story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

نداء استغاثة للرباط.. مسؤول حكومي بغزة: رفح بحاجة لمستشفى ميداني مغربي

ص ص

مع انهيار المنظومة الصحية بقطاع غزة، وتواصل استهداف المستشفيات التي تتوقف تدريجياً عن العمل جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع، ما يفاقم معاناة المدنيين الفلسطينيين وخصوصاً الأطفال المحاصرين بين صواريخ الاحتلال وانتشار الأوبئة. تُوجَّه صرخة استغاثة إنسانية من أقصى حوض المتوسط شرقاً إلى أقصاه غرباً لعل صداها يبلغ مسامع العاصمة المغربية الرباط.

“رفح بحاجة إلى مستشفى ميداني مغربي”، هذه رسالة وزارة الصحة في غزة على لسان أحد المسؤولين فيها، والذي شدد في حديثه مع صحيفة “صوت المغرب”، على أن توفير مستشفى ميداني مغربي بغزة من شأنه أن يقدم إضافة ويعزز المنظونة الصحية بالقطاع، خاصة مع ما يعرفه الطب بالمغرب من تقدم وتطور.

وقال البروفيسور مروان الهمص مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة في غزة، إن قطاع غزة ومدينة رفح خاصة بحاجة إلى مستشفى ميداني، “يقوم بإسناد مستشفى النجار الذي قام الاحتلال بإخلائه، وإجبار كل الطواقم الطبية على تركه بمبرر أنه يقع بمنطقة قتال”.

ولفت الهمص إلى أن هذا المستشفى الميداني المغربي من شأنه تقديم الخدمة لنحو 350 ألف نسمة من سكان مدينة رفح، وما يقارب 500 ألف من النازحين إليها، بأطقمه الطبية وغرف مبيت وعمليات مركزة.

ويرى المسؤول الحكومي الفلسطيني في غزة ضرورة أن تكون الطواقم الطبية بالمستشفى “مغربية خالصة”، قائلا: نحن نعلم أن الطب متقدم في المغرب وأن شبابه من زملائنا الأطباء والممرضين من أفضل ما أنتج الوطن العربي من أطباء وطواقم طبية”، مشدداً على أهمية أن تعمل الطواقم الطبية جنباً إلى جنب مع نظيراتها الفلسطينية من أجل تكثيف الجهود لخدمة أهالي القطاع ومدينة رفح بالخصوص، التي كانت بها لمسات مغربية من خلال طاقم طبي عمل بالمستشفى الكويتي.

وفي هذا السياق، عبر الهمص عن شكره للمغرب ملكاً وشعباً على الطواقم الطبية التي تصل غزة، بما فيها المبادرات الفردية التي يقوم بها أطباء مغاربة أثناء الحرب الإسرائيلية الحالية على القطاع، مشيراً إلى أن عدداً منهم وصل عبر دول أوروبية ليساعد زملاءه من خلال “بصمة واضحة ومشكورة”.

وذكر مدير المستشفيات الميدانية في غزة بمبادرة مغربية رسمية عام 2010 “حيث تم وضع حجر الأساس لمستشفى مغربي في رفح، لكن عمله لم يتم”، معبراً عن رغبته في “أن يكون للمغاربة بصمة” من خلال مستشفى بكوادره وطواقمه “يخلد ذكر المغرب وأهله ضمن المنظومة الصحية للقطاع”، كما هو الشأن على مستوى مجالات أخرى، مضيفاً “نحن في انتظار أهلنا بالمغرب لمد يد العون لقطاع غزة بمعونات طبية وإغاثية، ومستشفى ميداني أو ثابت يحمل اسم المملكة المغربية”.

وبشأن البنية التحتية للمستشفيات الحالية، لفت البروفيسور مروان الهمص إلى أن جميعها تدمر بفعل العدوان الإسرائيلي المتواصل وباتت بحاجة إلى إعادة الإعمار، خصوصاً مستشفى الشفاء أكبر مجمع في مدينة غزة ومستشفى الأندونيسي، وأيضاً مستشفى شهداء الأقصى جنوباً الذي يمتلئ بالجرحى والمصابين، مبيناً أن عدد الأسرة فيه تضاعف من 250 إلى 750 سرير.

كما أوضح أنه رغم إعادة إعمار مجمع ناصر الطبي “بجهود طيبة من الأشقاء العرب في المشرق أو المغرب، إلا أنه مازال يحتاج إلى المساعدات من أجل استكمال إصلاحه، وهو اليوم مكتظ بالمرضى الذين بلغ عددهم ألف مريض”، حسب المتحدث ذاته.

يذكر أن المنظومة الصحية الفلسطينية في غزة تُعد هدفاً أساسياً لجيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب تدمير سائر البنى التحتية بالقطاع، سواء بالهجوم المباشر واستهداف وقتل الأطقم الطبية واعتقالهم، أو بتهديد المستشفيات وحصارها وإخلائها، ومنعها من الحصول على الإمدادات والمستلزمات، فضلاً عن حرمانها من إمدادات الوقود والماء والغذاء والكهرباء، وتدمير الطرق التي تؤدي إليها.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت ، في يوليوز الماضي، من أن تدمير النظام الصحي في غزة، وانعدام الأمن، وإعاقة الوصول والنزوح المستمر للسكان، ونقص الإمدادات الطبية وسوء نوعية المياه، وضعف الصرف الصحي، تؤدي جميعها إلى انخفاض معدلات التطعيم الروتيني وزيادة خطر الإصابة بالأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، بما في ذلك شلل الأطفال.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإنه لا يعمل سوى حوالي ثلث مستشفيات غزة البالغ عددها 36 مستشفى، فيما يتعذر الوصول إلى الكثير من مرافق الرعاية الصحية الحيوية بالنسبة للمرضى والعاملين في المجال الصحي المتأثرين بالعدوان أو أوامر الإخلاء.

وتشير المنظمة التابعة للأمم المتحدة إلى أن الأوامر العسكرية الإسرائيلية في مدينة، أثرت على أكثر من 20 نقطة طبية وأربعة مستشفيات وأربعة مراكز للرعاية الصحية الأولية، بينما تأثرت 16 نقطة طبية في شمال غزة، بالإضافة إلى خمسة مراكز للرعاية الصحية الأولية ومستشفى كمال عدوان، بالإضافة إلى مستشفى العودة.