story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

نصر الله.. الذي أوقف إسرائيل على رجل واحدة لأزيد من 3 عقود قبل أن تعلن اغتياله

ص ص

أعلن الجيش الإسرائيلي رسميا، صباح اليوم السبت 28 شتنبر 2024، مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وقائد جبهة الجنوب في حزب الله علي كركي وعدد آخر من قادة الحزب، وذلك بعد الغارات التي استهدفت مساء أمس الجمعة مقر القيادة المركزية للحزب في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.

واعتبر مسؤولون إسرائيليون أن مقتل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله “سيوجّه ضربة حاسمة للتنظيم السياسي والعسكري للحزب في لبنان، ولأي خطط أخرى للعنف من جانب إيران”.

وتعتبر إسرائيل نصر الله الصيد الثمين بالنسبة لها، بسبب الدور الذي يلعبه في قيادة “حزب الله” لأكثر من ثلاثة عقود، الذي يُعتبر من أكبر الأعداء العسكريين لها.

ولد حسن نصر الله، في بلدة البازورية بقضاء صور جنوب لبنان يوم 31 غشت 1960، تلقى تعليما دينيا في مراكز وحوزات شيعية في لبنان والعراق وإيران.

انضم حسن نصر الله إلى “حركة أمل” خلال دراسته الثانوية، وتدرج بالمناصب حتى أصبح عضوا في المكتب السياسي للحركة عام 1979.

تزوج من فاطمة ياسين ولهما خمسة أبناء هم، هادي، زينب، محمد جواد، محمد مهدي، ومحمد علي. وقد قُتل ابنه الأكبر، هادي، في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان عام 1997.

في عام 1982، انسحب نصر الله من “حركة أمل” مع عدد من المسؤولين إثر خلافات حول كيفية مواجهة الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وانضم لـ”حزب الله” الذي تأسس في العام نفسه، وتولى مسؤولية تعبئة المقاومين في منطقة البقاع جنوب شرق لبنان.

وفي عام 1985، انتقل إلى بيروت حيث تولى منصب نائب مسؤول المنطقة، ثم أصبح المسؤول التنفيذي العام المكلف بتطبيق قرارات مجلس الشورى.

وبعد اغتيال سلفه عباس الموسوي، ثاني أمين عام لحزب الله بعد صبحي الطفيلي، في هجوم إسرائيلي في 16 فبراير 1992، تولى حسن نصر الله منصب الأمين العام للحزب.

ومنذ توليه زعامة حزب الله، قاد حسن نصر الله الحزب في عدد من العمليات النوعية ضد إسرائيل، كان أبرزها انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000 بعد احتلال دام 22 عاما.

وفي عام 2004، لعب نصر الله دورا محوريا في أكبر صفقة تبادل أسرى بين حزب الله وإسرائيل، شملت إطلاق مئات الأسرى اللبنانيين والعرب.

بفضل هذه العلمليات النوعية، لُقب نصر الله بـ “سيد المقاومة” نظرا للدور الذي لعبه على رأس الحزب في تحرير جنوب لبنان عام 2000، ومواجهته لإسرائيل في حرب “تموز” (يوليوز) عام 2006.

وساعدت خطبه الحماسية وتنفيذ وعوده بشن هجمات ضد إسرائيل ردا على اعتداءاتها المتكررة ضد الفلسطينيين (ساعدت) في تعزيز شعبيته، خاصة في العالمين العربي والإسلامي.

غير أن شعبية الأمين العام لحزب الله عرفت تراجعا كبيرا بعد انحياز حزب الله للنظام السوري وتورطه في أعمال إجرامية ضد المعارضة السورية خلال ثورة 2011.

وبعد عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها المقاومة فلسطينية، على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر 2023، بسبب الإعتداءات الإسرائيلية واعمالهم الإجرامية ضد الفلسطينيين، عاد اسم حسن نصر الله إلى واجهة الأحداث من جديد. حيث أعلن عن فتح “جبهة في جنوب لبنان لدعم وإسناد المقاومة الفلسطينية”، وهي الجبهة التي قال في عدد من خطبه إنها لن تهدأ إلا بعد إنهاء الحرب على قطاع غزة.

ويأتي إعلان إسرائيل عن اغتياله اليوم بينما تتصاعد جهود فرنسية وأمريكية للتواصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار مؤقت بين إسرائيل وحزب الله لمدة 21 يوما؛ بغرض إتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل سلمي على جبهتي لبنان وغزة.

وسبق أن حاول جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتياله في عدة مناسبات خلال النزاعات المسلحة مع حزب الله، لكن هذه المحاولات لم تنجح.

فيما أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية نصر الله على “قائمة الإرهابيين الدوليين” عام 1995، وعرضت مكافأة مالية تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل أي معلومات تؤدي إلى تحديد مكانه أو اعتقاله، ليعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم رسميا عن اغتياله رفقة على كركي وعدد من القادة الآخرين.

وفي المقابل لا زال حزب الله، حتى الآن، يلتزم الصمت حول مصير أمينه العام حسن نصر الله، غير أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي قال إن “الهجوم تم التخطيط له منذ فترة طويلة ونفذ في الوقت المناسب”، مضيفا “هذا ليس آخر ما في جعبتنا، الرسالة بسيطة، أي شخص يهدد مواطني إسرائيل سنعرف كيف نصل إليه”.