story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
بيئة |

خبير: الأمطار الأخيرة لا تعني انتهاء الجفاف.. وحقينة السدود ستعود للتراجع

ص ص

شهد المغرب خلال الفترة الأخيرة تساقطات مطرية مهمة خلفت ارتياحا في نفوس المواطنين، لما لها من دور أساسي في تعزيز الموارد المائية وتحسين وضعية السدود والفرشة المائية، وبعثت تساؤلات حول ما إذا كانت بداية لنهاية مرحلة جفاف طويلة أضرت بالبلاد والعباد.

وفي هذا السياق، نفى مصطفى بنرامل، رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية لأجل التنمية والمناخ، أن تكون هذه التساقطات مؤشرًا على انتهاء الحقبة المناخية الجافة التي يشهدها المغرب منذ سبع سنوات.

وأوضح الخبير البيئي في حديثه لصحيفة “صوت المغرب” أنه بعد هذه الأمطار “من المتوقع ارتفاع درجات الحرارة بعد شهر مارس، مما قد يؤدي إلى تبخر كميات كبيرة من المياه، ورجوع نسبة ملئ السدود والأحواض المائية إلى سابق عهدها”.

وأشار إلى أن هذه الأمطار “لم تكن موزعة بشكل متوازن على مدار السنة، حيث شهد فصل الخريف جفافًا نسبيًا، بينما جاءت معظم التساقطات في أواخر فصل الشتاء، وهو سيناريو مشابه لما حدث خلال العام الماضي، حين سجل المغرب تساقطات هامة، سواء على مستوى الموارد المائية أو المناطق الجبلية”.

وأضاف بنرامل أن هذه الظواهر تندرج ضمن أشكال الطقس المتطرفة، لكنها “لا تعكس بالضرورة نمطًا مناخيًا ثابتًا يمكن التنبؤ به لسنوات قادمة، وفقًا لما تؤكده الدراسات الدولية في هذا المجال”.

ويعيش المغرب عامه السابع من شح الأمطار مما جعله يواجه مواسم جافة، تراجعت خلالها المحاصيل الفلاحية، وتضرر قطاعات موازية كإنتاج الحليب والعسل وتربية النحل والمواشي، مع انخفاض حاد في القيمة المضافة الفلاحية وتدهور مساهمتها في النمو الاقتصادي العام للمغرب.

ووفقا لتقرير البنك الدولي الصادر عام 2023، فقد كان للقطاع الفلاحي دور كبير في الناتج المحلي الإجمالي، حيث كان يشكل نحو 13% منه، إلا أن استمرار الجفاف أدى إلى تراجع هذه النسبة إلى أقل من 10% في العام الجاري.

ويرى العديد من خبراء القطاع، أنه في الوقت الذي من المتوقع أن تدعم التساقطات الأخيرة نمو العديد من الزراعات المهمة كالزيتون والقطاني، إلا أنها لن تؤثر بشكل كبير على زراعة الحبوب خاصة أن الثلث الأول من الموسم الحالي، والذي يشكل فترة حساسة في زراعة الحبوب عرف عدة عوامل أثرت سلبا على هذه الزراعة الأساسية

ويذكر أن إنتاج الحبوب يعد إحدى الفرضيات الأساسية التي يُبنى عليها توقع معدل النمو الاقتصادي للمغرب، حيث عرف إنتاج هذه الزراعة انخفضا كبيرا بنسبة 60% مقارنة بالسنوات العادية، حسب أرقام وزارة الفلاحة، مما كان له أثر مباشر على ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية.

 وعموما فقد توقع الخبير الفلاحي، رياض أوحتيتا أن يكون إنتاج هذا الموسم أكثر من الموسم الماضي، موضحا أن الجفاف لم يكن وحده العامل الرئيسي في تخفيض إنتاج السنة الماضية، بل كان هناك تقلص كبير في المساحات المزروعة، حيث لم تكن التساقطات المطرية التي تزامنت مع بداية الموسم الماضي مشجعة للعديد من الفلاحين على زراعات الكميات التي تعودوا عليها خلال السنوات السابق.

في المقابل، وأكد أوحتيتا في تصريح سابق أن بداية الموسم الحالي كانت مشجعة وحملت بشائر خير للعديد من الفلاحين مما جعل المساحات المزروعة أكثر مقارنة بالموسم الماضي، حيث يميل الفلاحون إلى انتظار المؤشرات الأولى للموسم لاتخاذ قراراهم بشأن نوع الزراعة والكمية.