story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

ألعاب قوى أحيزون !

ص ص

البودكاست الذي استضاف فيه الزميل محمد حمزة حشلاف، المدير التقني الوطني السابق للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى عزيز داودة ، في قناة أمواج على اليوتوب، كشف الكثير من أسباب (ولو بطريقة غير مباشرة) هذا الحضيض العقيم الذي نزلت إليه رياضة أم الألعاب في المغرب منذ سنوات طويلة.

كان السؤال الجوهري في الحوار هو : ما الذي تغير حتى لم نعد ننجب أبطالا يفوزون بالميداليات في بطولة العالم والألعاب الأولمبية ؟

إجابات عزيز داودة ولو أنها شابها الكثير من واجب التحفظ ومحاولة عدم الحديث عما يجري حاليا في جامعة عبد السلام أحيزون لأسباب يمكن تفهمها.. إلا أن عودته إلى الفترة التي كان يشتغل فيها مديرا تقنيا لجامعة ألعاب القوى، وشرحه الطويل للطريقة التي كان يتم بها التخطيط لصناعة الأبطال للمنافسة بهم في المستوى العالي، وكيف كانوا كتقنيين وإداريين يخططون للفوز بالميداليات في بطولات العالم والألعاب الأولمبية، وكيف كانوا يستغلون تفاصيل صغيرة لتوفير الأجواء المناسبة للأبطال لتحقيق الإنجازات.. كل ذلك كشف ضمنيا أسباب الإخفاقات الحالية بعدما وقع التغيير نحو الأسوأ، ولم نعد كما كنا قوة عالمية في المسافات المتوسطة والطويلة في ألعاب القوى.

أعرف أن الكثيرين لا يحملون صورة طيبة عن عزيز داودة من فترة إشرافه على الإدارة التقنية لجامعة ألعاب القوى، ويحتفظون له بلائحة عريضة من التهم والأخطاء، ولكن من باب الموضوعية فالرجل واحد من خيرة الأطر الرياضية التي أنجبها المغرب، ولا يمكن أن ننفي أن الفترة الذهبية لألعاب القوى الوطنية وجل الإنجازات التي تحققت، كانت في عهده وهو كان مهندسها الأول بمساعدة أطر آخرين ما أحوج أم الألعاب المغربية إليهم حاليا.

نحن على بعد أيام قليلة من انطلاق دورة الألعاب الأولمبية بباريس، وطبعا سيذهب إليها منتخبنا لألعاب القوى مراهنا مرة أخرى على موهبة وعصامية بطلنا سفيان البقالي لكي ينقذ ماء وجهنا من مشاركة مذلة، والخروج صفر اليدين، بعدما كنا نراهن قديما في زمن هشام الكروج ونزهة بيدوان وصلاح حيسو وابراهيم بولامي وجواد غريب وآخرون دائما على أربع أو خمس ميداليات على الأقل.

جل البلدان في العالم تجد لها رياضة قد تتراجع في النتائج خلال فترة ما، فيجلس مسؤولوها أرضا ويحاولون إعادة التوهج القديم، لكنهم إذا ما فشلوا في ذلك يضعون “السوارت” ويتركون المهمة لوجوه أخرى قادرة على ذلك.

نحن في رياضة ألعاب القوى انتقلنا في عهد رئيس جامعتها الحالي عبد السلام أحيزون من التألق والإنجازات إلى حضيض الهزائم والعودة بالأصفار من المنافسات العالمية، وانتقلنا من صناعة الأبطال في مختلف المسافات إلى انتظار الصدفة لظهور بطل عصامي واحد، ومرت السنوات تلوى الأخرى ولا زلنا نخفي كارثة رياضة وطنية عريقة بإنجاز يتيم لبطل خارق. فيما السيد الرئيس يبدو أن جامعة ألعاب القوى تم تحفيظها في إسمه ولم تعد له نية في التخلي عن كرسيه لمن هو قادر على إعادتها إلى الحياة.

وكل أولمبياد وألعاب قوى أحيزون في ساقي سفيان البقالي.