story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

ناجية من جحيم الاحتجاز بـ”ميانمار” تروي فصول “العذاب” وعائلات الضحايا: ننتظر من السلطات الأفعال لا الأقوال

ص ص

حكت الشابة مريم التي كانت محتجزة لدى عصابات الاتجار بالبشر في ميانمار، عن تفاصيل مروعة عن أوضاع الاحتجاز هناك واصفة المكان الذي كانت محتجزة فيه بأنه “جحيم على الأرض” فيما قالت عائلات الضحايا إنها “تنتظر من السلطات المغربية “أفعالا لا مجرد أقوال”.

عائدة من “الجحيم”

وجاء كلام الشابة مريم في ندوة صحافية نظمتها لجنة “عائلات ضحايا الاتجار بالبشر بميانمار” اليوم الخميس 16 ماي الجاري بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والتي وصفت المكان الذي احتجزت فيه قبل أن تتمكن من النجاة بـ”الجحيم الذي هو فوق الأرض”.

واستحضرت المتحدثة في كلامها “لحظات قاسية” عاشتها هناك، وقالت إن “المحتجزين يتعرضون لشتى أنواع التعذيب” مشيرة إلى أنها “ذاقت مرارة كل ذلك” وقالت مريم إنها كانت تتكبد ألم الاحتجاز والتعذيب إلى جانب الألم النفسي الذي كان يداهما كل لحظو “لأنها كانت مجبرة على جر ضحايا آخرين إلى ذلك المكان من أجل ضمان حياتها”.

وشهدت مريم طوال فترة احتجازها “مآسي شباب ضحايا آخرين” وقالت إنها “رأت حادثة انتحار ومشهد جريمتي قتل”، وأضافت أن أفراد العصابة كانوا يعذبون الضحايا “لأسباب لا يمكن أن تخطر على بال، كأن تتأخر بضع دقائق مثلا”.

ومضت تحكي أن العقوبات هناك تتصاعد بالتدريج، “في البدء قد تدفع ثمن ما يرونه خطأ بالمال، ثم الصعق الكهربائي ثم ينتهي بك المطاف في الغرفة السوداء حيث يقترف الجلادون هناك الفظائع” وتعرضت مريم لكل هذه العقوبات إلى أن قضت ثلاثة أيام مصلوبة في الغرفة إياها.

وما بين العقوبات المالية والغرفة السوداء سلسة عذابات أخرى كان يجعلوك تجري في الساحات تحت الشمس الحارقة دون توقف أو المنع من المأكل والمشرب “بينما ينتشون هم بهذا الكم الهائل من الألم”، وعن تفاصيل السكن هناك قالت مريم إن ظروف العيش هناك “يرثى لها”.

وقالت إنهم كانوا يجعلوننا نشتغل لأكثر من 12 ساعة دون توقف وفي السواد الأعظم من الحالات دون مقابل، وتابعت أنهم كانوا يدفعون لمن شاؤوا ويمنعنون الأجر عمن شاؤوا أيضا، مشيرة إلى أنهم في البدء كانوا قد تعاقدوا معها أن تشتغل مقابل أربعة ألاف دولار، إلا أنها لم تتقاضى المبلغ.

شهادة أب “مفجوع”

ومن جانبه خلال نفس الندوة قال أب لضحية أخرى محتجزة إن عائلات الضحايا تنام وتستيقظ كل يوم على “جحيم” فكرة أن فلذات كبدها محتجزة لدى عصابات “مجنونة لا ترحم” معتبرا أن “الأمر تطلب منهم كعائلات جرأة وشجاعة هائلتين لتخرج إلى العلن بالتفاصيل”.

وذلك وفق الأب لأن “أبناءهم عالقون في أيادي قتلة ومن الممكن أن تشكل إثارة هذه القضية تهديدا حقيقيا على حياتهم” وفي هذا الصدد طالب الأب بضرورة “التدخل الجدي للسلطات”.

وتمكن وفق المعلومات التي أدلت بها عائلات الضحايا، 7 شباب من النجاة بعد أن دفعوا فدية مقابل “الحرية” تتراوح بين 60 ألف درهم و100 ألف درهم، وقال الأب في هذا الصدد إن العمل الذي كان المفترض أن تقوم به سفارة المملكة ببانكوك، قامت به منظمات دولية تشتغل في مجال العمل الإنساني والتي قدمت المساعدة للضحايا “المحررين”.

وتابع أن العائلات طوال هذه المدى التي مرت منذ أن تفجرت القضية وحتى اللحظة “لم تجد أي مخاطب حقيقي من طرف السفارة إياها” مضيفا قوله “كأنها في عطلة وليس في مهمة دبلوماسية”، وهو الأمر “الذي حز كثيرا في أنفس العائلات المكلومة” وفق تعبير الأب ذاته.

وفيما يتعلق بالتحركات الرسمية الأخيرة بعد أن اعترفت سفارة المملكة بتايلاند يوم أمس الأربعاء 15 ماي عبر السفير عبد الرحيم الرحالي رسميا بالقضية، والذي صرح بأن هناك جهودا من أجل إنقاذ الضحايا، علق الأب قائلا “إننا كعائلات لا ننتظر الكلام بل نريد الأفعال”.

وقال “إن أبناءنا محتجزون لدى عصابات ليست في قلوبها ذرة رحمة.. إنهم مجرمون ومجانين، وحياة هؤلاء الشباب مهددة بالموت في أي حين ولحظة”. وقال المتحدث ذاته في هذا الصدد إنه وفق المعلومات التي تصلهم من هؤلاء الشباب المحتجزين فإن هذه العصابات قامت بترحيل المغاربة إلى “معسكرات” أخري توجد في كمبوديا بعد أن تفجرت القضية إعلاميا.