حسن عبد الخالق: على النظام الجزائري أن يغلب منطق الحكمة ويستوعب دلالات القرار الأممي
طالب السفير المغربي السابق لدى الجزائر حسن عبد الخالق النظام الجزائري بتغليب جانب الحكمة والتعقل، بعد القرار الأممي الأخير حول الصحراء المغربية، والذي دعم مبادرة الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية باعتبارها الحل الواقعي والنهائي للنزاع الإقليمي المفتعل.
وأوضح عبد الخالق، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، يوم السبت 01 نونبر 2025 ، أن خمسين سنة من العداء ومحاولات التشويش على وحدة المغرب الترابية أثبتت فشل المقاربة الجزائرية، مشيرا إلى أن “القرار 2797 الذي صادق عليه مجلس الأمن الدولي، ينتمي إلى صلب الشرعية الدولية، التي لا تتجزأ ولا يمكن تأويلها وفق حسابات سياسية ضيقة”.
وأكد الدبلوماسي المغربي أن القرار الأممي الأخير يعكس تحولا نوعيا في مقاربة المنتظم الدولي لقضية الصحراء المغربية، إذ يعتبر الحكم الذاتي صيغة عملية لتقرير المصير في إطار السيادة الوطنية، انسجاما مع قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، خصوصا القرارات 1514 و1541 و2625 و التي تؤسس لحق الشعوب في تدبير شؤونها بحرية وديمقراطية.
وأوضح أن “مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 تنص بوضوح على أن نظام الحكم الذاتي بالصحراء سيكون موضوع تفاوض، ويُطرح على السكان المعنيين في استفتاء حر، وهو ما يجسد الممارسة الفعلية لحق تقرير المصير ضمن الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة”.
واعتبر عبد الخالق أن النظام الجزائري مطالب اليوم بقراءة دقيقة لمضامين القرار، وأن يدرك أن المجتمع الدولي حسم موقفه لصالح الحل المغربي، بعدما تبين أن خيار الانفصال لم يعد يحظى بأي دعم مؤثر.
وأضاف المتحدث أن “الجزائر اليوم أمام اختبار سياسي وأخلاقي”، لافتا إلى أن الانخراط في تنفيذ القرار الأممي سيكون المدخل الواقعي لإنهاء النزاع المفتعل وفتح صفحة جديدة من التعاون المغاربي.
وخلص السفير السابق إلى أن هذا التحول الكبير فب ملف الوحدة الترابية للمملكة، هو ثمرة “الدبلوماسية الهادئة والفعالة التي يقودها الملك محمد السادس”، والتي ترتكز على ترسيخ منطق الشراكة والتعاون الإقليمي والدولي، مؤكدا أن “الوقت حان لكي يدرك أشقاؤنا في الجزائر أن الحل في متناول اليد، وأن المغرب ماض في مسار السلم والبناء المشترك”.
*أكرم القصطلني.. صحافي متدرب