story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

دعوا السكيتيوي وشأنه!

ص ص

سقوط المنتخب الوطني الاولمبي أمام أوكرانيا في المباراة الثانية، كان صفعة “إيجابية” بالرغم مما صاحبها من زوبعة من الإنتقادات تلقاها المدرب طارق السكيتيوي ولاعبيه، حتى خرج الكثير منها عن حدود المنطق وكأننا أنهينا المنافسات و”اللي عطا الله عطاه”، وليس مباراة في الدور الأول خسرناها وعلينا أن نصحح بها المسار نحو إحدى الميداليات.

ظهرت هذه “الإيجابية” في مباراة أمس أمام المنتخب الأولمبي العراقي، وكيف قدمت فيها العناصر الوطنية شوطا أولا مثاليا على جميع الأصعدة، أولها التحكم في اللعب والإيقاع والإنتشار الجيد في رقعة الميدان، وجودة التمريرات، والضغط العالي عند فقدان الكرة، وتنويع الهجمات على مرمى الخصم، بالإضافة إلى المعطى المهم الذي يحدد مجريات النصف الثاني من المباريات، ألا وهو التسجيل المبكر واستغلال أنصاف الفرص لتعزيز النتيجة وقتل المباراة واللعب بعدها بأريحية تامة تتيح للمدرب أيضا التعامل بهدوء مع ردة فعل الفريق المنافس.

لكن رغم ذلك، لابد من الحديث عن نقطة سلبية تكررت في مباراة أمس، وشاهدناها أيضا في مباراتي الأرجنتين وأوكرانيا, ويتعلق الأمر بنزول إيقاع اللعب لدى الفريق الوطني خلال الشوط الثاني، وعدم القدرة على مواصلة التحكم في الكرة بنفس جودة الشوط الأول، مما يتيح لخصومنا فرصة التقاط الأنفاس وتهديد منير المحمدي بكرات خطيرة كادت الكثير منها أن تعرف طريقها إلى المرمى، وهذا الأمر يدعو المدرب طارق السكيتيوي وطاقمه إلى البحث بعمق عن سبب هذا التراجع، هل هو ذهني أم بدني أم تكتيكي.

المنتخب الوطني مر على رأس المجموعة وتفادى بالتالي مواجهة منتخب فرنسا صاحب الأرض والقوي التقليدي في الفئة الأولمبية، وأصبحت الطريق سالكة لمنتخبنا نحو نصف النهاية والمراهنة على إحدى الميداليات، خصوصا أننا سنواجه الولايات المتحدة الأمريكية التي تمتلك منتخبا عاديا لاعبوه لا يملكون نفس القيمة الكروية التي لدى لاعبينا.

منتخبنا الأولمبي الآن سيبدأ التركيز على الأدوار الحاسمة لخروج المغلوب وعليه أن يقوم بذلك بكثير من الهدوء وروح المجموعة، والذكاء في تخطي الخصوم والتعامل باحترافية أكبر مع  اللحظات الصعبة، فمعطياتنا البشرية من اللاعبين تقول إنه يمكننا أن نتطلع إلى منصة التتويج ب”وجه حمر”، ووجود هذا الجيل الموهوب بإمكانه أن يكون عاملا حاسما ندخل به التاريخ الأولمبي من بابه الواسع.

فقط علينا نحن أن نمنح الثقة لمدربنا طارق السكيتيوي ولاعبيه وأن نكون سند لهم بالتشجيع والدعم والإنتقاد البناء غير المتشنج الذي يصحح الأخطاء ويداري الهفوات.

فيما الآخرون الذين يظهرون في المنصات أمام عدسات الكاميرات وكأنهم يساهمون بتعليماتهم في تحقيق الفوز، عليهم أن يختفوا عن الأنظار قليلا، ويتركوا الرجل يؤدي مهمته التي في الأخير  سيحاسب عليها وحده أمام الجمهور المغربي.