انفجار ضخم في ميناء بجنوب إيران يسفر عن ثمانية قتلى ومئات الجرحى

قتل ثمانية أشخاص على الأقل وأصيب 750 بجروح السبت 26 أبربل 2025، جراء انفجار ضخم هز ميناء الشهيد رجائي في جنوب إيران، حيث واصلت فرق الطوارئ مع حلول المساء، جهود إخماد النيران في أكبر المرافئ التجارية للبلاد.
ووقع الانفجار قرابة الظهر (08,30 ت غ). وبعد مضي أكثر من ساعات على الحادث، أكد التلفزيون الرسمي أن فرق الطوارئ تواجه صعوبة في إخماد النيران جراء الرياح القوية.
وأظهر بث مباشر للقناة النيران تلتهم العديد من الحاويات في الميناء القريب من مدينة بندر عباس، مركز محافظة هرمزكان المطلة على الخليج، وتحليق مروحيات ومشاركتها في جهود الاطفاء ونقل الجرحى.
كما أظهرت لقطات أضرارا كبيرة في الميناء والطرق المؤدية إليه حيث تناثر الحطام، ومسعفين ينقلون مصابين على متن حمالات إلى سيارات الإسعاف.
كما تسبب عصف الانفجار بتضرر عشرات الحاويات الحديد والشاحنات التي تفحم بعضها بشكل شبه كامل، بينما كانت أخرى تلتهمها النيران بالكامل.
وقال وزير الداخلية اسكندر مومني من مكان الحادث إنه “خلف ثمانية قتلى و750 جريحا”، موضحا أن تعزيزات من طهران ومدن أخرى ينتظر وصولها. وأضاف “نأمل إخماد الحريق في الساعات المقبلة”.
من جانبه، قال التلفزيون الرسمي الإيراني “اشتد الحريق في ميناء الشهيد رجائي، وهناك احتمال أن تمتد النيران الى مناطق أخرى وحاويات أخرى”.
وقال مسؤول جهاز الطوارىء في المحافظة مهرداد حسن زاده إن “المدارس والمكاتب والجامعات في بندر عباس ستغلق الأحد”. ويقع ميناء الشهيد رجائي حيث وقع الإنفجار قرب مدينة بندر عباس الساحلية.
وظهرت في شريط تم تداوله على منصات التواصل، خمس شاحنات بيضاء محطمة بشكل شبه كامل، وخلفها النيران مندلعة في أحد العنابر. وسمع صوت الشخص الذي يصور الفيديو وهو يقول “شاحنتي دمرت بالكامل وصديقي لقي حتفه” بينما بدت جثة ممددة على الأرض.
وأعرب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان عن تعاطفه مع ضحايا الانفجار، مشيرا الى أنه “أصدر أوامر بالتحقيق في الوضع والأسباب”، ووجه وزير الداخلية اسكندر مومني للتوجه الى الموقع.
وكان اسماعيل مالكي زاده، المسؤول في إدارة الموانئ والملاحة في المحافظة، أوضح صباح السبت أن “انفجارا هائلا” وقع “في جزء من رصيف ميناء الشهيد رجائي، ونعمل على إخماد الحريق”.
ونقل الاعلام الرسمي عن هيئة الجمارك في الجمهورية الإسلامية أن “الانفجار وقع على الأرجح بسبب تخزين مواد خطرة ومواد كيميائية في منطقة الميناء”.
ويقع الميناء على مسافة نحو 23 كيلومترا غرب بندر عباس، وعلى مضيق هرمز الذي يمر عبره خمس إنتاج النفط العالمي. وأوردت وكالة “إرنا” الرسمية أنه “أكبر وأكثر موانئ الحاويات في إيران تطورا ويضم 12 رصيف حاويات و 30 رافعة وانواع التجهيزات المتطورة، ويؤدي دورا محوريا في الاقتصاد البحري للبلاد”.
وأشارت وكالة فارس إلى أن دوي الانفجار سمع على مسافة 50 كيلومترا من موقع الميناء، ونقلت عن شهود قولهم إن الأرض اهتزت جراء شدته.
وذكرت وكالة تسنيم أن “قوة موجة الانفجار كانت شديدة لدرجة أنها دمرت بالكامل مبنى إداريا بالقرب من موقع الانفجار وسحقت العديد من السيارات في المنطقة”.
ولم يعرف على الفور عدد الموظفين الذين كانوا في الميناء لحظة وقوع الانفجار السبت، وهو أول يوم عمل في الأسبوع في الجمهورية الإسلامية.
وأكدت الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع المشتقات النفطية أن الانفجار “ليس له علاقة بالمصافي أو خزانات الوقود أو أنابيب النفط المرتبطة بالشركة في تلك المنطقة”.
وأكدت أن “المرافق الواقعة في منطقة بندر عباس تعمل حاليا من دون انقطاع”.
وقدمت وزارة الخارجية السعودية تعازيها بضحايا الإنفجار مبدية “استعدادها لتقديم أي عون”.
وجاء في بيان للخارجية الإماراتية إن أبوظبي تعرب عن “تضامنها وصادق تعازيها في انفجار ميناء بندر عباس”، مقدمة “خالص التعازي والمواساة لجمهورية إيران الإسلامية وشعبها الجار ولأهالي ضحايا هذا المصاب الأليم”.
وفي حين أن الحوادث والحرائق في المصانع والمعامل ليست أمرا غير معتاد في إيران، إلا أن وقوع انفجار بهذا الحجم يبقى أمرا نادر الحدوث.
وفي 2017، قتل 43 عاملا في انفجار في منجم في مدينة آزادشهر بشمال إيران، ما أثار موجة غضب ضد السلطات.