story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
حكومة |

“تدرّج”.. رهان حكومي لتعميم التكوين المهني لفائدة 100 ألف شاب

ص ص

أعطت وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، يوم الاثنين 27 أكتوبر 2025 بالرباط، الانطلاقة الرسمية للبرنامج الحكومي الجديد «تدرّج»، الذي يهدف إلى تعميم التكوين بالتدرج المهني وتوسيع فرص الإدماج الاقتصادي لفائدة 100 ألف شاب غير حاصلين على شهادات.

ماهو برنامج فرصة؟

يعد برنامج «تدرّج» أحد البرامج الحكومية “الرامية إلى تنفيذ التوجيهات الملكية المتعلقة بدعم تشغيل الشباب وتعزيز إدماجهم المهني، بحيث يشكل البرنامج نقلة نوعية في منظومة التكوين المهني بالمغرب”، حسب بلاغ للوزارة.

وجاء إطلاق هذا البرنامج بعد دراسة المعطيات المرتبطة بالبطالة، التي تُقدّر بحوالي مليون وستمائة ألف شاب عاطل عن العمل، 900 ألف منهم لا يتوفرون على أي شهادة أو دبلوم، “وهو ما أبرز الحاجة إلى إحداث برنامج جديد قادر على استيعاب هذه الفئة التي لا تشملها برامج التكوين التقليدية”.

وفي السياق، أشار يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، إلى أن برنامج التدرج المهني، في صيغته السابقة، “كان يستوعب فقط 9 آلاف متدرج سنويًا، في حين أن عدد العاطلين من الفئة المستهدفة يصل إلى 900 ألف شاب، مما يعني أننا كنا سنحتاج إلى قرنٍ كامل لاستيعابهم جميعًا”، ومن هنا، يضيف الوزير، “جاء القرار بتوسيع نطاق البرنامج والانتقال من 9 آلاف إلى 100 ألف مستفيد”.

وتمت الانطلاقة الفعلية للبرنامج، في قطاع الصناعة التقليدية، الذي يضم حوالي 30 ألف مستفيد، بحيث يشمل البرنامج في المجمل 200 مهنة، منها 80 مهنة خاصة بالصناعة التقليدية، إضافة إلى مجالات أخرى في قطاعات الشباب، المرأة والتضامن، الفلاحة، الصيد البحري وغيرها.

وأوضح الوزير، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، أن “الحكومة خصصت مبلع 5000 درهم لكل مركز تكوين لتوفير المعدات البيداغوجية الضرورية، بدل 4000 درهم سابقًا، كما ارتفعت الميزانية الإجمالية للبرنامج إلى 800 مليون درهم”.

كيفية تنزيل المشروع

ولضمان نجاح المشروع، “يعتمد البرنامج على مقاربة تشاركية مع المقاولات، إذ يتم التكوين بنسبة 20% داخل مراكز التكوين و80% داخل المقاولات، التي تلتزم بدورها بتقديم منحة مالية رمزية للمتدرجين، إضافة إلى تحمل مصاريف الإطعام والتنقل” يؤكد السكوري.

ويضيف المسؤول الحكومي أن “قطاع الصناعة التقليدية يضم ضمن شبكة التكوين بالتدرج المهني 67 مركزًا للتكوين وأكثر من 100 ملحقة، تستقبل ما يقارب 30 ألف متدرّب ومتدرّبة خلال الموسم التكويني 2025-2026 عبر مختلف جهات المملكة”.

وتُعتبر هذه البنيات، حسب البلاغ، إحدى الركائز الأساسية لبرنامج «تدرّج»، بحيث تتيح تنسيق الجهود بين المقاولات والحرفيين ومراكز التكوين لتحديد المهن ذات الأولوية وفق خصوصيات كل جهة، وتوسيع قاعدة المستفيدين تدريجياً على الصعيد الوطني.

أما بخصوص الفئات المستهدفة، أشار بلاغ الوزارة إلى أن البرنامج مفتوح أمام الشباب الذين يستطيعون القراءة والكتابة، أو لديهم مستوى السابع أو الثامن إعدادي، أو شهادة السلك الإعدادي، أو مستوى البكالوريا دون الحصول عليها، “بحيث أن كل فئة يمكنها اختيار المهنة المناسبة من بين المهن الـ200 التي يغطيها البرنامج”.

كيف يمكن الاستفادة من البرنامج؟

ستتم عملية التسجيل في برنامج «تدرّج» بشكل مباشر عبر مراكز التكوين المهني المنتشرة بمختلف جهات المملكة، والتي سيتم تزويدها بـ موقع إلكتروني خاص لتسهيل عملية التسجيل وتتبع الملفات.

وستتولى الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (أنابيك)، بدورها مهمة التوجيه والمواكبة لفائدة الشباب الراغبين في الالتحاق بالبرنامج، من خلال مكاتبها الجهوية والإقليمية.

وحسب يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، فإن وزارته ستنظم حملات تواصلية وطنية وجهوية للتعريف بالبرنامج وبفرص التكوين التي يوفرها، وذلك عبر مختلف مراكز التكوين والشركاء المؤسساتيين، بهدف تشجيع الشباب على التسجيل والانخراط في هذا المشروع الوطني الهادف إلى تعزيز إدماجهم المهني وتحسين قابلية التشغيل لديهم.

مدة التكوين

تختلف مدة التكوين في برنامج «تدرّج» حسب طبيعة التخصص، إذ تتراوح بين 6 أشهر و9 أشهر و11 شهرًا، وقد تمتد إلى سنتين كاملتين بالنسبة لبعض المهن التقنية والحرفية التي تتطلب تكوينًا معمقًا.

ويبقى التسجيل في البرنامج مفتوحا طيلة السنة، وغير مقتصر على فترة الدخول التكويني في شهر شتنبر، وذلك لتمكين أكبر عدد ممكن من الشباب من الالتحاق بالبرنامج والاستفادة من فرص التكوين المهني المتاحة في مختلف القطاعات.

وفي السياق، ترأس وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، يونس السكوري، إلى جانب كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، لحسن السعدي، مراسيم توقيع مجموعة من الاتفاقيات التنفيذية الخاصة بالبرنامج مع القطاعات الوزارية المعنية ومختلف الهيئات المكونة في مجال التكوين المهني.

وشهدت المناسبة توقيع اتفاقيات قطاع الصناعة التقليدية، بشراكة مع كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وبمشاركة 12 غرفة جهوية للصناعة التقليدية و4 جمعيات مسيّرة لمراكز التكوين والتأهيل في مهن الصناعة التقليدية (CFQMA)، بهدف تعزيز العرض التكويني في المهن الإنتاجية والخدماتية المرتبطة بالصناعة التقليدية.