story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
تكنولوجيا |

كرة القدم من لعبة إلى سياسة

ص ص

كرة القدم اليوم هي الرياضة الأكثر شعبية والأسهل ولوجا بين جميع الرياضات في العالم، وهو ما يجعلها في كثير من بدول العالم، أداة أساسية في تدبير العيش المشترك وتأطير المجتمعات. وهي اليوم الرياضة الأكثر شعبية في العالم، والأقل كلفة أيضا.

فكل ما يحتاجه المرء هو كرة قابلة للتدحرج والارتداد ومكان منبسط، سواء كان ملعبا مهيأ لهذه الغاية أو قارعة طريق أو ساحة عمومية أو مكان مترب… لتكون الظروف صالحة للعب والفرجة.

وقد أطلق الاتحاد الدولي لكرة القدم منذ منتصف السبعينيات، سياسة لتحويل هذه الرياضة إلى صناعة قائمة الذات، من خلال تعبئة تمويلات ضخمة وشحن اللعبة بمنظومة قيمية جذابة تعلي من شأن التنافس الشريف والمساواة ونبذ العنصرية والتمييز، فباتت أداة تدبير تكاد تقوم مقام السياسات الحكومية في بعض البلدان، فيما تحول الاتحاد الدولي للعبة، فيفا، إلى منظمة تضاهي قوة ونفوذ منظمة الأمم المتحدة. يكفي أن الـ”فيفا” تدبّر أكثر من 210 منتخب وطني، في الوقت الذي لا تضم منظمة الأمم المتحدة سوى 193 دولة.

لم تكن لعبة كرة القدم يوما بعيدة عن السياسة وحساباتها، فقد راهن تعليها كثير من القادة السياسيين المستبدين لتحقيق الإجماع وتعبئة الجمهور من حولهم، كما كان الحال مع موسوليني في إيطاليا، كما كانت أندية كرة القدم أول ما بدأ به هتلر في حربه المبكرة ضد النخب اليهودية في مواقع القيادة والتسيير.

وفيما حاول الاتحاد السوفياتي طويلا البقاء خارج دائرة الاتحاد الدولي لكرة القدم، باعتباره منظمة بورجوازية مستخفة بالشعوب، فإن اللعبة تحولت إلى رياضة شعبية، وباتت مباريات نادي “سبارتاك موسكو” العمالي ضد فريق “دينامو موسكو” المقرب من الشرطة السياسية السوفياتية، من اهم لحظات الفرجة والتعبئة الشعبيين، ليلتحق الاتحاد السوفياتي أخيرا بالـ”فيفا” بعد الحرب العالمية الثانية.

وسواء اعتبرت رياضة البورجوازيين المالكين للأندية ومعها رقاب اللاعبين والجمهور، او نظر إليها كرياضة شعبية تحمل كبرياء وغضب الجماهير، فإن اللعبة تعرضت للتوظيف والاستغلال من جميع الأطراف.

وقد أبانت الحرب الروسية الأوكرانية عن الارتباط الكبير بين حقلي السياسة والكرة، بل وتأثيراتهما المتبادلة. ويكفي أن المنتخبات والأندية الروسية كانت اول من استهدفته عقوبات المنظمات الخاضعة للسيطرة الغربية.