أسود الأطلس يبحثون عن المجد العربي بعد 13 عاما من تتويج يتيم
يدخل المنتخب الوطني الرديف غمار بطولة كأس العرب 2025 لكرة القدم في قطر بطموحات كبيرة لتأكيد حضوره العربي والعالمي، مستندًا إلى لقب وحيد في منافسات البطولة العربية منذ انطلاقها.
ورغم قلّة المشاركات المغربية مقارنة بعدد من المنتخبات العربية، فإن أسود الأطلس تركوا بصمتهم واضحة في كل المناسبات التي ظهروا فيها بالبطولة العربية.
تأخر المنتخب المغربي لسنوات في الانتظام بالمشاركة الفعلية في “مونديال العرب”، لأسباب ارتبطت بالرزنامة والتوقيتات التي كانت تُحدَّد لإقامة البطولة، والتي انطلقت لأول مرة في لبنان سنة 1963.
وسجّل المغرب ظهوره الأول في كأس العرب عام 1998 في نسختها السابعة التي استضافتها قطر، مشاركًا حينها بالمنتخب الأولمبي الذي سيتأهل لاحقًا إلى أولمبياد سيدني 2000.
وبفوزه على المنتخب الإماراتي الأول آنذاك بهدف حميد ترمينة، وخسارته أمام السودان بهدفين لواحد، حلّ المنتخب المغربي في المركز الثاني ضمن المجموعة الثالثة، وتخلّف عن المرور إلى نصف النهائي بفارق الأهداف خلف الإمارات.
وتواصل حضور المنتخب المغربي في النسخة الثامنة التي أقيمت في الكويت سنة 2002، إذ شارك هذه المرة بنجوم البطولة الوطنية. واستهلّ الأسود مشوارهم بتعادل إيجابي أمام المنتخب الكويتي صاحب الأرض والجمهور بهدف لمثله، سجّله بوشعيب لمباركي.
وبالنتيجة ذاتها تعادل المنتخب المغربي أمام نظيره الأردني عبر يزيد قيسي، قبل أن يفوز على المنتخب الفلسطيني بثلاثة أهداف مقابل هدف، حملت توقيع كل من محمد أرمومن وسعيد خرازي. غير أنه خسر في الجولة الرابعة من دور المجموعات بهدف دون رد أمام السودان.
وأنهى الأسود مشاركتهم الثانية في البطولة العربية بالخروج من نصف النهائي، عقب الخسارة أمام المنتخب السعودي بهدفين سجلهما محمد الواكد وطلال مشعل.
وبعد توقف طويل، عادت البطولة في نسختها التاسعة عام 2012 في السعودية. وقدم المنتخب المغربي خلالها عروضًا قوية ومباريات مثيرة، قبل أن يتوج باللقب تحت قيادة المدرب البلجيكي إيريك غيريتس، إثر فوزه في النهائي على المنتخب الليبي بركلات الترجيح.
وفي بطولة كأس العرب 2021 التي نُظمت تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في قطر، شارك المغرب بمنتخب يضم لاعبي البطولة المحلية ولاعبي الدوريات العربية تحت قيادة المدرب الحسين عموتة.
وفرض الأسود أنفسهم في الدور الأول محققين العلامة الكاملة دون استقبال أي هدف، قبل أن يودعوا المنافسة من دور ربع النهائي أمام الجزائر بركلات الترجيح، في واحدة من أقوى مباريات البطولة.
ورغم الإقصاء، قدّم المنتخب المغربي مستويات قوية وأعاد تأكيد قدرته على المنافسة في مختلف البطولات الإقليمية.
وتأتي مشاركة المغرب في كأس العرب 2025 في سياق جديد تمامًا، تزامنًا مع الإنجازات التاريخية للمنتخب الأول، وعلى رأسها بلوغ نصف نهائي كأس العالم قطر 2022، وتتويج المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة بلقب كأس العالم قبل سهرين، فضلا عن بروز جيل جديد من اللاعبين المحترفين والمحليين.
وتُعدّ مواجهة جزر القمر في افتتاح البطولة فرصة لبدء المشوار بثبات، وبناء زخم يعزّز تطلعات الجماهير المغربية للعودة إلى منصة التتويج العربي بعد 13 عامًا على تحقيق اللقب الأول.