story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

12 يناير بالجزائر و14 بالمغرب..متى يبدأ عام الأمازيغ؟

ص ص

أثار قرار رئيس الحكومة اعتماد رأس السنة الأمازيغية في 14 يناير من كل عام عطلة رسمية مدفوعة الأجر جدلا حول دقة هذا التاريخ قياسا للتقويم الأمازيغي. ففي الوقت الذي تحتفل فيه الجزائر برأس السنة الامازيغية في 12 من يناير، حدد المغرب تاريخ 14 من نفس الشهر للاحتفال بنفس المناسبة، وهو ما طرح تساؤلات حول سبب عدم وجود إجماع على تاريخ بداية السنة الأمازيغية.

وينقسم المؤرخون حول أصل الاحتفال برأس السنة الامازيغية الى فريقين، يرى الأول أن سياق نشأة هذا الاحتفال مرتبط برأس السنة الفلاحية، فبالنسبة للجزائريين والتونسيين يعد الثاني عشر من يناير هو أول يوم من السنة الفلاحية الجديدة، والثالث عشر من الشهر ذاته هو رأس السنة الفلاحية عند المغاربة حيث يبدأ خلاله الانتقال من مناخٍ بارد إلى مناخ أكثر اعتدالًا، وتعتبر هذه الرواية هي الأكثر شيوعا.

بينما يربط الفريق الثاني رأس السنة الامازيغية بتاريخ انتصار الملك الفرعوني “شيشنق” الأول على الفراعنة الذين كان يحكمهم رمسيس الثالث سنة 950 سنة قبل الميلاد، وعلى أثر انتصاره اعتلى الملك “شيشنق” الذي كان من أصول أمازيغية، العرش الفرعوني وأصبح حاكم الأسرة الثانية والعشرين للفراعنة، وكان ذلك تحديدا يوم 12 يناير. لكن الكثيرين لا يتفقون مع هذه الرواية ويرون أن هذه التقاليد سبقت قدوم الملك.

السنة الأمازيغية في التقويم اليولياني

لكن يرى العديد من الباحثين بأن التقويم الأمازيغي مُشتق من التقويم اليولياني، فبداية السنة الأمازيغية توافق الاول من شهر يناير من التقويم اليولياني، وقد سمي هذا الأخير على اسم يوليوس قيصر الذي فرضه سنة 46 ق. م، في محاولة لمحاكاة السنة الشمسية.

وقد كان هذا التقويم سائدا في شمال أفريقيا خلال فترة الهيمنة الرومانية، لكن سرعان ما ظهرت مشاكل سرّعت بالتخلي عنه والاعتماد على التقويم الغريغوري الذي مازال الاعتماد عليه مستمرا الى يومنا الحالي.

فوفقا لتقويم “يوليوس قيصر” يشهد العالم سنة كبيسة كل 3 سنوات بدل 4 سنوات كما هو الشأن في التقويم الحالي، إضافة الى هذا يعتبر أن الكرة الأرضية تحتاج   365،25 لإتمام دورانها حول الشمس، ما كان يجعل السنة  أطول ب 11 دقيقة و 14 ثانية وهي زيادة غير دقيقة، ومع توالي السنين تراكم الانحراف الزمني ليصل 13 يوما. أي أن الأول من يناير من سنة معينة في التقويم اليولياني هو  اليوم الرابع عشر من يناير في التقوم الغريغوري.

وقد صحّح التقويم الميلادي الغريغوري بعد ظهوره انحراف التقويم اليولياني هذا الذي قدر ب 13 يوما. ما يعني أن الأوّل من يناير بالتقويم اليولياني، الذي كان تاريخاً للاحتفال برأس السنة الأمازيغية،  هو على وجه الدقة 14 يناير في التقوم الغريكوري.

وتبعا لهذا الحساب الذي يعتمده المغرب فبداية السنة الأمازيغية الموافق للأول من شهر يناير في التقويم اليولياني (1 يناير)، يوافق 14 من شهر يناير في التقويم الغريغوري، ويتم الانتقال من تقويم لآخر بإضافة 13 يوما أو طرحها.