بلغزال: الدعم الدولي للموقف المغربي لا يشرعن الغرور والتجييش ضد الجزائر

أوضح الخبير في ملف الصحراء المغربية عبد المجيد بلغزال أن التراكم الذي حققه المغرب في ملف الوحدة الترابية، من خلال، تواصل الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي بالأقاليم الصحراوية للمملكة، “لم يكن في تقديري ليشرعن الغرور والافراط في خطاب التجييش ضد الجزائر، بقدر ما كان يفترض أن يفتح النوافذ، ويمنح كل الفرص الممكنة، للجزائر، من أجل الانخراط الإيجابي المشترك”، لطي هذا الملف.
وأضاف الخبير في تعليق على تصريحات مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشؤون الإفريقية والشرق الأوسط، لقناة “العربية” السعودية، أن ضمان، حفظ ماء وجه الجميع، خاصة المغرب والجزائر، “يوفر فرصا كبرى للحفاظ على مسافة للدفاع عن الخيارات المغاربية”، لافتا إلى أن “التطرف الشوفيني، فلن يدفع الا في اتجاه تقوية، مداخل الابتزاز المزدوج للمغرب والجزائر”.
وكان مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشؤون الإفريقية والشرق الأوسط مسعد بولس، قد أكد رغبة الإدارة الأميركية في التوسط بين المغرب والجزائر من أجل تعزيز التسوية التوافقية لحل قضية الصحراء المغربية.
وكشف بولس، في مقابلة مع قناة “العربية” السعودية، الجمعة 18 أبريل 2025 بواشنطن، أن الولايات المتحدة الأمريكية ملتزمة بدعم جهود حل نزاع الصحراء بين المغرب والجزائر.
وفي هذا الصدد، قال بلغزال إنه “مع التسليم بأن تصريح المبعوث الأمريكي، يستند من الناحية المنهجية إلى علم تدبير النزاع، وما يقتضي من ضرورة اتباع نهج مفتوح، يسمح بالتفاوض وتقريب وجهات النظر، لكن أن يسمح المبعوث لنفسه بإعادة تأويل، تصريح وزارة الخارجية، بأفق أكبر مما يحتمل، فإنه، من ناحية علم، تدبير النزاع، يخلق مساحة وهمية متجددة لدى الأطراف، التي لا ترغب إطلاقا في إنهاء هذا الملف، بالتالي يضع نفسه، خارج أطروحة ترامب، القائمة على تركيز مزيد من الضغط العالي، من أجل التعجيل بطي الملف.
وأشار المتحدث بالمناسبة، “أن اغلب المتتبعين، يدركون اليوم، أن بنية الجيش الجزائري، وهي تحضن الانفصال، لم تكن يوما تتطلب إلى استقلال فعلي بقدر ما كانت تراهن على إدارة النزاع وتمديد عمره الافتراضي، من جهة لمحاضرة المغرب، ومن جهة ثانية للاحتفاظ بكل الأوراق، التي تشرعن مصادرة إرادة الشعب الجزائري، بدعوى وجود أطماع توسعية لدى المغرب”.
ولم يستبعد الخبير في ملف الصحراء، أن تكون لحديث، المبعوث الأمريكي، نوايا لدفع المغرب نحو تنازلات جديدة، مبرزا أنه رغم كون “القرار الامريكي مستقل ومهيمن فإني اعتقد شخصيا، أن هذا المبعوث، الذي يعد علمه ومعرفته بالعربية وشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا، يمكن أن تكون هذه القوة الظاهرية، هي مصدر الضعف، الضعف الناجم عن اللبس والتعقيدات، المرتبطة تاريخيا بوهم الفهم المتقدم لما يجري بشمال افريقيا والشرق الأوسط”.
وفي غذون ذلك أكد بلغزال أن سعي الولايات المتحدة لتقريب وجهات النظر بين المغرب والجزائر، “هو خيار يقع في صلب قرارات مجلس الامن التي طالما، أكدت على ضرورة تحسين العلاقات الجزائرية باعتبارها مدخل بناء الفضاء المغاربي”، مشددا في نفس الوقت على أن التوسط بين الجزائر والمغرب، “يؤكد أن النزاع هو نزاع إقليمي بين الجزائر والمغرب”.
وخلص عبد المجيد بلغزال إلى أن حديث المستشار الأمريكي عن حوالي 200 ألف من سكان المخيمات، “يؤكد تهافت المستشار وجهله التام بحقيقة سكان مخيمات لحمادة، كما أنه هو يجهل أو يتجاهل، أن الصحراويين المعنيين منقسمين، بين خيار عسكري، بمخيمات لحمادة وخيار المشروعية الديمقراطية، بكل علاتها، المتواجد بالأقاليم الجنوبية”.
وعلاقة بذلك، وصف المستشار الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشؤون الإفريقية، مسعد بولس، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، تجديد تأكيد الولايات المتحدة على اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه بأنه “قوي” و”لا لبس فيه”.
وكتب المستشار المقرب من الرئيس الأمريكي: “تصريح قوي لكاتب الدولة روبيو يؤكد، مجددا، وبشكل لا لبس فيه الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء”.
وأرفق بولس رسالته بالتدوينة التي نشرها رئيس الدبلوماسية الأمريكية، ماركو روبيو، على شبكات التواصل الاجتماعي، والتي أورد فيها ما جاء في البيان الصحافي الرسمي لوزارة الخارجية الذي نشر في أعقاب مباحثاته، في 8 أبريل الجاري في واشنطن، مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة.
وهكذا، أكد كاتب الدولة، مجددا، أن الولايات المتحدة تعترف بسيادة المغرب على صحرائه وتدعم مقترح الحكم الذاتي الذي قدمته المملكة باعتباره “الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع” الإقليمي حول الصحراء المغربية.
وحرص روبيو على التأكيد على حسابه على موقع “إكس”: “التقيت بوزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة للتأكيد، مجددا، على الشراكة القوية بين الولايات المتحدة والمغرب. وأكدت مجددا على أن الولايات المتحدة تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء”، و”تدعم المقترح المغربي للحكم الذاتي، باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم لهذا النزاع”.