story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

66 عاما على استرجاع طرفاية إلى حوزة الوطن.. تاريخ من “الكفاح التحرري”

ص ص

ستة وستون عاما طويت على استرجاع المغرب لمدينة طرفاية التي ظلت محتلة من لدن المستعمر الإسباني لعقود. هذه الذكرى تدفعنا إلى إعادة قراءة تاريخ هذا “الكفاح”؛ تثمينا لـ”الخطاب التاريخي” للملك الراحل محمد الخامس عن إنتهاء فصول الاستعمار في خطابه التاريخي ليوم 18 نونبر 1955، واستحضارا لـ”الوعي الوطني المغربي” في المقاومة والدفاع عن حوزة الوطن.

عود على بدء

15 أبريل من العام 1957، شكل هذا التاريخ منعطفا قويا في تاريخ المقاومة الشعبية والوعي الوطني المغربي، إذ أرخ لذكرى استرجاع مدينة طرفاية الواقعة في الأقاليم الصحراوية، غداة عودة الملك الراحل محمد الخامس والعائلة الملكية من المنفى إلى أرض الوطن يوم 16 نونبر 1955، ليتم الإعلان عن إنتهاء فصول الاستعمار في خطابه التاريخي ليوم 18 نونبر 1955.

قبل ذلك، كان المغرب يشهد على واقع مغاير؛ بدءا باقتطاع الجزء الشمالي من المملكة لوضعه تحت وطأة الحماية الإسبانية إلى إخضاع مناطق في وسط البلاد وجنوبها إلى الحماية الفرنسية ثم بتر أجزء من الأقاليم الجنوبية عقب مؤتمر مدريد في عام 1880 لجعلها مستعمرة تحت النفوذ الإسباني،

مناطق مفرقة كان عليها المغرب آنذاك، ما بين الحماية الفرنسية ونظيرتها الإسبانية ومنطقة الحكم الدولي بطنجة الشمالية، لذا لم تكن المفاوضات الثلاث الأولى التي أعقبت الإعلان عن الاستقلال ما بين 03 مارس و09 شتنبر من العام 1956، إلا أن تكون محط اهتمام واسع من الكفاح الوطني الذي وضع تحرير “الجنوب المغتصب” نصب عينيه؛ طرفاية وسيدي إفني والساقية الجمراء ووادي الذهب.

هذا وجاءت المبادرة الملكية للملك الراحل محمد الخامس للقيام بزيارته إلى مدينتي ورزازات وزاكورة، تأريخا للخطاب الملكي الذي ألقاه في منطقة “محاميد الغزلان” بتاريخ 26 فبراير 1957، إذ دعا فيه القوى الوطنية إلى مواصلة استكمال الوحدة الترابية، وهو ما استجابت له ساكنة الصحراء عبر تجديد بيعتها للسلطان محمد بن يوسف ملك المغرب آنذاك.

ما بعد استرجاع “طرفاية”

ولم تسترجع طرفاية، لوحدها بل ساهمت في استرجاع باقي المناطق الجنوبية الأخرى، فالتاريخ سيبقى شاهدا على قاعدتها الخلفية ومنطلق عمليات جيش التحرير بواد نون والساقية الحمراء، كما لمطارها الذي اعتاد أن يربط بين الجنوب والشمال وينقل المؤن والبضائع.

وواصل المغرب في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، نضاله، باسرجاع مدينة سيدي إفني في سنة 1969، قبل أن ينطلق المغاربة في مسيرتهم التاريخية “الخضراء” في 06 نونبر 1975، ثم رفرفت راية المغرب عاليا في سماء العيون في 28 فبراير 1976، مؤذنة ببداية جديدة للمملكة المغربية، سترسم لها ملامح أخرى حينما تم استرجاع إقليم وادي الذهب إلى حوزة الوطن الأم.

بعد كل هذا التاريخ، تحتضن طرفاية اليوم الكثير من المشاريع الاقتصادية؛ منها أكبر مزرعة رياح في إفريقيا، دار البحر أو كما يطلق عليه مرفأ فيكتوريا التاريخي الذي أسسه الرحالة دونالد ماكنزي في أواخر عام 1879 بشاطئ المدينة “كسمار”، الذي يشهد على طول امتداد كثبانه الرملية بشاطئه على تاريخ طويل من النضال والكفاح الوطني.