ويحمان: نجاحنا لا يقاس بالوصول إلى غزة فحسب.. بل بفضح همجية الاحتلال – حوار

في رحلة محفوفة بالمخاطر انطلق أسطول الصمود العالمي باتجاه قطاع غزة، في محاولة جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 18 سنة، حيث بدأت سفن الأسطول الإبحار تباعاً من ثلاثة موانئ تونسية رئيسية، هي بنزرت وسيدي بوسعيد وقمرت، لتلتقي لاحقاً في عرض البحر، وتنضم إلى السفن المتجهة من إسبانيا وإيطاليا.
ويشارك المغرب في أسطول الصمود العالمي المتجه إلى قطاع غزة بسفن ووفود من ناشطين وحقوقيين وأطباء، ضمن مبادرة إنسانية تسعى إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من 18 سنة.
ومن بين الأسماء البارزة المشاركة في هذه المبادرة، أحمد ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، الذي اشتهر بمواقفه الحادة ضد الاختراق الصهيوني للمغرب، وبنشاطه الميداني والتوعوي في هذا المجال.
وفي حوار مع صحيفة “صوت المغرب”، تحدث ويحمان عن دوافع مشاركته في الأسطول، وعن رسائل الوفد المغربي، وكذا عن التحديات التي تواجه النشطاء في مواجهة التهديدات الإسرائيلية.
وفي ما يلي نص الحوار:
ما الدوافع الأساسية التي جعلتكم تقررون الانضمام إلى الأسطول؟
انخراطي في هذا الأسطول نابع من قناعتي الراسخة بأن واجب كل حرّ في هذا العالم هو الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في محنته التاريخية، وغزة اليوم تختصر معركة الإنسانية ضد الإبادة والتجويع والحصار.
إن المشاركة هنا ليست خياراً شخصياً بل التزاماً أخلاقياً وقومياً ودينياً تجاه فلسطين، التي هي قضية كل أحرار العالم.
هل تتوقعون أن تنجح هذه المحاولة في الوصول إلى غزة رغم التهديدات والهجمات الإسرائيلية؟
نعلم أن الطريق محفوف بالمخاطر وأن العدو سيحاول بكل وسيلة منع وصولنا، لكننا نؤمن بأن قوة الحق والإرادة أقوى من سلاح الباطل.
ونجاحنا لا يُقاس فقط بالوصول إلى غزة، بل أيضاً بفضح همجية الاحتلال وتحريك الضمير العالمي، لذلك نحن واثقون أن هذه المحاولة ستضيف زخماً كبيراً لقضية كسر الحصار، وقد حققنا منذ الآن كسر الصمت كخطوة أولى وإنجاز مهم على طريق كسر الحصار الذي هو واحد من أهم الأهداف الثلاثة التي حددها أحرار العالم كمهمة لأسطول الصمود.
تعرضت بعض سفن الأسطول لهجمات بالطائرات المسيرة قبالة السواحل التونسية، كيف تعاملتم مع هذه الاستهدافات؟
تعاملنا معها بما يليق من وعي وانضباط وتحدي، لقد كانت محاولة ترهيب واضحة، لكن إرادة المشاركين لم تنكسر، بل زادت عزماً.
إن هذه الاعتداءات تشكّل دليلاً إضافياً على خوف الاحتلال من أي مبادرة إنسانية تكسر صَلَفه الإجرامي، ولذلك رد المتطوعون والمتطوعات في الأسطول بالشعار المغربي الأصل، أثناء الاعتداء الأول على سفينة ” فاميلي ” التي كانت تبحر تحت العلم البرتغالي : ” الإرهاب لا يرعبنا .. والقتل لا يفنينا وقافلة التحرير تشق طريقها بإصرار “.
وهو شعار له سياقه التاريخي ذات “أيام كالحات من سنوات الرصاص”، وهو للعلم من إبداع المفكر المغربي العربي المناضل محمد عابد الجابري رحمة الله عليه.
ما الرسالة التي يود أسطول الصمود إيصالها إلى المجتمع الدولي؟
إن رسالتنا واضحة غزة ليست وحدها، والعالم الحر يرفض الإبادة، ويبقى الدرس الجوهري وهو أنه آن الأوان ليقتنع الجميع وييأس كل من راهنوا طيلة عقود على كذبة فظيعة بمآسيها.
لقد انتهى الحل الصهيوني للمسألة اليهودية إلى الإفلاس التام .