروية المغربية الميالة إلى الأسلوب الإحتفالي واللعب الفرجوي واللمسات القصيرة في المساحات الضيقة ؟ خصوصا أن المغرب وإسبانيا كرويا أصبح يجمعهما مشروع كوني عملاق يتمثل في استضافة كاس العالم بعد ست سنوات من اليوم، وهناك الكثير من أوجه التنسيق بينهما ؟

ما تسرب من الإجتماع الذي عقدته الإدارة التقنية الوطنية مع ممثلي الأندية الوطنية في منتصف الأسبوع الماضي، يشير إلى عقبات كثيرة يواجهها تعيين هؤلاء الأطر الجدد الذين تعاقدت معهم الجامعة، بعد اعتراض الأندية على بعض الأسماء، وأيضا بسبب الخصوصية الكروية لبعضها، التي لا تسمح -حسبهم- لأي كان بتولي تكوين فئاتها الصغرى على طريقة لا توافق عليها، وتم الإتفاق على عقد مزيد من الإجتماعات في الأيام المقبلة للحسم في كل النقاط الخلافية، وبداية تنزيل دفتر التحملات للشركة المستحدثة للإشراف على ملف التكوين.

سننتظر أن ينطلق المشروع في مراكز الأندية تحت إدارة الأطر الجديدة، وأعتقد أنه مند البداية سوف تتضح الصورة جيدا، فإما سنكون أمام تجربة جديدة بشروط أخرى وأهداف وبرامج ومناهج احترافية مسطرة بعناية، أو أننا فقط سنكون بصدد تكرار ممل لتجارب تكوين سابقة في المغرب فشلت بسبب الإصرار على التبعية لنفس “ولي الأمر” الكروي الذي نجنِ معه سوى الأصفار.