story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

من “صبرا وشتيلا” إلى إبادة غزة.. مأساة فلسطينية مستمرة في ظل عجز عربي

ص ص

قالت الحقوقية والأستاذة الجامعية لطيفة البوحسيني إن مواقف الأنظمة العربية أمام الإبادة الجماعية التي تعيشها غزة منذ نحو عامين “جد مخزية”، مشيرة إلى أن الحكومات باعت كل شيء يتعلق بالقضية الفلسطينية بما فيها الأرض والذاكرة والكرامة.

وأضافت البوحسيني، خلال ندوة حول أفق الصراع العربي الصهيوني في الرباط، بمناسبة ذكرى مجزرة صبرا وشتيلا بلبنان، إن الأنظمة الرسمية حولت فلسطين من قضية مركزية إلى “عبء سياسي تريد التخلص منه بأي ثمن”.

وقالت في الندوة، التي نظمتها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين: “من النكبة إلى مجزرة صبرا وشتيلا وصولا إلى الإبادة الجماعية أمام أعيننا، ظل الشعب الفلسطيني يقاوم متشبثا بحقه وأرضه”، على الرغم من تشتيت الجهود وتمزيق النخب والقوى السياسية الداعمة تقليديا للقضية.

كما أن الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج “ظلت باستمرار تعبر عن دعمها الثابت للشعب الفلسطيني”، تضيف المتحدث.

وترى البوحسيني أن مسلسل التطبيع الذي دخلته دول عربية من بينها المغرب، “كان يهدف إلى إسقاط القضية الفلسطينية”، لولا تيقظ المقاومة في غزة ومواجهتها للخطر، التي “ترجمتها عبر ‘طوفان الأقصى’ الذي أربك كل الحسابات، وأعاد عقارب الساعة للتأكيد أن القضية لن تموت، وأن حسابات المطبعين خيانة للقضية المركزية”.

من جانبه، عدد أستاذ العلوم السياسية في جامعة محمد الخامس بالرباط، عبد العالي حامي الدين، تحولات طرأت على مستوى الوسطين الإسرائيلي والعري خلال العقود الأربعة الأخيرة، منذ مجزرة صبرا وشتيلا في لبنان. ومن هذه التحولات “ذخول النظام الرسمي العربي في أزمة”.

وقال حامي الذين، خلال مداخلته في الندوة ذاتها، إن النظام العربي يعيش أومة لأنه مفكك، وليس بسبب عدم قدرته على المواجهة فقط.

وأشار في هذا السياق إلى أنه لم يكن ينتظر الشيء الكثير من من القمة العربية الإسلامية الطارئة في العاصمة القطرية الدوحة، يوم الإثنين 15 شتنبر. وقال: “لكني على الأقل انتظرت بعض الخطوات ذات الطبيعية السياسية، مثل مراجعة العلاقات مع إسرائيل”.

ومن أجل بعث أمل في المستقبل، يطرح أستاذ العلوم السياسية خطوات بإمكان الأنظمة العربية أن تسير عليها، بدءاً “بحسم الخلافات بين الدول العربية”، مشيراً إلى أن هذا القرار ليس بيد الولايات المتحدة أو إسرائيل.

ويؤكد حامي الدين على أن الخلافات العربية “تنهك النظام الرسمي العربي”، مشدداً على أن حسمها يجب أن يوضع على رأس الأولويات في سؤال “ما العمل؟”

وذكر من بين هذه الخلافات، “الخلاف بين المغرب والجزائر، والخلاف داخل السودان، وبين اليمن والسعودية، وبين لبنان وسوريا”، مشدداً على ضرورة وضع الحد لجميع هذه الخلافات من أجل “تحقيق نظام رسمي عربي حقيقي”.

كما أن الأحداث في غزة “فتحت المجال أمام إمكانيات مهمة”، تتيح متابعة مجرمي الحرب أمام العدالة الدولية بعد مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالنت، بحسب المتحدث ذاته.

وانتقد حامي الدين عدم تطرق الخطاب الرسمي أو الإعلامي العربي لقرار اعتقال رئيس الوزراء الإسرائليلي بالقدر الكافي، مشيراً إلى أن الدول العربية ” لا تخاطب نتنياهو كونه مجرم حرب”.

وفي هذا الصدد، يقترح عبد العالي حامي الدين اتخاذ قرار بإغلاق المجال الجوي أمام الطائرات الإسرائيلية “على الأقب منها التي تقل نتنياهو”، مشدداً على أن هذا القرار يعد “سيادياً”. وقال: “العرب لهم القدرة على اتخاذ مثل هذه القرارات ضد بعضهم البعض، لكنها عاجزة أن إغلاق أجوائها وموانئها في وجه إسرائيل”.

واستغرب حامي الدين من عجز الدول العربية “عن قول كلمة واحدة في حق المقاومة”، في الوقت الذي تعبر فيه الولايات المتحدة الأمريكية صراحة عن دعمها إسرائيل، مستشهداً بالزيارة الأخيرة لوزيرة الخارجية الأمريكي إلى القدس بالتزامن مع قمة الدوحة، وإعلانه أن “واشنطن ملتزمة بدعم إسرائيل”.

وقال: “المقاومة لا تطلب دعماً عسكرياً. فقط كلمة واحدة من أجل الدعم السياسي”، مشيراً إلى أن النظام العربي ليس متجانسا، إذ “توجد أنظمة متواطئة، وأخرى عاجزة، وأنظمة مقاومة من بينها اليمن الذي ييقيم الحجة على باقي الأنظمة العربية التي تدعي أنن ميزان القوى لا يسمح بمواجهة إسرائيل”.

وإلى جانب حسم الخلافات ودعم المقاومة، دعا أستاذ العلوم السياسية في جامعة محمد الخامس بالرباط إلى مراجعة العلاقات مع إسرائيل، مشيراً إلى أن اتفاق أوسلو وقل إلى نهايته، كما أن حل الدولتين انتهى عملياً بفعل المستوطنات في الأراضي التي من المفترض أن تكون تابعة للدولة الفلسطينية.

ونبه إلى أن كل هذا، إضافة إلى حصار غزة منذ ستوات، فضلاً عن اتفاقات التطبيع التي كانت تتجه نحو الإدماج الكامل للاحتلال الإسرائيلي داخل المحيط العربي، يعني الاتجاه نحو “تصفية القضية الفلسطينية”، وهو ما جعل الشعب الفلسطيني أمام خيار واحد، هو “القيام بما قام به يوم 7 أكتوبر”.

وشدد حامي الدين على أن السؤول المطروح هو “لماذا أنظمتنا الرسمية عاجزة؟”، متسائلاً: “لماذا أنظمنا ليست قادرة على اتخاذات قرارات شبيهة بقرار رئيس وزراء إسبانيا التي لا تعد دولة أوربية كبيرة مثل فرنسا أو ألمانيا؟”

وخلص إلى أنه “توجد هوة بين الأنظمة العربية والشعوب”، محذراً من أن استمرارها “قد يؤدي إلى مشاكل ليست في مصلحة العالم العربي”. ويرى أن هذه الهوية لا يمكن تقليصها إلا بنظام سياسي ديمقراطي.

وقال: “إن ما يحصل اليوم من إبادة في غزة إذا لم يدعونا إلى الاستيقاظ سيكون أمامنا مستقبل صعب جدا، لولا بارقة الأمل التي تأتي بها المقاومة”.