story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
رياضة |

رياضة الفقراء التي تصنع الثراء

ص ص

يقال عنها إنها رياضة الفقراء، بينما أبطالها ليسوا مجرد مشاهير ونجوم رياضيين فقط؛ بل أثرياء من الطينة التي تدخل سنويا قوائم الترتيب العالمي للأغنياء وحائزي أكبر الثروات وأعلى المداخيل، إذ لا تجد المنصات المتخصصة في تعقب أخبار الأغنياء، صعوبة كبيرة في إيجاد مائة مليونير تدخلهم سباق الثروة كل عام. لكن المفارقة أن أغلب هؤلاء انطلق في مسار حياته فقيرا معدما ومنحدرا من أكثر الأحياء والفئات الاجتماعية تهميشا.

ففي عصر العولمة وهيمنة الفكر الرأسمالي بما يعنيه من احتكار للثروات واستئثار فئات قليلة من الناس بوسائل تحقيق الغنى المادي، بقيت لعبة كرة القدم قناة يتمكن من خلالها أبناء الفقراء المنحدرين من أوساط شعبية أو مهمشة، من ولوج نادي الأغنياء من خلال مواهبهم وتداريبهم الشاقة وما يظهرونه من قدرات خاصة تستقطب اهتمام الشركات الكبرى والأندية الغنية.

فلعبة كرة القدم لم تعد مجرد رياضة هدفها تمرين الجسد والحفاظ على صحته، ولا مجرد مطية للتسلية وتزجية الوقت، بل أصبحت وفي جميع أنحاء العالم، مصعدا حقيقيا للترقي الاجتماعي، يركبه أبناء الفقراء والمهمشين أملا في تحقيق قفزة اجتماعية لا يمكن بلوغها بالطرق الأخرى. بل إن الانتساب إلى ناد رياضي، حتى في الدول الغنية والمتقدمة، بات مرادفا لفتح نافدة الامل على المستقبل، ومبعثا للفخر إذا كان الأمر يتعلق بناد عريق وله صيت واسع.

وتحفز الخصائص السوسيو-اقتصادية للمغرب على الرهان أكثر على الرياضة، وخاصة كرة القدم، كرافعة للتنمية الاجتماعية والنمو الاقتصادي. النسبة الهامة للشباب في التركيبة الديمغرافية للمغرب، وضعف نسب النجاح في المسار الدراسي المؤدي إلى الشغل والإنتاج، ووجود مظاهر كبيرة للهشاشة والخصاص، كلها عوامل تدعم هذا الخيار.

يقول باسكال بونيفاس، أحد أبرز الخبراء الفرنسيين في التحليل الاستراتيجي، في أحد كتبه حول الأدوار الجيو سياسية للرياضة، إن هذه الأخيرة تُكسب القوة التعاطف والشعبية، عكس القوة العسكرية التي تجلب الخوف بل ويمكن أن تؤدي إلى الرفض.

ويعتبر هذا التعبير من بين أفضل الشروحات المتوفرة لفهم الفرق بين القوة الناعمة كواحدة من وسائل العمل الدبلوماسي المعاصر، والقوة “الخشنة” التي تعتمد أساسا على الاقتصاد والقوة العسكرية.