من أمام البرلمان.. قدماء “الجيش” يطالبون بتحسين ظروف العيش
نظمت التنسيقية الوطنية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين وذوي الحقوق (ق ع ق م)، وقفة احتجاجية، الخميس 23 يناير 2025، أمام مبنى البرلمان بالعاصمة الرباط، للمطالبة “بالزيادة في معاشات تقاعدهم وبتحسين أوضاعهم الاجتماعية” في ظل ظروفهم المعيشية الصعبة، جراء غلاء الأسعار وتضرر القدرة الشرائية لفئات عريضة من المغاربة.
ورفع المحتجون شعارات تدعو المسؤولين إلى الاستجابة بشكل عاجل لمطالبهم، وتُدين”التهميش” الذي طالهم من قبل الحكومات المتعاقبة، بالرغم من التضحيات الكبيرة التي قدموها للوطن، مشددين على ضرورة الرفع من معاشات تقاعدهم نظرًا للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها هذه الفئة.
وفي هذا السياق، قال محمد العباسي، أحد قدماء المحاربين، إن الوقفة الاحتجاجية تأتي في إطار المطالبة بالحقوق “التي طال التماطل في تحقيقها”، مشيرًا إلى أن المعاناة استمرت لسنوات رغم كثرة النداءات الموجهة إلى الحكومات المتعاقبة والمسؤولين والمؤسسات المعنية.
وأوضح العباسي في حديثه لصحيفة “صوت المغرب” أنه من غير المعقول أن يضطر قدماء المحاربين وقدماء العسكريين وأرامل الشهداء وذوي الحقوق إلى الخروج للشارع من أجل المطالبة بحقوقهم، “التي يجب أن تكون مكفولة ومحفوظة من قِبل الدولة”.
وأضاف متسائلا: “كيف يمكن تكريم أبطال الوطن في مجالات مختلفة بينما تُنسى فئة قدمت أرواحها وصدورها للرصاص دفاعًا عن أمن البلاد وحريتها؟” مشيرا في نفس الوقت إلى الألم الذي يعتصر قلبه من الوضع الاجتماعي الصعب لمحارب خدم وطنه خمسة عشر عامًا في ظروف قاسية، “ويُترك اليوم دون تقدير أو إنصاف”.
وأردف المتحدث ذاته، “لقد واجهنا تحالفًا قويًا في القرن العشرين، حيث وقف المعسكر الشرقي بقيادة الجزائر ضد الوحدة الترابية للمغرب، وحاربنا الاتحاد السوفيتي وتحملنا هجمات بأسلحة متطورة دون شكوى أو طلب، لكن أن نجد أنفسنا اليوم مُهمشين وفي الشارع، فهذا أمر لا يمكن قبوله”.
وختم محمد العباسي كلامه بالقول: “إن أبرز المطالب تتجلى في توفير العيش الكريم، عبر تفعيل القانون 47 مكرر لضمان استفادة قدماء المحاربين من الزيادات في الرواتب، وتحسين أوضاع الأرامل وقدماء العسكريين بما يليق بتضحياتهم من أجل الوطن”.
ومن جانبها، قالت السعدية تيفلت، زوجة محارب قديم، إنها دأبت على المشاركة في هكذا وقفات أمام البرلمان رفقة عدد من العسكريين والمحاربين القدمى وذوي الحقوق، منذ عام 2018، مطالبين بتحسين أوضاعهم. وأضافت، “بصفتي أرملة محارب قديم، حضرت مع الأرامل ومع إخوتي المتقاعدين لمطالبة المسؤولين بتعديل معاشاتنا الهزيلة التي لا تكفي لتوفير حياة كريمة”.
وفي حديثها لصحيفة “صوت المغرب”، أوضحت السعدية قائلة: “نحن لا نملك معاشًا يمكننا من عيش كريم، على سبيل المثال، أسعار الدجاج اليوم مرتفعة جدًا، حيث يبلغ سعر الكيلو 30 درهمًا، وهذا يجعل الحياة صعبة للغاية، وحتى أسعار الخضروات مرتفعة، وكذلك أثمنة الكهرباء والماء، ونحن نعاني بشدة.”
واستطردت قائلة: “أنا في الخامسة والخمسين من عمري، ومع ذلك أضطر للعمل في مقهى لتوفير لقمة العيش، لدي شابان عاطلان عن العمل، مما يزيد من معاناتنا، فالأيتام والأرامل يعانون، وأنا أتحدث هنا باسمهم جميعًا، رجالًا ونساءً.”
وطالبت السعدية، في ندائها، الملك محمد السادس، كي ينظر في حال هذه الفئة التي ضحّت بأرواحها وأعطت الكثير للوطن، منادية بتحسين المعاشات التي يتقاضونها، “والتي لا تكفي لتوفير حياة كريمة، خاصة مع موجة الغلاء المتواصلة على مستوى الأسعار”.
وخلصت السعدية تيفلت في حديثها بالتساؤل: “كيف يمكن للمرأة الأرملة التي تتقاضى 1200 درهم فقط أن تعيش؟ كيف يمكنها أن تُطعم أولادها وتوفر لهم ما يحتاجونه؟ الأسعار ترتفع باستمرار، نضطر للعمل في سن متقدمة، أحيانًا في المقاهي أو حتى في المواقف، وهذا أمر مُهين ومُحزن”.