story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
رياضة |

كأس أمم إفريقيا 1988.. قصة الدورة الوحيدة التي استضافها المغرب

ص ص
يستعد المغرب لاحتضان نهائيات كأس إفريقيا للأمم في كرة القدم خلال نهاية سنة 2025 وبداية 2026، بعد مشاورات طويلة بين الجامعة الملكية المغربية، والإتحادين الإفريقي “كاف” والدولي “فيفا” بسبب قرار الأخيرة تنظيم كأس العالم للأندية خلال صيف هذه السنة في نسخة جديدة بالولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة 32 ناديا.
المغرب يسير في استعداداته لاحتضان هذه التظاهرة الإفريقية وفق سقف زمني مبكر قبل موعد النهائيات، من خلال إعادة بناء ملعب الرباط وهيكلة ملاعب طنجة ومراكش وأكادير وفاس، بالإضافة إلى مركب محمد الخامس بالدار البيضاء.
وتعمل لجنة التنظيم أيضا على ضمان جاهزية كل شيء مرتبط باستقبال المنتخبات الإفريقية وجماهيرها بالمغرب، وسط وعود من رئيس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم باتريس موتسيبي أن دورة 2025 ستكون الأفضل على الإطلاق منذ انطلاق تنظيم الكأس سنة 1957 في السودان, فيما يعتبر المسؤولون المغاربة كأس إفريقيا المقبلة بمثابة أول اختبار لقدرات البلاد التنظيمية في أفق استضافتها للعديد من المنافسات القارية والدولية خلال الست سنوات المقبلة وعلى رأسها مونديال 2030 بالإشتراك مع إسبانيا والبرتغال.
وكان المغرب قد نظم نسخة وحيدة لكأس إفريقية للأمم سنة 1988، سنتين بعد الإنجاز المبهر للمنتخب الوطني المغربي خلال كأس العالم بالمكسيك وعبوره إلى ثمن النهائي كأول منتخب إفريقي وعربي يبلغ هذا الدور.. دورة “الكان” 88 تحمل معها الكثير من تفاصيل تنظيم اللحظة الأخيرة، وكيف أنقذ المغرب الإتحاد الإفريقي لكرة القدم من وضعية محرجة كانت تهدد بإلغاء الدورة نهائيا.
 
دورة مهددة بالإلغاء
سنة 1985 وعلى هامش إحد اجتماعات المكتب التنفيذي للإتحاد الإفريقي لكرة القدم بالعاصمة المصرية القاهرة، طلب ممثل دولة زامبيا استضافة بلاده لكـأس إفريقيا للأمم لسنة 1988، فصوت المكتب بالإجماع على ذلك.
لكن بعد مرور سنة على هذا الإجتماع عاد مندوب زامبيا وطرح اعتذار بلاده عن تنظيم الدورة بسبب الصعوبات المالية التي تواجهها وعدم وجود بنية تحتية كافية من أجل إنجاح التنظيم، وتم استبدال زامبيا بالجزائر بعد أن طلبت الأخيرة تحويل التنظيم إليها.
وبينما كانت الأمور تسير على ما يرام لتنظيم الدورة في الجزائر، نشب خلاف خلاف بينها وبين مسؤولي “الكاف” بسبب قرار الأخيرة إعادة مباراة المنتخب الجزائري مع تونس في دورة الألعاب الإفريقية لإشراكها لاعبين محترفين، لتقرر عدم تنظيم “الكان” كخطوة تصعيدية تجاه الهيئة الكروية القارية، التي قررت على الفور البحث عن بديل للجزائر فكان الإتصال بوزير الشبيبة والرياضة المغربي آنذاك عبد اللطيف السملالي من أجل أن يستضيف المغرب الدورة على بعد شهور قليلة من تاريخها المحدد، وتمت الموافقة على هذه الإستضافة خلال مجلس وزاري.
 
ملعبان وثمانية منتخبات
انطلقت دورة كأس إفريقيا للأمم 1988 في شهر مارس بمشاركة ثمانية منتخبات، انتظموا في مجموعتين.. مجموعة الدار البيضاء التي لعبت في مركب محمد الخامس وضمت المغرب البلد المنظم والجزائر والزايير والكوت ديفوار، ومجموعة الرباط التي لعبنت في المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، وضمت منتخبات الكاميرون ونيجيريا ومصر وكينيا.
الدور الأول عرف صدامات قوية بين المنتخبات الإفريقية التي كانت جلها مرشحة للفوز باللقب، وعرفت في الأخير وبعد نهاية الدور الأول تأهل منتخبين عن كل مجموعة إلى نصف النهاية.. المغرب والجزائر عن المجموعة الأولى، والكاميرون ونيجيريا عن المجموعات الثانية، فيما أقصي المنتخب المصري حامل لقب دورة 1986 بعد حلوله ثالثا في مجموعته، بالإضافة إلى المنتخب الإيفواري الذي احتل نفس المرتبة في المجموعة الأولى.
 
