story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

2023.. سنة ود استثنائية وترقب مشاريع واعدة بين مدريد والرباط

ص ص

تكاد تكون سنة 2023 التي تعيش ساعاتها الأخيرة سنة استثنائية في مسار تحسن العلاقات الديبلوماسية بين مدريد والرباط، والتي شهدت تطورا ملحوظا خلال السنة الحالية تجاوز الأبعاد السياسية والديبلوماسية إلى البعد الاقتصادي والاستراتيجي والرياضي، على الرغم من انشغال الداخل الإسباني بالاستحقاقات الانتخابية الأخيرة.

دفئ العلاقات بين العاصمتين سنة 2023 دشنته رسالة سانشيز في مارس 2022 إلى الملك محمد السادس، والتي أعلن فيها دعم بلاده لمغربية الصحراء ومقترح الحكم الذاتي كحل وحيد وواقعي لقضية الصحراء المغربية، معلنا بذلك انتهاء أزمة استقبال مدريد لزعيم الجبهة الانفصالية، إبراهيم غالي، والتي أدخلت العلاقات المغربية الإسبانية في أزمة ديبلوماسية غير مسبوقة.

ولم تتأخر عوائد كسر جمود العلاقات بين الجارين على المستويين السياسي والاقتصادي طوال سنة 2023، حيث اعتبر متتبعون للشأن الإسباني المغربي على أنها ترجمة لتوافق الرؤى بين مدريد والرباط، من خلال توقيع اتفاقيات ثنائية بين البلدين في فبراير الماضي، في إطار الاجتماع رفيع المستوى، والذي لم ينعقد منذ 8 سنوات.

سنة لأجرة التوافقات

وفي هذا الصدد قال الباحث في العلاقات الإسبانية المغربية، عبد العالي بروكي، إنه “إذا كانت سنة 2022 قد أشرت على عودة العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين البلدين فإن سنة 2023 تميزت بأجرأة تحسن هذه العلاقة من خلال توقيع مجموعة من الاتفاقيات وكذلك من خلال الإعلان المشترك بين الحكومتين المغربية والإسبانية”.

وأضاف المحلل السياسي أن “العلاقات المغربية الإسبانية خلال سنة 2023 تميزت بمحطات بارزة أبرزها الاجتماع رفيع المستوى الذي التأم في فبراير الماضي والذي حضره رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز ورئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش”.

وأضاف الباحث في العلاقات المغربية الإسبانية، أن الاجتماع “أسفر على توقيع 19 اتفاقية في مختلف المجالات وكذلك إصدار إعلان مشترك في هذه القمة، وضع الخطوط العريضة للتعاون والشراكة المغربية الاسبانية في مجالات عدة”.

وفي سياق جرده لأهم الأحداث المميزة لسنة 2023، أشار المتحدث ذاته إلى زيارة وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس للمغرب مباشرة بعد حصول حكومة بيدرو سانشيز على ثقة البرلمان الإسباني وتشكيل الحكومة الإسبانية، ما يؤكد على أهمية المغرب كشريك ديبلوماسي لإسبانيا.

أثر “محنة” الانتخابات الإسبانية

وفسر المحلل السياسي تراجع الزخم الذي شهدته علاقات الرباط ومدريد بأنه “خلال الفترة ما بين فبراير ودجنبر لم تكن هناك أحداث بارزة كثيرة على المستوى السياسي لسبب وحيد هو كون هذه السنة انتخابية بامتياز داخل إسبانيا، واستحواذها على حيز زمني سياسي طويل، خاصة بعد فشل الحزب الشعبي ورئيسه فيخو في الحصول على ثقة البرلمان وتكليف بيدرو سانشيز الذي تمكن من تشكيل الحكومة”.

وفي سياق حديثه عن العوامل التي أثرت على العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا خلال سنة 2023، استحضر المتحدث ذاته “تولي مدريد الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي والتي تزامنت مع قضايا كثيرة ذات بعد أوروبي وعلى رأسها الحرب الروسية الأوكرانية”.

مشاريع واعدة في الانتظار

وعدَّدَ المختص في العلاقات المغربية الإسبانية المشاريع الاقتصادية التي ينتظر أن تنجز خلال السنوات المقبلة قائلا: “من بين المشاريع ذات البعد الاستراتيجي التي أثمرها التقارب بين العاصمتين الإسبانية والمغربية هناك مشروع تحلية مياه البحر ومشروع توسيع الخط السككي بالإضافة إلى مشروع الربط القاري بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط والذي عُقد اجتماع بخصوصه خلال هذه السنة”.

وأثار المختص في الشأن الإسباني المغربي زيارة وزير الخارجية الإسباني للمغرب، مبرزا أنه “خلال نفس الفترة تقريبا انعقدت مجموعة من الاجتماعات بين الغرف كغرفة الاستثمار والتجارة والصناعة الإسبانية بالمغرب”.

ديبلوماسية الثقافة والرياضة

وكان وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، قد التقى، خلال زيارته الأخيرة إلى المغرب بمجموعة من الأكاديميين والمهتمين بالدراسات الإسبانية في المغرب.

وقال بروكي معلقا على هذا اللقاء، بأنه “محاولة لتعزيز التعاون الثقافي والأكاديمي والجامعي بين المغرب وإسبانيا وكذلك محاولة جدية لتعزيز الاستثمار في تدريس اللغة الإسبانية بالمغرب والاهتمام بالمشاريع ذات البعد الثقافي والأكاديمي”.

وخلص الباحث في العلاقات الدولية والمختص في الشأن الإسباني المغربي أن “العلاقات المغربية الإسبانية عادت سنة 2022 وتحسنت سنة 2023 وأكيد أنها ستتعزز بقوة خلال سنة 2024” مستحضرا “ترقب مشروع التنظيم المشترك لمونديال 2030 بينهما بالإضافة إلى البرتغال، والذي سيؤدي  إلى إنجاز مشاريع مشتركة في البنى التحتية في البلدان الثلاثة وخاصة بين المغرب وإسبانيا”.