نقص في المياه و”قتل” للواحات.. شبح العطش يحوم حول زاكورة ومطالب لإعلانها “منطقة منكوبة”
في ظل أزمة مياه في كل المدن المغربية، تعيش زاكورة أزمة مضاعفة، بعدما وصل الجفاف إلى مستويات متقدمة أدت إلى “قتل الواحات”، ما بات ينذر بأزمة مضاعفة تتجاوز ما عرفه الإقليم خلال السنوات الماضي، ما أخرج فاعلين مدنيين في المنطقة، للمطالبة بإعلان زاكورة منطقة منكوبة، واتخاذ إجراءات تتماشى مع وضعها.
وفي السياق ذاته، ووجهت جمعية أصدقاء البيئة بإقليم زاكورة خلال هذا الأسبوع، مراسلة إلى عامل الإقليم، مطالبة إياه بالتدخل من أجل حماية الثروة المائية بالإقليم
وأوضحت الجمعية في مراسلتها، أن الإقليم يعاني من أزمة مائية صعبة ومقلقة، حيث انتقل من مرحلة الخصاص المائي إلى مرحلة العجز المائ، بسبب الجفاف والتغيرات المناخية والاستنزاف المفرط للمواد المائية، ما خلف انعكاسات خطيرة على الإنسان والمجال
وتقول الجمعية إن “وضعية الواحات تدهورت وانتشر الفقر وعم البؤس والشقاء على كل الأرجاء وعانى السكان من نقص حاد للموارد المائية، مما اضطر جزء كبير منهم إلى الهجرة”.
وأمام هذا الوضع المائي المقلق والمعقد، وتفعيلا لتوجيهات الملك لحماية الملك العام الماضي، التمست الجمعية من عامل الإقليم إصدار قرار يعلن مقتضاه إقليم زاكورة منطقة منكوبة، والمنع الكلي لزراعة البطيخ الأحمر باعتبارها زراعة مستنزفة للماء، وتشكل خطرا حقيقيا على الأمن المائي
كما طالب النشطاء بفتح تحقيق حول انتشار الآبار بشكل عشوائي، ولا يراعي الضوابط القانونية، مما يتسبب في هدر كبير لموارد المائية النادرة.
نفس الرأي يعبر عنه أبناء الإقليم ولو تعددت انتماءاتهم، حيث يقول إبراهيم رزقو، عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بزاكورة في حديثه لـ”صوت المغرب” إن “زاكورة ستموت إذا لم تسجل تساقطات مطرية في أقاليمها العام المقبل، وعاشت موسم جفاف سابع.
وأوضح رزقو، أن كل المغرب يعيش على وقع الأزمة لتوالي سنوات الجفاف، إلا أن الوضع في زاكورة متفاقم، حيث ان واحاتها يقول إنها “انقرضت” ومات نخيلها، ما ينذر بوصول الأزمة للبشر بعد الشجر، حيث لن يجد أهلها الماء الشروب إذا لم يتم تسجيل أي تدخل لإنقاذ المنطقة.
المنطقة تعرف جفافاً منذ عام 2014 بسبب تراجع كميات الأمطار، والارتفاع الملحوظ في درجة الحرارة، وأيضاً نسبة التبخر، غير أن حقوقيين يرون أن أسباب أخرى تقف وراء استنزاف الفرشاة المائية، منها غياب مؤسسة لتأمين الماء في زاكورة، فلا توجد إدارة تابعة لوكالة الحوض المائي لدرعة واد نون التي تبعد عن زاكورة أكثر من ألف كيلومتر، ما فتح الباب أمام فوضى حفر الآبار، وخلق تسيباً وآثاراً سلبية طالت زراعة البطيخ الأحمر، ما استنزف الفرشة المائية.
يشار إلى أن شبح العطش الذي بات يحوم حول المنطقة من جديد، كان قد أخرج أبناءها قبل سبع سنوات في احتجاجات عرفت باسم “ثورة العطش”، للمطالبة بتوفير الماء الصالح للشرب، قبل أن تتحول المسيرات إلى مواجهات، خلفت مجموعة من الاعتقالات في صفوف الشباب المتظاهرين.