story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

قاض مغربي ضمن هيئة دولية لمحاكمة إسرائيل

ص ص

تستعد محكمة العدل الدولية في 11 و12 من يناير الجاري، لبدء أولى جلسات النظر في الدعوى المقدمة من دولة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، والتي تتهمها فيها بارتكاب جريمة “إبادة جماعية” ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر، وذلك في خضم سياق فشل المحاولات الدبلوماسية الدولية لوقف نزيف دم الفلسطينيين، الذي لم يتوقف منذ السابع من شهر أكتوبر من العام المنصرم، وأسفر حتى الآن عن استشهاد أكثر من 22 ألف فلسطيني.

وقدمت يوم 29 دجنبر الماضي، دولة جنوب أفريقيا لأول مرة دعوى قضائية ضد إسرائيل مكونة من 84 صفحة، إلى محكمة العدل الدولية.

وتتألف هيئة محكمة العدل الدولية من 15 قاضيا (سيضاف إليها قاض واحد من كل طرف في قضية إسرائيل وجنوب أفريقيا)، من بينهم القاضي المغربي محمد بنونة، الذي التحق بمحكمة العدل الدولية في سنة 2006.

وكان بنونة قد عمل قاض خاص في محكمة العدل الدولية في قضية تتعلق بنزاع حدودي (بنين-النيجر) بين عامي 2002 و2005، كما شغل منصب قاض في المحكمة الجنائية الدولية لشؤون المرأة بيوغوسلافيا السابقة، وشغل منصبا بمحكمة العدل الدولية بين عامي 1998 و2001، بالإضافة إلى عمله مديرا عاما لمعهد العالم العربي بالعاصمة الفرنسية باريس بين الفترة الـ1991 و1998.

تاريخ من “الأبارتايد”.. هو الدافع

بالنسبة للأسباب التي يعزى إليها رفع دولة جنوب أفريقيا هذه الدعوى ضد إسرائيل، يرى المحامي وأستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري عبد العزيز النويضي في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” أن “دولة جنوب أفريقيا عانت من الأبارتايد (نظام سياسي في جنوب أفريقيا فرض التفرقة العرقية والهيمنة والقمع بوضوح من جانب فئة عرقية على فئة أخرى).

وأوضح النويضي أن هذا التاريخ “كون لدى جنوب إفريقيا تعطافا كبيرا وفي محله مع فلسطين، ولا يخفي تاريخ رؤساء جنوب أفريقيا اصطفاف رئيسها الأسبق نيلسون مانديلا إلى جانب مناصري القضية الفلسطينية”.

تعرض على محكمة العدل الدولية، بناءً على طلب أي من الأطراف المتنازعة، النزاعات التي تنشأ بين الأطراف المتعاقدة بشأن تفسير أو تطبيق أو تنفيذ هذه الاتفاقية، بما في ذلك النزاعات المتصلة بمسؤولية دولة ما عن إبادة جماعية أو عن أي من الأفعال الأخرى المذكورة في المادة الثالثة.

المادة التاسعة من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها

ويأتي رفع هذه الدعوى حسب النويضي “بناء على ما تنص عليه بنود اتفاقية منع الإبادة الجماعية، التي أحدثت سنة 1948، ووقعت عليها عدد من الدول بما فيها المغرب، حيث تلزم أطرافها على الوقاية من هذه الجريمة” موضحا أن “دعوة جنوب أفريقيا مرفوقة بطلب يتعلق بتدابير تحفظية من محكمة العدل الدولية، الملزمة لإسرائيل بوقف عدوانها على القطاع المحاصر”.

التدابير التحفظية هي إجراءات يتخذها القضاء لحماية أموال أو لصون حقوق، وذلك خشية أن يؤدي الزمن الطويل الذي يستغرقه حسم النزاع أمام القضاء بحكم مبرم، إلى تعرض الحقوق التي سيحكم بها للضياع أو الانتقاص.

دعوات تحريك القانون الدولي لنصرة القضية الفلسطينية على حساب إسرائيل، ليست جديدة بتاتا، حيث كانت محكمة العدل الدولية قد أصدرت قرارا يتعلق برأي استشاري يرجع إلى سنة 2004، حول الجدار الذي بنته إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بناء على طلب من الجمعية العامة، “هذا القرار أبان على حقوق الفلسطينيين والتزامات المجتمع الدولي أمام قرارات القانون الدولي” حسب ما أوضحه المحامي.

فرص نجاح الدعوى؟

يتزايد الضغط الدولي على إسرائيل لوقف العدوان على قطاع غزة المحاصر، وفي هذا الصدد يعتبر النويضي أن إسرائيل “ملزمة بقبول الامتثال أمام محكمة العدل الدولية، لكونها طرف في الاتفاقية”، لافتا إلى أن الحكم الذي سيصدر، غالبا ما سيعتبر الجرائم التي ارتكبت، هي “جرائم إبادة تتم وتمت في السابق”، ما يمكنه أن يحد من تمادي الدول الغربية في تأييدها للعدوان الإسرائيلي والسياسات الإسرائيلية، خاصة في قطاع غزة والضفة الغربية.

“إذا ما وجدت محكمة العدل الدولية مبررا يعتبر أن ما يقع في فلسطين “إبادة جماعية” سيمهد هذا لتطورات أخرى لدى محكمة الجنايات الدولية”.

عبد العزيز النويضي

وفي حديث النويضي لـ”صوت المغرب”عن تطور ملف هذه الدعوى القضائية أمام محكمة الجنايات الدولية لصلاحياتها الواسعة وقرارات ذات الفعالية، يقول النويضي إن “هذا المستوى من القانون الدولي، يحاكم الأفراد ولا الدول”، مستحضرا في هذا الصدد قيام الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن إلى جانب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بعدة زيارات لمجلس وزراء الحرب الإسرائيلي “ما يظهر مشاركة صريحة في الإبادة الجماعية”، مشيرا إلى أن بايدن “كان همه الوحيد هو استرجاع الأسرى الإسرائيليين”.

إسرائيل وحشد الضغط الدولي

وقال موقع “أكسيوس” إن وزارة الخارجية الإسرائيلية قد أرسلت برقيات عاجلة إلى سفاراتها لحشد ضغط دولي ضد الدعوة القضائية التي رفعتها ضدها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، والتي اتهمتها فيها بـ”الإبادة الجماعية في قطاع غزة”.

ووفق المعطيات ذاتها، تسعى إسرائيل إلى حشد ضغط دولي كبير لإحباط هذه الدعوى القضائية لتجنب قرار مؤقت من المحكمة بوقف القتال فورا.

“حملة إسرائيل مآلها الفشل، وستسبب إحراجا كبيرا للولايات المتحدة”

عبد العزيز النويضي