story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

أكثر من 100 صحفي بالـ”بي بي سي” يتهمون القناة بالدعاية لإسرائيل

ص ص

وقّع 111 صحفي في هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) رسالة داخلية يعبرون فيها عن قلقهم العميق من تغطية المؤسسة للحرب الإسرائيلية على غزة، التي وصفوها بالإبادة الجماعية، حيث وُجّهت هذه الرسالة، الموقعة بأسماء مجهولة، بتاريخ 2 يوليوز إلى المدير العام للهيئة، تيم دايفي.

واتهم الصحفيون في رسالتهم الـ”BBC” بالتصرف كـ”جهاز علاقات عامة للحكومة الإسرائيلية”، من خلال قمع التغطيات النقدية المتعلقة بالعدوان على غزة، حيث رفضوا قرار الهيئة بعدم بث الفيلم الوثائقي “غزة: أطباء تحت النار”، معتبرين ذلك مثالًا صارخًا على الانحياز التحريري.

وأوضحت الرسالة أن الموقعين لا يطالبون باتخاذ موقف مؤيد للفلسطينيين، بل يدعون فقط إلى تغطية صحفية محايدة وشفافة، منتقدين إغفال قناة “BBC” لقضايا جوهرية، من بينها مبيعات الأسلحة البريطانية لإسرائيل، التي اعتبروها جزءًا من “سياسة تحريرية منحازة وموجهة”.

وربط الصحفيون هذه الانحيازات بالدور الذي يلعبه السير روبي غيب، عضو مجلس إدارة “BBC” ورئيس لجنة المعايير التحريرية، حيث أشاروا إلى صلاته بصحيفة “جويش كرونيكل” وعلاقاته القديمة بالحزب المحافظ، معتبرين أن “خلفيته هذه تتعارض مع مبدأ الحياد الإعلامي، وتجعل استمراره في منصبه غير مناسب”.

وفي هذا الإطار، سحبت “BBC” فيلمين وثائقيين عن غزة أثارا موجة انتقادات واسعة، الفيلم الأول “غزة: كيف تنجو في منطقة حرب”، رُوي بصوت طفل يُقال إنه نجل مسؤول في حماس، وقد واجه الفيلم اتهامات بعدم الشفافية، وتدخلت الحكومة البريطانية وفتحت تحقيقًا بشأنه.

أما الفيلم الثاني “غزة: أطباء تحت الهجوم”، فقد سُحب أيضًا بسبب “مخاوف تتعلق بالحياد”، غير أن المنتقدين يرون أن قرار السحب “لم يكن نابعًا من اعتبارات تحريرية، بل من ضغوط سياسية”.

وجاء في الرسالة أن قرار هيئة الإذاعة البريطانية هو دليل على أنها “مشلولة بسبب الخوف من أن يُنظر إليها على أنها منتقدة للحكومة الإسرائيلية”.

وفي الختام، كتب الموقعون: “نحن الموقعون أدناه، موظفو بي بي سي، والصحفيون المستقلون، وشخصيات من قطاع الإعلام، نشعر بقلق بالغ إزاء استمرار افتقار تقارير ‘بي بي سي’ عن إسرائيل وفلسطين للمعايير التي يتوقعها جمهورنا، نعتقد أن دور روبي جيب، سواءً في مجلس الإدارة أو كعضو في لجنة المعايير التحريرية، غير مقبول.”.

وتابعت “ندعو بي بي سي إلى تقديم خدمات أفضل لجمهورنا، والتأكيد على قيمنا المتمثلة في الحياد والصدق والتغطية الإعلامية دون خوف أو محاباة”.

ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، عرفت هيئة الإذاعة البريطانية سلسلة استقالات علنية، أبرزها استقالة مراسل “BBC” في شمال إفريقيا، باسام بونني، في أكتوبر 2023، والذي قال إنه لم يعد قادرًا على التوفيق بين ضميره وسياق التغطية الإعلامية للحرب.

وتواصلت موجة الاحتجاجات في مؤسسات إعلامية أخرى، منها القنوات الفرنسية، ففي أكتوبر 2023، استقال الصحفيان التونسيان أشواد هنشي وأماني الوسلاتي من قناة Canal+ احتجاجًا على التغطية المنحازة، وأكدا أن مهنيتهما ودعمهما للقضية الفلسطينية لا يسمحان لهما بتجاهل الحقيقة.