story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

مغربيات مخيم “الهول”.. معاناة تتفاقم وآمال معلقة على إجلاء أطفالهن

ص ص

“إنني أدرس أطفالي بنفسي وفق مناهج المغرب، أقول لهم دائما إنكم مغاربة حتى لا ينسوا ذلك.. أذكرهم دائما أن لهم وطنا سيعودون إليه يوما ما”، هكذا تقول أمينة الهداية (اسم مستعار) أحد النساء المغربيات اللواتي التحقن بتنظيم “داعش” ليجدن أنفسهن “محتجزات في قبضة الأكراد رفقة أطفالهن”.

قدر قاس

وتحكي أمينة في حديثها ل”صوت المغرب” عن معاناتها رفقة أخريات في مخيم الهول بالشمال السوري قائلة “إنهم جميعا ينظرون إلى أطفالنا كأنهم قنابل موقوتة ويعاملونهم على ذلك الأساس.. لا أحد يرى براءتهم ولا أحد ينظر إلى الطفولة في أعينهم” وتسترسل بنبرة يشوبها ندم أقرب للحسرة ” في النهاية لا ذنب لهؤلاء الأطفال في اختيارات آبائهم”.

وتتابع أمينة “نحن النساء أيضا لا ذنب لنا، نحن أيضا ضحايا اختيارات أزواجنا” وتتحدث أمينة عن حالتها الخاصة مشيرة إلى أنها لم يكن لديها “لا حنين لا رحيم” حينما قرر زوجها الالتحاق بالتنظيم ولذلك لم يكن أمامها خيار آخر سوى اللحاق به حيثما كان ذاهبا.

ولم تكن تعلم وهي تقدم على خطوة الالتحاق بزوجها في سوريا، أن “قدرا قاسيا” ينتظرها في المخيمات رفقة أطفالها الاثنين، واللذين تقول عنهما إنها “تعيش الرعب في كل مرة تقتحم فيها قوات سوريا الديموقراطية المخيم من أجل التفتيش، مخافة أن يقتادوهما إلى المراكز التي لا أحد يدري عنها شيئا”.

رسائل لا تصل

وقالت أمينة إنها وباقي النساء المغربيات اللواتي يقبعن في هذا المخيم “حاولن بكل الطرق الممكنة إيصال أصواتهن الداعية إلى إنقاذ مستقبل هؤلاء الأطفال” وتتابع أنهن “طرقن جميع الأبواب الممكنة وكتبن مراسلات للديوان الملكي دون أي نتيجة”.

وشددت على أن التعامل الرسمي مع هذا الملف “يكاد لا يتململ من مكانه” مشيرة إلى أن قوات سوريا الديمقراطية تطالب الدول المعنية باستعادة رعاياها من “أفراد التنظيم الموجودين في المخيمات، خصوصا في مخيم الهول الذي يصفونه بالقنبلة الموقوتة”.

وفي وقت سابق أفادت مصادر من داخل تنسيقية عائلات المغاربة المحتجزين بسوريا والعراق، بأنه وبالرغم من النداءات المتكررة التي يطلقونها، إلا أنه على المستوى الرسمي “لا يوجد هنالك تحرك حقيقي” مرجعة ذلك إلى كون “المغرب لا يعترف بهذه الإدارة الذاتية الكردية”.

وتقول ذات المصادر أنه بسبب هذا الرفض تتعرض الكثير من العائلات المغربية هناك “لضغوط خطيرة”، مشيرة إلى وجود “عدد من المغاربة المسجونين في سجون غير معروفة حتى اللحظة” لافتة إلى أن “المنظمة الوحيدة التي كان يسمح لها بزيارة هذه السجون وهي منظمة الصليب الأحمر، وقد منعت هي الأخرى من ذلك منذ سنة 2021”.

أصوات مكتومة

“أصواتنا مكتومة بينما نحن معلقات ننتظر حدوث معجزة” هكذا عبرت أمينة عن أوضاع هؤلاء النساء المغربيات اللواتي يرغبن “على الأقل في أن يعود أطفالهن إلى البلاد”.

وتابعت أن “جميع وسائل الإعلام التي تدخل المخيم، تأني بفكرة مسبقة هي أننا معقل محتمل للإرهاب” وبهذه القناعة تخرج أيضا دون أن تنقل واقعنا فعلا وأضافت أن “هؤلاء النساء يحرصن بأنفسهن على تعليم أولادهن حتى لا يرتكبوا نفس الأخطاء القاتلة التي ارتكبها آباؤهم”.

وتشير أمينة إلى أن نفس هذه الأفكار “يحملها عنا المغاربة.. لا أحد يهتم لسماع صرخاتنا لأنهم يعتبرون أن خروجنا من المغرب كان اختيارا، وعلينا أن نتحمل عواقبه” مسترسلة “حتى أن مطالب إجلائنا أو حتى إجلاء أطفالنا تقابل من طرف الأغلبية بالرفض تحت ذريعة أنه فتح للأبواب على الإرهاب”.

والحال حسب أمينة “أنهن يواجهن الموت والفقد كل يوم في أوضاع إنسانية كارثية” معتبرة أن “هؤلاء الأطفال يستحقون فرصة أخرى وألا يعاقبوا يهذه الطريقة على أخطاء لم يرتكبوها”.

الاقتياد نحو المجهول

وتخشى أمينة منذ أن بلغ ابنها الأكبر 13 سنة، أن تقتاده قوات سوريا الديمقراطية، إلى المراكز حيث قالت إن “العساكر تقوم من حين لآخر بحملات تمشيطية للمخيم تنتهي في غالب الأحيان باعتقال النساء أو الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم 13 سنة.

وتابعت أنهم يقتادون هؤلاء الأطفال إلى أماكن “لا أحد يعرف عنها شيئا ولا ماذا بعدها.. لا تعرف الأمهات هل سترى مجددا أبناءها أم أنها ستكمل ما تبقى من حياتها في انتظارهم”.

وتحدثت أمينة عن الطفل الذي أصابته رصاصات “قسد” والتي سببت له جروحا بليغة وعاهة قد تكون مستدامة قائلا: “حتى حالة هذه الطفل المأساوية لن تسلم من الاعتقال” مشيرة إلى أن القوات أخبرت والدته أنهم عائدون إليه فور ما يتماثل للشفاء.

بين سوريا والعراق

وتوجد 97 امرأة مغربية محتجزة في مخيمات بشمال سوريا وبرفقتهن 259 طفلا، بينما يبلغ عدد الرجال المقاتلين المعتقلين في سوريا نحو 130 شخصا، كما يوجد 25 طفلا مغربيا يتيما، بالإضافة إلى 10 معتقلين بالسجون العراقية، بينهم امرأتين، بحسب التنسيقية الوطنية لعائلات المغاربة العالقين والمعتقلين بسوريا والعراق.

وآخر عملية استعادة لمغاربة هذه المنطقة الساخنة من العالم، كانت شهر أكتوبر الماضي، عندما أشرفت السلطات المغربية على إعادة طفلة من أم مغربية إلى المملكة بعدما رأت النور في السجون العراقية التي كانت تقبع بهل والدتها لتقضي هنالك السنوات السبع الأولى من حياتها، قبل أن تنجح جهود إعادتها إلى المغرب.