story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

انتقالات غريبة !

ص ص

أن يذهب أيوب العملود أفضل ظهير أيمن في البطولة الوطنية خلال السنوات الماضية، والذي كان بديلا ممتازا في الفريق الوطني للظهير العالمي أشرف حكيمي ، إلى ناد مغمور في الدوري الإيراني.

وأن يترك إسماعيل بلمقدم ناديه الرجاء البيضاوي بطل المغرب الذي يتأهب للعب عصبة الأبطال الإفريقية، ويذهب للتوقيع مع ناد سعودي في الدرجة الثانية لم يسبق لأحد أن سمع به.

وقبلهما أن ينتقل يحيى عطية الله الظهير الأيسر للمنتخب الوطني الذي لعب نصف نهاية كأس العالم، وساهم بتمريرته إلى النصيري في تسجيل هدف دحر البرتغال في دور الربع، إلى أضعف نادي في الدوري الروسي وينزل معه إلى القسم الثاني ثم يختفي عن الأنظار.

وأن تكون هناك هجرة جماعية للاعبين متألقين في البطولة الوطنية يتقدمهم أنيق المغرب التطواني سابقا أحمد جحوح، إلى أقصى شرق الكرة الأرضية وبالضبط إلى الهند ليلعبوا في بطولة بلد لم نكن نعرف عنه سوى رياضة الكريكيت.

هؤلاء وحالات أخرى من لاعبين كانوا متألقين في أنديتنا المغربية ثم فجأة حملوا حقائبهم وجمعوا “صيكانهم” وذهبوا إلى وجهات متواضعة دفنوا أنفسهم فيها كرويا ولم يعد يسمع لهم “حس”.

ظاهرة هرولة لاعبينا إلى التعاقد مع “من والا” من الأندية والبطولات ليست وليدة اليوم، بل بدأت قبل سنوات وتفاقمت حتى أصبح لدينا جيش من أبرز لاعبي البطولة الوطنية على أهبة الإستعداد للسير وراء أول سمسار يعرضهم على فريق في بطولة جزيرة الواق واق مقابل “شي بركة” تزيد ولو قليلا عما يتقاضونه في المغرب.

صحيح أن العمر الكروي قصير جدا، وأي لاعب في البطولة الوطنية يفكر في اليوم الذي سيعلق فيه حذاءه وكيف سيواجه مستقبله بعد ذلك، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نلوم إنسانا يريد أن يستغل مهنته لكي يوفر منها شروط حياة كريمة له ولأسرته، لذلك فظاهرة ارتماء اللاعبين المغاربة في أحضان أندية متواضعة خارج المغرب تسائل المنظومة الكروية المغربية كاملة وخصوصا من يدبرون شؤونها “الإحترافية” التي تنتج هذه الصورة المسيئة للبلاد والعباد.

أول التساؤلات التي يمكن أن تطرح هي كيف لبطولة كثيرا ما قالوا إنها تصنف الثانية في القارة الإفريقية بعد الدوري المصري من حيث المستوى والإمكانيات المادية وأجور المتدخلين، أن يهرب منها أبرز لاعبيها نحو دوريات وأندية مغمورة بطريقة تدعو إلى الشفقة؟

ماذا صنع مسؤولونا في الجامعة والأندية على مستوى التكوين القاعدي الإحترافي حتى ننجح في صناعة لاعبين محترفين يضعون نصب أعينهم أهدافا كبرى للعب في دوريات وأندية مرموقة، ويكدون ويجتهدون في مسيرتهم الكروية من أجل الوصول إليها، عوض هذه الإختيارات السهلة، والميل السريع نحو “الفلوس الباردة” ومحاولة تأمين المستقبل عند أول العروض كيف ما كانت سواء من الخليج أم السند أو الهند.

البيئة الكروية السليمة هي أول الحوافز التي تدفع اللاعبين الواعدين إلى الكد والإجتهاد والصبر وانتظار فرصتهم لتلقي عروض من الأندية والدوريات التي تمنح المكانة والشهرة والمال وتأمين المستقبل، لكن ما نشاهده من “هبال” في أنديتنا وبطولتنا الوطنية تزيد من مخاوف اللاعبين على مستقبلهم وتدفعهم إلى الإقدام على خيارات غريبة في مسارهم الكروي.

قديما قال المغاربة مثلهم الشعبي العميق: ” حتى قط ما كيهرب من دار العرس”!