story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

منتخبات “إفريقية” في أوربا !

ص ص

تألق نيكو ويليامس ولامين يامال أمس مع المنتخب الإسباني في مباراته القوية ضد منتخب إيطاليا ومساهمتهما الكبيرة في تحقيق الفوز الثاني ل “لاروخا” والتأهل رسميا إلى الدور الثاني من منافسات بطولة أوربا للأمم، فتح مرة أخرى نقاش “تجنيس” اللاعبين الأفارقة في المنتخبات الأوربية، وأخذ الأمر منحى أقرب إلى “العنصرية” حين الحديث عن ألوان البشرة وسحنات الوجوه و”السكان الأصليين” للبلدان.

أولا… ظاهرة اللاعبين مزدوجي الجنسية في المنتخبات الأوربية، هي قديمة قِدم الهجرة إلى أوربا، إذ عرفت المجتمعات في القارة العجوز تغييرات ملحوظة بعد ازدياد أبناء الجيل الأول والثاني من المهاجرين.. هم أبناء أوربا ونتاج بيئاتها ولا يربطهم بأصول آبائهم سوى النزر القليل من الثقافة والعادات، وهم منخرطون في منظومة التربية في البلدان التي ازدادوا فيها وتلقوا فيها تنشئتهم الإجتماعية .. وهم في الأخير مواطنون لهذه البلدان من أصول أخرى.

ثانيا.. عندما تبرز موهبة من المواهب وسط أبناء المهاجرين، فالفضل الكبير في الصقل والرعاية والإيصال إلى مستويات الإحتراف العليا يعود لمنظومة البلاد التي ازدادت فيها الموهبة، والإستراتيجيات الموضوعة أصلا في هذه البلدان تستهدف جميع الساكنة بمختلف ألوانهم وسحناتهم وأصولهم وثقافاتهم، بغرض أن يحملوا راياتها في مجالات تفوقهم، وبالتالي فوجود لاعبين من أصول أجنبية في المنتخب الوطني لإحدى الدول الأوروبية، هو شيء عادي جدا ولا يدعو إلى الإستغراب ولا إلى طرح التساؤلات إلا لدى الجاهلين بواقع المجتمعات الأوربية.

ثالثا.. هذه المنتخبات الأوربية التي يغزوها اللاعبون من أصول إفريقية، لم يذهب مسؤولوها إلى القارة السمراء لجمع هؤلاء المواهب في سن الشباب مثلا ويمنحونهم جنسيتها لإلحاقهم بصفوفها وهم في سن متقدمة كما تفعل بعض البلدان الخليجية، بل هم ولدوا لديها داخل البلاد وهم نتاج سياستها الفعالة والناجعة التي تعتمدها جامعاتهم الكروية لإنتاج اللاعبين من مستوى عالي وتصديرهم إلى البطولات الخمس الكبرى، وتوفير هامش اختيار كبير لمدربي منتخباتها الوطنية في مختلف الفئات.

رابعا.. عندما نجد بعض المنتخبات الأوربية يكاد ينعدم فيها اللاعبون من أصول محلية مثل فرنسا، فذلك أمر لا يدعو للإستغراب ولا إلى خلاصة أنه منتخب لا يمت للبلاد بصلة، فقط بسبب أن جلهم من ذوي البشرة السمراء المختلفة عن بشرة السكان الأصليين الذين لم تعد تبرز منهم المواهب الحقيقية في كرة القدم ولا في العديد من الرياضات.. وحتى قاعدة الممارسة الكروية في الفئات الصغرى داخل المدن والبلدات الفرنسية تشير إلى “اكتساح” هذه القاعدة من طرف الأطفال من أصول إفريقية ومغاربية، وطبيعي أنهم يشكلون قمة الهرم الكروي في البلاد التي هي المنتخبات الوطنية.

هي ملاحظات ينطقها البعض، لكنها خارج المنطق وتتسم بكثير من الجهل والخلفية “العنصرية” التي تحكم الكثير من عقليات جنوب المتوسط، ولا أدري لماذا لا تطرح نفس الملاحظات حول المنتخب الأمريكي لكرة السلة مثلا الذي يشكله منذ عقود طويلة اللاعبون “السود” من أصول إفريقية، ولا نجد أحدا يقول إن أمريكا تجنس الأفارقة ليرفعوا رايتها في كرة السلة وفي رياضات أخرى ؟؟!!