المغرب والرهان على اللقب
كان المنتخب المغربي العائد من إنجاز كأس العالم بالمكسيك، أبرز مرشح للظفر باللقب خصوصا وأنه يلعب فوق أرضه وبمساندة كبيرة من جماهيره.. وكان مدربه المهدي فاريا قد أجرى بعض التغييرات على تشكيلة “أسود الأطلس” قبل انطلاق النهائيات، أبرزها الإعتماد على لاعبين جدد أمثال لاعبي الرجاء البيضاوي المعطاوي التيجاني وحسن موحد، ولاعب الوداد حسن بنعبيشة، ولاعب أولمبيك خريبكة هشام الغرف، واستطاعت العناصر الوطنية احتلال الصف الأول في المجموعة بعد تعادل في المبارة الافتتاحية أمام الزايير، ثم انتصار على المنتخب الجزائري في المباراة الثانية بهدف نظيف، وتعادل في المباراة الثالثة أمام الكوت ديفوار بصفر لمثله.
 
إقصاء ظالم
مباراة المنتخب الوطني ضد الكاميرون في نصف النهاية، والتي جرت في مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، عرفت تحيزا فاضحا لحكم من جزر موريس، حيث تساهل مع الخشونة المفرطة للكاميرونيين والتي كانت من إبرز مظاهرها إرسال المدافع الأوسط المغربي حسن موحد إلى المستشفى في حالة غيبوبة، بعد تلقيه لضربة رأسية من لاعب الكاميرون طاطاو أمام أعين الحكم، وأيضا الطرد الذي تلقاه اللاعب عزيز بودربالة بعد أن رد على الإعتداءات المتكررة للاعب الكاميروني المكلف بحراسته طوال المباراة.
الكاميرون استطاعت تسجيل هدف الإنتصار في مرمى بادو الزاكي من قذفة بعيدة بواسطة اللاعب ماكاناكي، لتصعد إلى المباراة النهائية لمواجهة منتخب نيجيريا الفائز بدوره على المنتخب الجزائري في مباراة نصف النهاية الثانية بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله والتي انتهت بفوز النيجيريين بضربات الترجيح بعد نعد نهاية وقت المباراة الأصلي بالتعادل هدف لمثله.
 
الترثيب بين المغرب والجزائر
مباراة الترثيب بين الخارجين من دور نصف النهاية بين المنتخب المغربي ونظيره الجزائري، دارت في أجواء فاترة بعد موجة الإستياء التي عمت المغرب إثر فشل المنتخب الوطني في استغلال الفرصة السانحة لاستضافة النهائيات وإضافة لقب قاري ثاني بعد الأول المحقق في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا سنة 1976.
وقد أشرك الطاقم التقني للمنتخب المغربي تشكيلة جديدة من الإحتياطيين بعد مغادرة جل العناصر الأساسية للمعسكر التدريبي والتحاقهم بأنديتهم دون انتظار نهاية الدورة، وكانت المواجهة أمام الجزائر متكافئة وانتهت بهدف لمثله واحتكم المنتخبان للضربات الترجيكية التي انتهت بفوز الجزائريين ب4-3 والظفر بالمرتبة الثالثة في الدورة، التي انتهت بالنسبة للمغاربة بإعفاء المدرب المهدي فاريا، ودخول الكرة الوطنية في سلسلسة من النتائج السلبية لم تنته إلا مع تأهل المنتخب الوطني إلى كأس العالم 1994 تحت قيادة المدرب عبد الله بليندة.
 
اللقب كاميروني
المباراة النهائية التي دارت في المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، وجمعت الكاميرون ونيجيريا، في حضور حوالي 50 ألف متفرج، انتهت بانتصار عناصر المدرب الفرنسي المخضرم كلود لوروا بهدف لصفر من ركلة جزاء وقعها المدافع الكاميروني كوندي، وعرفت سيطرة واضحة للنيجيرينن الذين أهضروا فرصا عديدة للتسجيل خصوصا بواسطة المهاجم الراحل رشيدي ياكيني ولاعب الوسط هنري نووسو.
الكاميرون شكلت لها دورة المغرب 1988 مناسبة لإضافة لقبها الإفريقي الثاني، بعد الأول الذي فازت به في دورة الكوت ديفوار سنة 1984، بالإضافة إلى اعتلاء الكاميروني عيسى حياتو لكرسي رئاسة الإتحاد الإفريقي لكرة القدم بعد نيله غالبية أصوات المكتب التنفيذي في الإجتماع الذي عقد في الرباط تلك السنة، وهو المنصب الذي سيمكث فيه حياتو طيلة 18 سنة اللاحقة.