story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

العلاقات المغربية الإماراتية.. صمود بوجه منعطفات حادة

ص ص

وقع المغرب حزمة من الاتفاقيات الاقتصادية مع الإمارات أمس الإثنين، تحت أنظار الملك محمد السادس والرئيس محمد بن زايد آل نهيان، بما يشمل جل المشاريع الاستراتيجية للمغرب في السنوات العشر المقبلة، في حدث اقتصادي مهم يتوج علاقات تاريخية صمدت في منعطفات حادة.

سيرة البدايات

ترجع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والإمارات إلى سنة 1972 في عهدي الراحلين الملك الحسن الثاني والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث كان المغرب من أوائل الدول التي دعمت قيام اتحاد دولة الإمارات العربية، ومنذ ذلك الحين شهدت العلاقات تطورا متزايدا في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والإعلامية والقضائية والعلمية والسياحية والثقافية.

في سنة 1985 انتقل التعاون إلى أشكال مؤسسة بشكل أكبر، حيث تم استحداث لجنة مغربية-إماراتية مشتركة، عقدت أولى دوراتها في عام 1988.

وفي عهد محمد السادس بدأ التعاون يأخذ أشكال اقتصادية، حيث وقعت حزمة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في سنة 2015، بحضور الملك محمد السادس وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، بلغ عددها حوالي إحدى وعشرين اتفاقية ومذكرة، شملت مجالات كثيرة.

الحميمية التي تميز العلاقات بين قائدي البلدين، تفسر بما تقاسماه معا عندما كان الرئيس الحالي وليا للعهد وعاش في المغرب، حيث درس بالمدرسة المولوية في المغرب في سبعينات القرن الماضي، وكان أصغر مشارك في المسيرة الخضراء سنة 1975.

الأمن والدين

في مقابل الاستفادة المغربية من الاستثمارات الإماراتية، اعتمدت دولة الإمارات بشكل كبير على خبرة الأجهزة الأمنية والعسكرية المغربية لترسيخ استقرارها في فترة ما بعد الاستقلال.

وصادق المغرب على عدد من اتفاقيات التعاون العسكري والأمني والاستخباراتي مع الإمارات، لتوسيع التعاون في مجالات السياسات الأمنية والدفاع وإقامة دراسات وأبحاث في الصناعات العسكرية، بالإضافة إلى تبادل الخبرات العسكرية وإقامة الدورات العسكرية والتدريبات والتمارين المشتركة.

وتعول الإمارات مثل عدد من دول الخليج العربي على المغرب بشكل كبير فيما يخص التصدي للتمدد الشيعي في المنطقة، بالإضافة لحاجتها الملحة للجيش المغربي بخبرته الطويلة وتمرسه للدفاع عن سيادتها وأمنها القومي، وهو ما ظهر من خلال مشاركة المغرب في التحالف ضد الحوثيين في اليمن والحرب ضد تنظيم داعش، إلى جانب تبادل المعلومات الاستخباراتية.

الثورات والإسلاميين

على الرغم من العلاقات الثنائية الضاربة في جذور التاريخ، إلا أن السنوات الأخيرة عرفت فتورا أخذ منحى متصاعد في لحظات معينة.

وبدأ الخلاف بين البلدين منذ سنة 2011 مع انطلاق الربيع العربي عندما قرر الملك محمد السادس التعامل مع مطالب المحتجين من خلال الحوار والقيام ببعض الإصلاحات الدستورية المهمة، في الوقت الذي اتبعت الإمارات اتبعت مسارا مضادا، وأشارت تقارير إلى أن الإمارات تدخلت في المغرب محاولة تقويض حزب العدالة والتنمية.

تعمقت الأزمة في 2017، عندما رفض المغرب الاصطفاف مع الإمارات وما عرف بـ”دول الحصار” في الأزمة الخليجية مع قطر،عندما اختار المغرب الحياد، وعرض القيام بوساطة بين أطرافها، وأرسلت الرباط طائرة محملة بمواد غذائية إلى قطر، وزار الملك قطر والتقى بأميرها.

الخلافات السياسية بين البلدين تعددت، وكان آخرها ما عرف باتفايقية أبراهام، عندما حاولت الإمارات دفع المغرب للتطبيع ضمن الموجة الخليجية، غير أن المغرب اختار “استعادة العلاقات” بإيقاعه وبشروطه خارج “اتفاقيات أبراهام” الخليجية.