story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
بيئة |

مطالبات بالتعويض.. فيضانات الجنوب الشرقي تفاقم معاناة السكان مع البنية التحتية

ص ص

بعد نهاية أسبوع مأساوية، عاشها سكان أقاليم الجنوب الشرقي، منذ مساء السبت 7 شتنبر 2024، جراء الفيضانات الطوفانية التي اجتاحت مدنهم وقراهم مخلفة خسائر بشرية ومادية جسيمة، عاد سكان مناطق الجنوب الشرقي للمملكة لتفقد ممتلكاتهم وإحصاء ما بقي منها وما جرفته السيول القوية من أمتعة وماشية ومنتجات فلاحية.

وإضافة إلى أقاليم طاطا وتزنيت والراشدية التي شهدت وفاة 11 مواطناً، لم تسلم زاكورة وكلميم وتنغير وعدد من أقاليم الجنوب الشرقي من خطر الفيضانات التي قضت مضجع السكان لليلتين على التوالي، بعد أمطار غزيرة غير مسبوقة منذ حوالي عشر سنوات.

بنية تحتية هشة

في هذا السياق، أفاد محمد ياسين الناشط الجمعوي بمدينة زاكورة أن مواطني هذه الأخيرة عانوا كثيراً خلال الفيضانات، جراء إتلاف ممتلكاتهم سواء داخل المنازل أو خارجها إضافة إلى منتجاتهم الفلاحية، فضلاً عن تعطل عدد من المصالح بسبب انقطاع الطرق الرئيسية، مشيراً إلى أن “تصادف الأزمة البيئية مع البنية التحتية السيئة فاقم معاناة سكان الإقليم”.

وذكر ياسين، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، أن جميع المحاور الطرقية تعرضت للإتلاف بما فيها الطريق بين ايت يحيى وتازارين والطريق المؤدية إلى الضفة اليمنى من وادي درعة بقيادة تمكورت، إضافة إلى تضرر الطريق في مدخل مركز قيادة تزارين والطريق الوطنية الرابطة بين جماعتي تغبالت وأحصيا، لافتاً إلى أنه تم فتح بعضها مؤقتاً.

وعدّد رئيس جمعية أفق للتنمية المناطق التي يعاني مواطنوها من خسائر جراء الفيضانات الأخيرة في إقليم زاكورة، بينها حمو الصغير التابعة لقيادة ترانتة، وتمكروت ودوار تمتيك، وقصر بني هنيت بتاكونيت، وبني صبيح بقيادة تاكنيت، وأيت واعزيق.

خسائر كبيرة وخدمات معطلة

من جهته، قال مسؤول في جماعة إمطضي بإقليم كلميم، التي أُعلِنت منطقة منكوبة السبت الماضي، إن الفيضانات الأخيرة تسببت في تعطيل عدة خدمات تتعلق بالبنية التحتية للجماعة، بينها شبكات الكهرباء والماء الصالح للشرب والاتصالات التي مازالت متوقفة إلى اليوم، فضلاً عن الخسائر التي طالت الممتلكات الخاصة للمواطنين، حيث جرفت الفيضانات جميع حقولهم ومزارعهم المعيشية مخلفة ضرراً كبيراً في منتجات الفلاحين وضياع مواشيهم.

ونبه المصدر ذاته إلى حدوث أضرار جسيمة على مستوى المباني بما فيها منازل السكان وعدة مرافق حكومية بينها المؤسسة التعليمية التابعة للجماعة المذكورة، والتي لم تسلم من فيضانات الأسبوع المنصرم، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن المواطنين لم يتوصلوا حتى الساعة بأية مساعدات مادية تخفف من وطأة المأساة، وتمكنهم من تجاوزها في الأيام المقبلة.

وكشف المسؤول بإقليم كلميم في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، أنه تم إيفاد لجنة بيقطاعية إقليمية إلى جماعة إمطضي بهدف رصد المشاكل الناجمة عن الفيضانات الأخيرة، موضحاً أن اللجنة المذكورة ضمت قطاعات عدة بينها الماء والتجهيز والتعليم والصحة والسلطات الولائية والمحلية.

“لا بد من تعويضهم”

من جهته، دعا محمد الزهاري الأمين العام لائتلاف الدفاع عن الحقوق والحريات بالمغرب إلى توجيه موارد صندوق التضامن ضد الكوارث الطبيعية لفائدة السكان المتضررين جراء فيضانات الجنوب الشرقي، خاصة مع ما يتوفر عليه من مبالغ مهمة يتم ضخها من ميزانية الدولة واقتطاعات التأمين، مشيراً إلى “وجود قصور” في تعامل السلطات مع “الوضعية الكارثية” بالأقاليم المتضررة.

ونبه الزهاري، الذي تابع تطورات المأساة حقوقيا، إلى أن صندوق الكوارث من شأنه مساعدة المواطنين لإعادة بناء ما تم هدمه، وتعويضهم مادياً على الأضرار التي لحقتهم جراء ضياع الماشية، وتلف الحقول والضيعات، مشدداً على أنه يتوجب على الدولة “اتخاذ مبادرات تليق بقيمة المواطن المغربي” بعيداً عن سياسات حكومية “تؤدي منذ سنوات إلى تهميش تلك المناطق”، داعياً إلى القطع مع وسم “المغرب غير النافع” الذي كانت تُنعَت به في فترة الحماية الفرنسية.

كما طالب، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب” باتخاذ إجراءات للنهوض بتنمية أقاليم الجنوب الشرقي وفق “عدالة مجالية”، موضحاً أنه “يجب الاهتمام بتلك الأقاليم وغيرها من المناطق الشرقية كما يتم الاهتمام بالمناطق الجنوبية والدار البيضاء الكبرى وغيرها”.

وشهدت عدة مدن وقرى مغربية، منذ مساء السبت 7 شتنبر 2024، تساقطت قوية أدت إلى سيول جارفة مخلفة خسائر بشرية ومادية وهلعاً بين المواطنين الذين غادروا منازلهم في مجموعة من المناطق بحثاً عن ملجأ آمن بين الجبال أو في أسطح البنايات إلى ساعات مبكرة من صباح أول الأمس الأحد 8 شتنبر 2024.

وفي حصيلة مُحيَّنة للخسائر التي خلفتها التساقطات المطرية الرعدية القوية التي عرفها عدد من عمالات وأقاليم المملكة، كشفت وزارة الداخلية أنه لحدود مساء الإثنين 9 شتنبر 2024 تم تسجيل 18 حالة وفاة بكل من أقاليم طاطا (10 أشخاص)، والراشيدية (3 أشخاص، 2 منهم أجنبيان) وتزنيت (شخصان)، وتنغير (شخصان، أحدهم أجنبي) وتارودانت (شخص واحد)، فيما جرى حصر قائمة بأربعة أشخاص في عداد المفقودين بإقليم طاطا، يتواصل البحث عنهم.

ومن جهة أخرى، أوضحت وزارة الداخلية أن المناطق المتضررة عرفت انهيار 56 مسكنا، منها 27 مسكنا عرف انهيارا كليا، وانهيار كلي أو جزئي لثماني منشآت فنية متوسطة، كما تم إلحاق أضرار بشبكات التزود بالكهرباء والماء الصالح للشرب والشبكات الهاتفية.