مهرجان شعبي في الرباط احتفالا بـ”انتصار غزة” وحرية الأسرى

احتشد مئات المغاربة، مساء اليوم الإثنين 15 أكتوبر 2025، في ساحة باب الأحد بالعاصمة الرباط، لحضور مهرجان الانتصار احتفالاً بوقف إطلاق النار في غزة، وتتويجاً لعامين من التضامن مع الشعب الفلسطيني، في مواجهة حرب الإبادة الجماعية التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ورفع المشاركون في المهرجان، الذي دعت إليه الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، صورَ الشهداء من قادة المقاومة الفلسطينية، على رأسهم محمد الضيف، قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
كما حملوا صورَ عددٍ من الصحافيين الشهداء، أبرزهم صالح الجعفراوي الذي استُشهد الأحد الماضي برصاص عصابات خارجة عن القانون، وأنس الشريف، وإسماعيل الغول، ومريم أبو دقة.
وردّد المتظاهرون شعاراتٍ تحتفي بوقف إطلاق النار، من قبيل “غزة انتصرت”، وأخرى تطالب بإنهاء العلاقات المغربية الإسرائيلية، مثل:”الشعب يريد إسقاط التطبيع”.
وشهد المهرجان الشعبي توزيع الحلوى على الحاضرين فرحاً بحدث تحرير مئات الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، كما قدّمت فرقة من الأطفال أناشيد تدعو إلى السلام من أجل غزة، وتعبّر عن دعمهم للمقاومة الفلسطينية، فيما كان الحاضرون يلوّحون بالكوفيات وأعلام فلسطين في أجواء احتفالية تعبّر عن الفخر والاعتزاز.
في هذا الصدد، قال عبد الإله بنعبد السلام، نائب المنسق الوطني للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، إن هذا المهرجان الشعبي “تعبير عن اعتزاز المغاربة وافتخارهم بنصر فلسطين”.
وأضاف بنعبد السلام، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، تعليقاً على من ينفي قيمة النصر أمام حجم المأساة في غزة، “ليست هناطك انتصارات بدون تضحيات”، مشيراً إلى أن “التاريخ يخبر بأنه ليس هناك حرب تدخلها أمريكا، حليفة إسرائيل، إلا وانهزمت فيها، سواء في فيتنام أو العراق أو أفغانستان، ومصير الغرب الاستعماري هو الهزيمة تلو الهزيمة”.
وأوضح أن “القضية الفلسطينية اليوم تعيش زخماً عالمياً غير مسبوق، يعكس تغيّر معادلات الصراع والتحولات التي يعرفها النظام العالمي”، مشيراً إلى أن هذه التراكمات، “المرئية وغير المرئية، ستصنع غداً جميلاً لفلسطين ولشعوب العالم”.
وشدّد المتحدث على أن “الشعب الفلسطيني يناضل من أجل الإنسانية جمعاء، وليس فقط من أجل فلسطين”، مبرزاً أن “صموده المستمر رغم العدوان، في وقت لم تستطع فيه جيوش عربية مدججة بالسلاح أن تصمد أكثر من خمسة أيام، يبرهن على عظمة هذا الشعب”.
وتابع بن عبد السلام قائلاً إن “العدو الصهيوني لا يهدأ ويعاود القصف والعدوان، لكن الشعب الفلسطيني سيستمر في مقاومته، وحرائر وأحرار العالم سيواصلون دعمهé.
وأكد في ختام حديثه أن الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ستواصل النضال ضد هذا الأخير، مشيراً إلى أنه “يشكل طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني”.
كما اعتبر أن التطبيع “تنكر للموقف الأصيل للشعب المغربي الذي ظلّ ثابتاً عبر التاريخ في دعمه لفلسطين، من صلاح الدين الأيوبي إلى معارك المقومة في فلسطين ولبنان”، مضيفاً أن “التطبيع وباء على بلادنا، وسنستمر في مقاومته بكل الأشكال”.