story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

ما قصة الأبيات الشعرية التي تلاها أبو عبيدة؟

ص ص

في آخر ظهور له استعار الناطق باسم كتائب “القسّام” أبو عبيدة في خضم حديثه أبياتا شعرية من التراث العربي الإسلامي، تقول: ” يا عابد الحرمين لو أبصرتنا.. لعلمت أنك في العبادة تلعب..من كان يخضب خده بدموعه..فنحورنا بدمائنا تتخضب”.

وتعود هذه الأبيات إلى الإمام عبد الله ابن المبارك والتي نظمها ردا على رسالة للفضيل بن عياض، والتي كان فيها هذا الأخير ينهاه فيها عن الجهاد كون أن ابن المبارك كان رجل علم ودين، إلا أنه أبى ذلك وأجابه عبر الأبيات السالفة الذكر.

تفاصيل القصة

وتجمع القصة بين شخصيتين بارزتين في التراث الإسلامي، الأولى هي الفضيل بن عياض الذي كان رجلا تقيا مكثرا من العبادات حتى سمي ب”عابد الحرمين” ، وكان إلى جانب ذلك معروفا بوعظ الخلفاء والولاة.

أما الشخصية الثانية فهي عبد الله بن المبارك الذي كان أحد العلماء الذين اشتهروا إلى جانب العلم بالزهد والورع، إذ كان معروفا بالغنى وكثرة الإنفاق على الفقراء والمساكين وعلى أهل العلم.

وكان أيضا مرابطا في ثغور القتال، لا يتوانى عن تلبية نداء الجهاد إذ كان في الصفوف الأمامية للجبهات على الدوام، وحدث ذات مرة أن خرج لقتال الروم فوصلته رسالة من عند الفضيل يدعوه فيها إلى ترك الجهاد والتفرغ لعبادة الله وترك ذلك للرجال الشداد الذين لا علم لهم.

فأتاه الرد من طرف ابن مبارك على شاكلة قصيدة شعرية تبدأ بالمناداة “يا عابد الحرمين”، وهو اللقلب الذي سيكتسبه فيما بعد بفضل هذه الأبيات، الفضيل بن عياض.

وأسماه ابن المبارك بهذا اللقلب نظرا لأنه كان يسكن فترة بمكة وفترة بالمدينة، متناوبا في العبادات بين المقامين، لكن ابن المبارك وعلى عكس الفضيل كان يرى أن “الجهاد أعظم العبادات”، فكتب إليه هذه القصيدة.

يا عابد الحرمين لو أبصرتنا              لعملت أنك في العبادة تلعبُ

من كان يخضب جيدَه بدموعه        فنحورنا بدمائنا تتخضب

أو كان يُتعِبُ خيله في باطل          فخيولنا يوم الكريهة تتعبُ

ريح العبير لكم ونحن عبيرنا            رهجع السنابك والغبار الأطيب

ولقد أتانا عن مقال نبينا                 قول صحيح صادق لا يكذب

لا يستوي وغبار خيل الله في           أنف امرئ ودخان نار تلهب

هذا كتاب الله ينطق بَيننا               ليس الشهيد بميت لا يكذب

وتفيض في هذه الأبيات مشاعر ابن المبارك وهو يعبر عن إيمانه بضرورة ربط الدين بالحياة، ولذلك حينما تلقاها الإمام فضيل بن عياض، قيل إنه ذرف الدموع متأثرا حتى قال ” لقد صدق أبو عبد الرحمن ونصح”.

واعتبر البعض أن المغزى من استعارة أبو عبيدة لهذه الأبيات أثناء كلامه يأتي في سياق استقبال “شهر العبادة” وأن كلامه هي دعوة لنصرة المستضعفين والمظلومين بغزة من الرجال والنساء والأطفال جراء الحرب التي يشنها الاحتلال على القطاع منذ السابع من أكتوبر.