المغرب يضع عينه على الاستثمارات الإسبانية في السنوات الست المقبلة
دعا الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، محسن الجزولي إلى تكثيف الاستثمارات الإسبانية في المغرب خلال ست سنوات القادمة التي ستسبق تنظيم كأس العالم 2030.
وقال الجزولي في مقابلة مع وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي” نشرتها اليوم الأحد 4 فبراير 2024 : “أمامنا ست سنوات لتكثيف علاقاتنا الاقتصادية والعمل معا بهدف تعزيز التعاون في مجال البنية التحتية التي ستخدم بلدينا لاستقبال المشجعين من جميع أنحاء العالم”.
وكان الجزولي قد سافر إلى إسبانيا على رأس وفد يضم على الخصوص الوكالة المغربية لتنمية الاستثمار والصادرات، والاتحاد العام لمقاولات المغرب لاستعراض فرص الاستثمار في المغرب على رجال الأعمال الإسبان.
شركات سكك الحديدية الإسبانية
وتضمن جدول أعمال الوزير زيارة إلى مصنع تابع لشركة السكك الحديدية الإسبانية التابعة لشركة “ألستوم” الفرنسية، والشركة الإسبانية “تالغو”، حيث تتنافس الشركتان إلى جانب شركات أخرى من أجل الفوز بعقود المناقصات الخاصة بمشاريع القطارات فائقة السرعة بالمغرب.
في هذا الصدد أكد الجزولي أن الرحلة كانت “فرصة لرؤية الدور الذي يمكن أن تلعبه الشركات الإسبانية” في تطوير صناعة السكك الحديدية المغربية، مشيرا إلى أنها “موضع ترحيب كبير”.
وأضاف أن عمليات المناقصة التي أطلقتها المكتب الوطني للسكك الحديدية “ONCF”، تهدف إلى “تمديد الخط فائق السرعة الحالي إلى مراكش، وتجديد أسطول القطارات وإنشاء نظام بيئي للسكك الحديدية بمنتجات مصنوعة في المغرب”.
وسيتعين على الشركات التي ستحصل على العقد إنشاء مصنع في المغرب لبناء هذه الوحدات باستخدام العمالة المحلية.
إمكانيات غير مستغلة
وذكر الجزولي أن إسبانيا أصبحت خلال العقد الماضي العميل والمورد الأول للمغرب بمبادلات تجارية بلغت 22 مليار أورو في سنة 2023، بعد أن تجاوزت فرنسا.
وأكد أن هذه التبادلات “ارتفعت بنسبة 40% في أقل من عامين”، تزامنا مع تغير موقف مدريد لصالح المغرب اتجاه قضية الصحراء المغربية، مشيرا إلى أن “هذا الزخم واضح بالفعل على المستوى التجاري”، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين تشهد حاليا “كثافة لم يسبق لها مثيل”.
في المقابل أوضح المسؤول الحكومي أنه على مستوى الاستثمارات رغم وجود تطور قوي في هذا المجال، إلا أن الإمكانيات تزال أكبر من ذلك بالنظر إلى العلاقات الدبلوماسية الجيدة.
دعم لشركات إسبانية
ولتعزيز الاستثمار الخاص، كان المغرب قد وافق في عام 2023 على الميثاق الجديد للإستثمار، حيث تم إطلاق 82 مشروعًا بموجبه، بإجمالي استثمارات بلغت 115 مليار درهم (ما يناهز 10.5 مليار يورو)، حسب تصريحات الوزير.
وأضاف أن 32 مليار درهم (حوالي 2.9 مليار يورو) منها توجهت نحو الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مشيرا إل أن ثلاثة مشاريع إسبانية استفادت من هذه المبادرة، بما في ذلك مشروع في قطاع الزراعة والغذاء في العرائش، وآخر في مجال التعبئة في إينزجان، ومشروع كيميائي في الدار البيضاء.
وفي ذات السياق أكد أن عدد الشركات الإسبانية التي ستستفيد من الميثاق في الزيادة سيستمر في الارتفاع خلال الأشهر القادم.