story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

حقيقتنا الإفريقية !

ص ص

مباراة المنتخب الوطني ضد ليسوتو أمس الإثنين، جاءت لتعيد أقدام بعضنا إلى الأرض وإلى حقيقتنا الإفريقية التي لا مفر من البحث عن سبيل لفك عقدتها المستعصية، على عكس مباراة الغابون التي كانت نتيجتها خادعة جدا، ودفعت الكثيرين إلى التحجج بها لإنهاء أي انتقاد أو إشارة لخلل في طريقة اللعب.

أن تلعب ضد منتخب مغمور يرص عشرة من لاعبيه أمام حارس المرمى ويقضي جل أطوار المباراة في “التطواع” والقمش والركل وتشتيت الكرة بأية وسيلة، هو شيء عادي جدا في إفريقيا،  وأصل انتمائنا إلى هذه القارة الشاسعة العجيبة التي لا يحقق فيها الألقاب إلا “سيدي ومولاي” كما نقول في مغربها الأقصى.

ما شاهدناه أمس هو الذي يجب أن ننتظره في جل مباريات الفريق الوطني، في إقصائيات كأس إفريقيا للأمم كما في نهائياتها، وضد منتخبات مغمورة و”ضعيفة” كما ضد المنتخبات الكبيرة لدول جنوب الصحراء، الفرق أن الأخيرة تخرج للعب الكرة خارج مناطقها لتسجبل الأهداف، وتعود  إليها للحفاظ على تفوقها مستعينة أيضا بكل القوة البدنية التي يتمتع بها لاعبوها، و تلعب على إجادة التفوق في النزالات الأرضية والهوائية و”تقليع” عشب الملعب بهدف الفوز في المباراة بكل الطرق الممكنة.

وليد الرݣراݣي حاول استغلال مباراة المنتخب الوطني ضد ليسوتو لتجريب عناصر دكة الإحتياط، ومعاينة مردودها وإمكانية الإعتماد عليها كبديل مناسب للعناصر الأساسية، ويمكن القول إن المباراة بقدر ما أثارت المزيد من المخاوف على الفريق الوطني في الإستحقاق القادم بعد عام ونصف، وعلى عجز طاقمه التقني لحد الآن في إيجاد الطريقة المثالية للوصول إلى المرمى أمام المنتخبات التي تلعب بالكتلة المنخفضة، بقدر ما أعطت الفرصة لظهور بدائل واعدة في مراكز كنا نشتكي من عدم وجود من يشغلها، وأخص بالذكر الظهير الأيسر آدم أزنو ووسط الميدان الدفاعي أسامة تيرغالين اللذان يمكن اعتبارهما أكبر ربح في مباراة ليسوتو.

الآن صارت الحقيقة واضحة أمام الجميع، وهي أن مراتبنا العالمية وإنجازاتنا المونديالية والأولمبية لا تساوي شيئا في إفريقيا، ولن تشفع لنا أن نجد الطريق مفروشة بالسجاد الأحمر نحو حمل لقبها، وأن لاعبينا الذين يصنعون مجد الأندية العالمية ويساهمون في انتصاراتها، يصبحون عاجزين مع منتخبنا على التفوق على لاعبين أفارقة أغلبهم هواة لديهم فرصة لدخول التاريخ عندما يواجهون رابع العالم وثالث الأولمبياد، ونجوم الريال والباييرن وباري سان جيرمان ومانشستر يونايتد.

أتمنى أن يكون وليد الرݣراݣي قد استخلص دروسا مفيدة وحاسمة من مباراتي الغابون وليسوتو، قد تساعده على توضيح رؤيته لكي “يشد شي طريق” نحو نهائيات كأس إفريقيا المقبلة، وألا تكون المباراتان قد زادتا في حيرته مع اختيار طريقة التنشيط الهجومي، وألا تكون قد عمقت أيضا “تلفته” إزاء توظيف هذا العدد الكبير من اللاعبين العالميين لديه، والذين يستحقون كلهم مركزا أساسيا في الفريق الوطني.