story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
ثقافة |

مثقفون مغاربة يردون على هابرماس

ص ص

في ظل استمرار توسع فجوة الخلاف بين مثقفي الغرب والشرق حول الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ردَّ مثقفون وكتاب مغاربة على بيان متضامن مع الاحتلال الإسرائيلي شارك في توقيعه الفيلسوف الألماني البارز يورغن هابرماس.

واعتبر في هذا الصدد الكاتب المغربي إدريس الكنبوري في تدوينة له أن “موقف الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس يكشف لنا أين تقف حدود الفلسفة وما هي العلاقة بين الفلسفة والتعصب.”

وقال إن هذا الموقف يشكل” تأكيدا متجددا على أنه لا توجد فلسفة محايدة تماما أو فوق القوميات؛ بل كل فلسفة هي انعكاس لواقعها ومجتمعها.”ويرى الكنبوري أن “النخبة العربية تعيش دائما وهما كبيرا، وهو أن ما يكتبه وما يفكر فيه الفلاسفة والمثقفون الغربيون يتعلق بنا نحن أيضا؛ فنصنع منهم أصناما ونمجدهم. “

وواصل “بينما هم يفكرون في مجتمعاتهم من داخل ثقافتهم. وقد عرف هابرماس بأنه من أكبر المدافعين عن الحداثة والتنوير؛ وعن التواصل والأخلاق؛ وله كتاب بهذا العنوان نفسه؛ لكن عندما جاءت التجربة سقط في ميدان التواصل والأخلاق.”

واعتبر من جهته الباحث المغربي، يونس الهديدي، في تدوينة له أن “موقف هابرماس إزاء ما يقع في غزة يظهر موقفًا مهلهلًا متهافتًا لا ينهض على أية آلية حجاجية لها اعتبارها، وهذا لم يعوِّدنا عليه عقل يورغن هابرماس الدقيق. “

وفي هذا الصدد يرى الباحث أن اعتماد هابر ماس على “مسألة الهولوكوست بوصفها مُبرّرًا لموقف يبدو في ظاهره حاملًا لنزعة إنسانويّة لدى الفيلسوف من جهة مرافعته الضمنيّة عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، فتتبدّى في عمقها تسويغًا للاحتلال، أمر لا يليق بفيلسوف في حجمه. “

وتوقف الباحث في الأنثروبولجيا السياسية محمد المعزوز بدوره على البيان الذي وقعه صاحب نظرية “الفضاء العمومي” معتبرا إياه “موقفا موصولا بتمثل أغلبية المفكّرين الغربيين للعرب كقوم وللإسلام كدين ولفلسطين كسياسة، تأكيدا منهم على صيغة التعارض والتمايز الاستعلائي الذي يجعل الغرب دائما هو الأقوى وموئلا مطلقا للعقلانية. “

وتابع أنه “موقف مستمد من نزعة استشراقية يجعل من موضوع العرب والشّرق مادة معرفية لدعم التحيز الإيديولوجي والسياسي تبريرا لكل مواقف الغرب وقراراته ضدّ العرب”.

و جاء موقف هابرماس في شكل رسالة موقعة مع ثلاثة مثقفين غربيين آخرين، وقام بنقلها إلى اللغة العربية الباحث المغربي محمد الأشهب.