بنعبد الله: مسيرة آيت بوكماز دليل على تصاعد الاحتقان الاجتماعي الذي تتجاهله الحكومة

اعتبر نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أن المسيرة الاحتجاجية التي خاضتها ساكنة آيت بوكماز بإقليم أزيلال، على مدى يومين، تُجسّد “تعبيرًا حيًّا عن تدهور المستوى المعيشي لفئات اجتماعية واسعة، ولعدد من المناطق الترابية المهمشة”.
وأكد، في تدوينة نشرها على حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي، أن “هذه المسيرة تشكّل دليلًا إضافيًا على تصاعد مؤشرات الاحتقان الاجتماعي، الذي تُسهم فيه الحكومة التي وصفها بالمتعالية، في شخص رئيسها”، مؤكدا أن هذا ما سبق لحزبه أن “نبه إليه مرارًا، وحذر من عواقبه”.
كما اعتبر أن “هذه الوقائع تعكس الخواء السياسي والضعف التواصلي الذي تعانيه الحكومة، وتجاهلها المتكرر لمطالب المواطنين، ولنداءات القوى الحية، وعدم إنصاتها لمعطيات الواقع الاجتماعي الصعب الذي لم يعد يُطاق”.
وأوضح بنعبد الله أن “مطالب ساكنة آيت بوكماز، مثلها مثل مطالب العديد من مناطق البلاد، لا تتجاوز الحد الأدنى من الحقوق الاجتماعية، وتتعلق أساسًا بالخدمات العمومية الأساسية والبسيطة”.
وفي هذا السياق، شدد الأمين العام لحزب “الكتاب” على “ضرورة أن تتخلى الحكومة، ورئيسها والحزب الذي يقودها، عن خطاباتها المستفزة والمفرَغة من المضمون، وأن تنصت بجدية لنبض المجتمع وانتظاراته، وتفتح قنوات الحوار مع المواطنين”.
كما دعاها إلى “التحلي بالتواضع اللازم، وتحمل المسؤولية السياسية الكاملة في إيجاد حلول حقيقية وفعالة لمشاكل المواطنات والمواطنين، بدل الاكتفاء بشعارات فضفاضة من قبيل الدولة الاجتماعية، أو الادعاء بإنجازات غير مسبوقة لا يلمسها أحد في الواقع”.
وخرج سكان منطقة آيت بوكماز التابعة لإقليم أزيلال، منذ يوم الأربعاء 09 يوليوز 2025، في مسيرة احتجاجية غير مسبوقة مشيًا على الأقدام، انطلقت من قلب المنطقة في اتجاه ولاية بني ملال، مرورًا بمقر العمالة في أزيلال، وقاد المسيرة رئيس جماعة تبانت، خالد تيكوكين، بمشاركة عشرات المواطنين الغاضبين من استمرار التهميش والإقصاء.
وتركّزت مطالب الساكنة على فك العزلة عن المنطقة عبر توسيع الطريق، وتوفير شبكة الهاتف والإنترنت، وإلغاء رخص البناء في الدواوير النائية، كما طالب المحتجون بتعيين طبيب رئيسي بالمركز الصحي، وبناء ملعب لكرة القدم، وربط الدواوير بشبكة الماء، وتوفير النقل المدرسي.
وبعد وصول المحتجين إلى مقر عمالة أزيلال، الخميس 10 يوليوز 2025، استقبلهم عامل الإقليم، وتعهد بالاستجابة للمطالب في أقرب الآجال، وعلى إثر ذلك، توقفت المسيرة مؤقتًا، في انتظار تنفيذ الالتزامات وتحقيق ما تطالب به الساكنة، التي بدا أنها جرّبت كل الخيارات الأخرى دون جدوى، ولم تجد أمامها سوى الاحتجاج سيرًا على الأقدام لإيصال صوتها إلى المسؤولين.